أعد المجلس الاقتصادي الاجتماعي «كناس» مذكرة مرجعية يحدد من خلالها محاور أشغال ونقاش المنتدى الذي ينظمه في ذكرى خمسينية الجزائر، ويقيم المنتدى الاقتصادي الاجتماعي الذي تجري أشغاله في قصر الأمم نادي الصنوبر، حسب ما ذكره رئيس «الكناس» محمد الصغير باباس لرؤساء المؤسسات الإعلامية سهرة السبت، ما تحقق وما لم يتحقق في مسار التنمية المستديمة. ويسعى «الكناس» عبر منتدى الخمسينية الذي يجري أيام 18، 19، 20 جوان الجاري التوصل إلى توصيات تكون خارطة طريق للسياسات العمومية في علاج تعقيدات تتراكم ومشاكل تتعقد تبقي التنمية معطلة رغم ما تمثله من أهمية في الإقلاع واستعادة البلاد موقعها الطبيعي في مصاف الدول الناشئة. ويستند «الكناس» في مهمته إلى مؤشرات إيجابية بدأت تسجل في الميدان أخرجت الجزائر من عنق الزجاجة، وهي مؤشرات نتاج جهود مضنية صححت موطن الخلل في قطاعات حركت وتيرة النمو ورفعته إلى الأعلى في انتظار بلوغه الرقمين حسب الهدف المسطر. واعترف البرنامج الإنمائي الأممي «بنود» بالنتائج المسجلة في مجال التنمية واضعا الجزائر لأول مرة في قائمة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة. لكن لا يمكن التوقف عند هذا الحد واعتبار أن النتيجة تحققت. بل اتخاذ من هذه المحطة نقطة انطلاق نحو المزيد من المكاسب والإنجازات. ومذكرة «الكناس» المعدة عشية تنظيم منتدى الخمسينية يعترف أنه من تمام الإنصاف أن نتحرى مختلف الاختلالات والانحرافات التي سجلت في نظام الحكامة والديمقراطية التشاركية والحوار الاجتماعي وكلها مسائل كانت ضمن أجندة المجلس الاقتصادي الاجتماعي وتقاريره وأنشطته منها الجلسات الوطنية حول التنمية المحلية. من هذه النظرة غير التفاؤلية يتحرك«الكناس» عبر المذكرة بإبراز 5 أسس مرجعية للإصلاح والإقلاع تشمل الأولى عرض حصيلة نصف قرن من مسيرة الإنماء والبناء بوضع الأصبع على الجرح موطن الضعف الذي يكبح جهود التطور في جزائر تمتلك أوراق النهوض وبلوغ العلى. ويشمل الأساس الثاني البحث في كيفية تجاوز العراقيل التي تبقى البلاد تدور في الحلقة المفقودة بتحديد أرضية انطلاق جديد تحدد «جدول إعمال الجزائر ما بعد 2015«، ويخص الأساس المتبقية المحور الاستراتيجي وخارطة طريق المستقبل. وكانت هذه المحاور محل اهتمام ممثلي العناوين الإعلامية في اللقاء مستفسرين عن أهداف وأبعاد منتدى الخمسينية وكيف السبيل لجعل «الكناس» مصدر الفكرة ومنطلق اقتراح الحلول لمشاكل معقدة تحل بتقاسم وظيفي قطاعي أكثر من أن تتولاها جهة واحدة. وذكر بالمناسبة أن «الكناس» الذي تحول إلى ورشة مفتوحة لتدارس ملفات التنمية البشرية، اقتصاد المعرفة، تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وبات يقدم تقاريرا وفق المواصفات، جدير بأن يكون السند القوي والآلية المرافقة للسياسيات العمومية في علاج تعقيدات النمو والديمقراطية والحكم الراشد شرط الإقلاع الدائم.