بتاريخ 19 ديسمبر 2004، إهتزت بلدية قصر بلزمة على وقع جريمة بشعة مصحوبة بأعمال وحشية فظيعة، كانت بدايتها بمكالمة هاتفية من شقيقة (ص. ط) المدعو بوڤرة الساكن بمنطقة دوار الشماري بلدية قصر بلزمة دائرة مروانة إلى مصالح الدرك بوادي الماء تفيد باختطاف أخ لها في العقد السادس من العمر من طرف مجهولين، وفور تنقّل الدرك عُثر على الضحية بجوار مسكنه ملقى على ظهره مضرّجا بدمائه عقب تلقيه 16 طعنة، كما لوحظ ثقب غائر في قفاه وجرحان في الرقبة، ما يعني أنه تعرّض للذبح في جريمة قتل فظيعة. وهذا النوع من الجرائم إما أن يكون من فعل »شواذ جنسيا« يعرف عنهم الحقد الدفين أو بفعل معارف الضحية، أو عن طريق ثان كان الأرجح عقب العثور على خنجرين بمسرح الجريمة، إذ سرعان ما انكشفت خيوط الفعل الوحشي عندما قال أحد أقارب المدعو (ج. ع) إنه شاهد هذا الأخير في حالة توتر واضطراب شديدين وكان يضع ضمّادة على يده اليمنى، فيما أكّدت الزوجة أن ذات الشخص (ج. ح) المتعوّد على زيارتها في منزلها الواقع بجوار مسكن الضحية قادما من عين التوتة حيث يقيم، طلب منها تجفيف سرواله المبلّل حتى الركبتين فوق نار الموقد، وعقب تأكيد العائلة أن الخنجر استعمل في الجريمة هو ملكها، طالبت مصالح التحقيق بتمديد الاختصاص إلى إقليم عين التوتة، وهو الطلب الذي استجاب له وكيل الجمهورية المختص إقليميا، ليتم توقيف المشتبه به (ج. ح) وهو من مواليد 1985. تصريحات الفاعل مليئة بالتناقضات، لكن آخر تصريح له أكّد فيه أنه التقى ابن الضحية (ص. م) من مواليد 1955 الذي يعيش في منزل جده المتوفى والذي طلب منه المساعدة في قتل أبيه الذي يكرهه بعدما تزوج من امرأة أخرى وطرده من المنزل الذي استولت عليه »الزوجة الثانية« وسلبت أمواله، طلب منه المساعدة في قتل والده ليتحصل على ميراثه ويكافأه مكافأة مغرية بعد ذلك، حسب تصريح الفاعل الرئيسي الذي أضاف أن ابن الضحية رافقه حوالي الساعة السادسة مساء 19 / 12 / 2004 قرب منزل والده وطلب منه مناداته باسمه بحجة أنه لن يستجيب له عندما يدرك أن ابنه هو المنادي، وعند خروجه قام المصرّح بلكمه على قفاه حتى سقط أرضا ليقوم ابنه بطعنه في الظهر بخنجر ثم ذبحه، بعدها تم تفتيش جيوبه وسحب مبلغ 2400 دينار جزائري كانت بحوزته، ثم فرّ المصرّح (ج. ح) وقام بغسل بقع الدم التي علقت بسرواله ونشره فوق الموقد قبل سفره إلى بسكرة للراحة والعودة إلى عين التوتة حيث ألقي عليه القبض، لكن ابن الضحية (ص. م) أنكر الرواية ونفى علاقته بالجريمة وبمرتكبها (ج. ح). وخلال عرض القضية على محكمة الجنايات بباتنة التي اتهم خلالها »الإبن وصديقه« بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد واستعمال أعمال وحشية، إعترف الفاعل (ج. ح) بارتكاب الجريمة وتمسّك بتصريحه حول مشاركة صديقه وابن الضحية فيها. وعقب مرافعات طويلة طالب دفاع المتهمين ببراءة »الإبن« الذي يملك ملفا طبيا يؤكد معاناته من مرض عقلي منذ 23 سنة يعفيه من تحمّل المسؤولية، وبإعادة تكييف التهمة من القتل العمدي إلى الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها بالنسبة للمتهم (ج. ح)، لكن النيابة طلبت الإعدام في حق المتهمين معا، وهو الطلب الذي تم تثبيته في حق الثاني عندما حكمت عليه المحكمة بالإعدام، فيما استفاد الابن من البراءة، براءة لم تقنع النيابة التي طعنت فيها بالاستئناف، في ثالث قضية تنطق بها الدورة بالإعدام. طاهر حليسي