عرض نقدي لحصيلة 50 سنة من جهود التنمية و رسم صورة للمستقبل المنتدى سيخرج ب 50 توصية حول التنمية المستدامة وهناك إرادة سياسية لتنفيذها – فتح فرع لجامعة الأممالمتحدة في الجزائر قريبا أكّد محمد الصغير بابس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أن المنتدى الاقتصادي والاجتماعي للخمسينية الذي سيعقد بداية من يوم غد بقصر الأمم بنادي الصنوبر سيحاول رسم صورة حقيقية عن التطور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد على مدى الخمسين سنة الأخيرة، كما سيكون فرصة للتوقف و القيام بحصيلة نقدية للجهود التنموية و رسم استراتيجيات جديدة للنمو للمستقبل، مبديا تفاؤلا بإمكانية فتح نافذة أمل في المستقبل المنظور. ينظم المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أيام 18، 19 و20 من الشهر الجاري "المنتدى الاقتصادي والاجتماعي للخمسينية" بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالعاصمة، وحسب رئيسه محمد الصغير بابس فإن هذا اللقاء سيكون فرصة لرسم صورة حقيقية عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي وصلت إليها البلاد بعد خمسين سنة من الاستقلال، وأضاف المتحدث في لقاء بإعلاميين ليلة أول أمس بجنان الميثاق أن المنتدى الذي سيجمع عددا كبيرا من الفاعلين في المجال الاقتصادي والاجتماعي ومن المجتمع المدني سيحاول كشف وتعرية كل أنواع النقائص والاختلال الموجودة حاليا التي تعيق الوصول إلى تحقيق حكم راشد حقيقي، وبعدها سيعمل على إعطاء رؤية "لجزائر الغد" جزائر ما بعد 2015، نظرة إستراتيجية شاملة حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد، و بعبارة أخرى -يقول بابس- بحث كيفية توفير الشروط لبناء نمط جديد للتنمية الشاملة في بلادنا خدمة للفرد الجزائري. أما الأسس المرجعية التي ستؤطر أشغال المنتدى الاقتصادي والاجتماعي للخمسينية فهي خمسة، أولها "الحصيلة" وتتلخص في إلقاء نظرة على الجهود التي بدلتها الأمة الجزائرية في ميدان التنمية الاقتصادية والاجتماعية مند الاستقلال، والتوقف للقيام بحصيلة نقدية لكل ما تم انجازه، والأساس الثاني هو "نظرة نحو المستقبل" وهي فكرة بناء نهج يمكّن البلاد من تجاوز الأفكار الموروثة على المستوى العضوي والوظيفي، وفتح الطريق لتحقيق الأهداف المرسومة في جميع البرامج الرئاسية التي سطرت مند بداية الألفية الرامية إلى إثارة مبادرات جميع الفاعلين، والوصول في نهاية المطاف إلى نمط جديد للتنمية المستدامة لجزائر ما بعد 2015. ويتمثل الأساس أو المرجعية الثالثة للمنتدى في "المحور الاستراتيجي" ويعني تبني رؤية مستقبلية تتطلب تحديد الهدف الاستراتيجي بتوحيد كل القدرات المتوفرة والانتقال من مرحلة تنموية إلى أخرى، وهذا الأساس الثالث يؤدي إلى الأساس الرابع المتمثل في "خارطة طريق محل إجماع" والتي ستتلخص في التوصيات التي سيخرج بها المنتدى والتي ستقحم كل الفاعلين، وأخيرا الأساس المتعلق بالبرمجة، أي تطبيق التوصيات التي ستنبثق عن المنتدى في إطار الصلاحيات العليا للدولة. أما الورشات التي سيناقشها المنتدى حسب رئيس الكناس فهي أربع، الأولى تحت عنوان "من اجل نمط تنمية اقتصادية واجتماعية جديد"، والثانية من "اجل تجديد عميق في أنظمة الحكم الراشد"، والورشة الثالثة ستهتم "بالمؤسسة الاقتصادية في قلب النمط التنموي الجديد" وتناقش الورشة الأخيرة "الرأسمال البشري واقتصاد المعرفة". ورغم إقراره بوجود تحديات كبيرة إلا أن محمد الصغير باس بدا متفائلا بإمكانية إيجاد نافذة أو فرصة للإقلاع التنموي ببلادنا في السنوات القليلة القادمة خاصة عندما يتراجع النمو الديمغرافي أو يتوقف في حدود معقولة مستقبلا، وقال أن البيروقراطية موجودة والتحديات كبيرة إلا أن الإرادة السياسية لتحقيق قفزة نوعية في مجال التنمية المستدامة متوفرة أيضا، وقد عبر عنها رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة، وبالنسبة لبابس فإنه لا توجد أي دولة في العالم تملك الإمكانيات الكاملة لتنفيذ استراتيجيات على مدى معين،و الجزائر تعتبر اليوم محمية ومحصنة نسبيا في جميع المجالات. وفي رده عن سؤال حول مدى تطبيق التوصيات التي سيخرج بها المنتدى شدد رئيس الكناس على أن الوزير الأول عبد المالك سلال عندما زار مقر الكناس أول أمس قدم "كلمة شرف" للكناس وطلب الخروج بتوصيات يمكن تنفيذها على المدى القريب خاصة منها المتعلقة بالمسائل الاستعجالية، وبما أن الإرادة السياسية متوفرة -يضيف بابس- فإنه علينا البحث عن الحلقات الجامدة في مختلف قطاعات الدولة وهذا يطرح بصفة ملحة مسألة إعادة النظر في نظام الحكم الراشد، ثم انه على كل قطاع تحمل مسؤولياته كاملة في هذا المجال. بابس الذي تحدث أيضا عن التحولات الديمغرافية التي يعرفها المجتمع الجزائري وإسقاطاتها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية كشف عن مشروع لإنشاء فرع لجامعة الأممالمتحدة في الجزائر مستقبلا بمبادرة من الكناس، وقال انه استقبل مؤخرا مدير هذه الجامعة الكائن مقرها بالعاصمة اليابانية طوكيو وسيتم الإمضاء على اتفاقية الإنشاء بين الطرفين قريبا، كما تحدث أيضا عن مشروع لإقامة أكاديمية للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر ستوضع تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية، كل هذا في سياق العمل على خلق نخبة علمية جزائرية عالية المستوى بإمكانها رفع تحديات التنمية في المستقبل. وسيخرج المنتدى الاقتصادي والاجتماعي للخمسينية ب50 توصية سيجد جزء كبير منها طريقها للتنفيذ حسبما قاله محمد الصغير بابس، الذي اعتبر أن هيئته استشارية فقط عليها واجب تقديم وحصر المعوقات التي تقف في طريق تحقيق تنمية مستدامة ببلادنا، لكن معركة كبيرة جدا تنتظر الجميع حسب تعبير المتحدث. محمد عدنان