المؤبد لقاتلة زوجها وعشيقها و 5 سنوات لإبنها و صديقه أدانت أمس محكمة الجنايات لمجلس قضاء جيجل المتهمة بقتل زوجها المدعوة (ع.ع) و إبن أخ الضحية المدعو (إ ج) بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار وبخمس سنوات لابن الضحية (ع م) وصديقه (ج ع) بعد إعادة تكييف التهمة من جناية إلى جنحة. وتأتي هذه الأحكام على خلفية جريمة القتل التي وقعت بتاريخ 17/ 10/ 2012 في حق (ع.ع) الذي تم العثور على جثته داخل سيارة بحي بلهاين وسط مدينة جيجل. وبعد إشعار الشرطة من طرف أحد المواطنين تنقلت فرقة البحث والتحري إلى حيث وجود الجثة ليجدوا زوجة الضحية رفقة إبنه المدعو (إ م) وهما يقومان بطمس آثار الجريمة بالإضافة إلى عونين من الحماية المدنية بعدها راح الابن يلطم رأسه بزجاج الواجهة الأمامية للسيارات التي وجد بداخلها الضحية قبل أن يحاول حرقها بواسطة قارورة غاز لمحو آثار القتل العمدي و تحويل العملية إلى حريق اصاب السيارة. جلسة المحاكمة المغلقة التي سمح للنصر بمتابعة أطوارها حاولت خلالها المتهمة نفي تهمة قتل زوجها مدعية بأنه غادر المنزل في حدود الحادية عشر ليلا باتجاه المستشفى للعلاج إثر صداع أصابه في رأسه، و من ثمة لم يعد مما دفعها إلى الاتصال بابنها الموجود في منزل أحد أصدقائه لتخبره بوجود والده بالمستشفى مصرة و ملحة على إنكارها قتل زوجها بعد زواج دام 25 سنة، طالبة من هيئة المحكمة الكشف عن المجرم الحقيقي و إصدار أقصى عقوبة في حقه. رئيس هيئة المحكمة و بحنكته ودهائه في التعامل الطويل مع جرائم القتل راح يسأل المتهمة على كل صغيرة و كبيرة و قعت ليلة الجريمة بداية باتصالها هاتفيا بابنها (إ م) وكذا بابن أخ الضحية (إ ج) والمدعو (ج ع) طالبة منهم المجيء إلى المنزل و هو ما حدث تم طلبت منهم نقل جثة زوجها إلى حي بلهاين بواسطة سيارة و وضعه بداخل سيارة أخرى كانت مركونة هناك. هذا السيناريو المفبرك بإتقان من طرف الزوجة لم تعترف به إطلاقا مما دفع برئيس هيئة المحكمة لطرح عدة أسئلة منها لماذا لم يستعمل زوجها السيارة المعارة إليه من طرف صديق إثناء ذهابه للمستشفى لماذا لم تطلب من ابنها أو أخ الضحية المقيم بنفس العمارة لإيصاله للعلاج ولماذا لم تطلب النجدة من مصالح الحماية المدنية و الأكثر من ذلك لماذا اتصلت بالثلاثي المتهم بعدم الابلاغ عن الجريمة 32 مرة عبر الهاتف ما بين الحادية عشر والنصف ليلا والسادسة صباحا. كما تساءل رئيس هيئة المحكمة عن أسباب وجود المتهمة وابنها في الصباح الباكر بمكان وجود جثة الضحية؟ ألم يكن الأجدر بها الاتصال بالشرطة لاشعارهم بغياب زوجها ولماذا تحديدا ذهبت الى حي بلهاين الذي يبعد عن مقر اقامتها ب 3 كلم؟ أليست هناك أحياء أقرب اليها لكي تبحث عن زوجها؟ خاصة على مستوى الأحياء التي تكثر بها الجرائم؟ ثم لماذا حاولت طمس آثار الجريمة وكذا محاولة حرق السيارة من طرف ابنها وبحضورها كل هذه الحقائق كانت أدلة كافية بأنها المجرم الحقيقي لقتل زوجها التي توصل اليها رئيس هيئة المحكمة بالاضافة الى تصريحات الثلاثي المتهم بعدم الابلاغ عن الجريمة بداية بتصريحات ابنها وابن أخ الضحية الذي اعترف بأنه تربطه علاقة غير شرعية مع زوجة عمه لمدة تسع سنوات وأنه عندما دعته ليلة الجريمة للحضور الى المنزل رفقة ابنها وصديق لهما اعترفوا بوجود الضحية مرميا في غرفة النوم قبل أن تطلب منهم عدم احداث أي ضجيج وعدم اشعال الانارة ليقوم هؤلاء بنقل الضحية الى حي بلهاين وتركه هناك داخل السيارة. لكن المتهمة التي ظلت تردد كلمة حسبي الله ونعم الوكيل على مدار محاكمتها بقيت مصرة على عدم قتل زوجها مقابل المطالبة بالبحث عن القاتل الحقيقي واصدار أقصى العقوبة ضده. وبالمقابل اعاد المتهمون بعدم الابلاغ عن الجريمة نفس الاعترافات التي صرحوا بها عبر مراحل التحقيق رغم بعض المتناقضات في تسلسل الجريمة التي اعتمد عليها ممثل النيابة العامة والتي اعتبرها أدلة ثابتة وكافية لادانة الزوجة وشركائها في الجريمة ليلتمس الاعدام في حق الزوجة وابن أخ الضحية.