أخصائيون يؤكدون وجود علاقة بين أحداث العشرية السوداء وتفشي ظاهرة العنف اليوم أكد أمس الأخصائي في الأمراض العقلية محمد تجيزا أن الصدمات النفسية التي عاشها الجزائريون خلال العشرية السوداء مع مطلع تسعينات القرن الماضي أحد أهم أسباب تفشي ظاهرة العنف بمختلف أشكاله في المجتمع اليوم ، مشيرا على هامش الملتقى الدولي حول الاضطرابات النفسية من الصدمة الأولى الذي احتضنته مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة بالتنسيق مع جمعية مساعدة المرضى عقليا إلى أن الصدمات النفسية التي يتعرض لها الفرد لها ردود أفعال و تأثيرات لا تكون دائما مباشرة بعد الحادث بل تستمر لسنوات طويلة ، وقد تلازم الفرد مدى الحياة مؤكدا في نفس السياق بأن العنف في المجتمع الجزائري قد تكون له ارتباطات حتى مع ثورة التحرير الوطني و الجرائم التي ارتكبها الجيش الفرنسي التي بقيت تأثيراتها على الفرد والمجتمع إلى غاية يومنا هذا، ويؤكد نفس المتحدث في نفس السياق على أهمية التحسيس بمخاطر الصدمات النفسية وضرورة التكفل بعلاج أصحابها من خلال إنشاء مراكز استشفائية متخصصة إضافية وتخفيف الضغط على المراكز الموجودة حاليا للتكفل بهذه الحالات مؤكدا أن الجزائر تملك من الأخصائيين في الأمراض العقلية والنفسانيين ما يكفي للتكفل بكل الحالات في حين أن هذا الملف يحتاج إلى نوع من الاهتمام والدفع من طرف المجتمع ، و في السياق ذاته تؤكد الأخصائية في الأمراض العقلية بمستشفى فرانتز فانون فراح سيدي موسى أن تنظيم هذا الملتقى الذي يهتم بالاضطرابات النفسية من الصدمة الأولى جاء بعد ملاحظة الأطباء المختصين انتشارا واسعا للصدمات النفسية الناجمة عن أحداث العنف في العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر في مطلع التسعينات ، وكذا حوادث المرور والزلازل و يسعى الأطباء المشاركون في هذا الملتقى إلى تقديم اقتراحات للتكفل بأصحاب الصدمات النفسية من الوهلة الأولى، وإيجاد حلول تتناسب وطبيعة المجتمع الجزائري وكذا التحسيس بمخاطر الصدمة النفسية التي يتعرض لها الفرد التي قد تمتد آثارها لسنوات طويلة ، وتشير في هذا الإطار إلى وجود علاقة بين الصدمات النفسية ومختلف الآفات الاجتماعية المنتشرة في المجتمع ومنها الإدمان على المخدرات ، العنف ، وكذا الانتحار الذي يعرف انتشارا كبيرا سواء لدى كبار السن أو حتى الأطفال ، وتؤكد بأن نصف المدمنين على المخدرات تعرضوا لصدمات نفسية في الصغر ، بحيث هذه الصدمات التي تغير في سلوك وشخصية الفرد تجعله يميل نحو الإدمان ، وفي الوقت ذاته تشير إلى أن الإحصائيات تؤكد بأن ثمن (1 /8) المدمنين على المخدرات يتعرضون لصدمات نفسية مستقبلا وذلك بسبب التغير الذي يمس الشخصية وتضيف بأن كل هذه الحالات يمكن علاجها من خلال التكفل النفسي بالمرضى .