كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة زوالا عندما وطئت قدمنا قرية شبيكية ببلدية عين شرشار دائرة عزابة التابعة لولاية سكيكدة، بدى المكان شبه خال من السكان و لم نشاهد سوى بيوت تشابهت في هندستها البسيطة التي تعيدنا إلى سنوات السبعينات وقت إنشاء قرى الثورة الزراعية، مع تسجيل فرق واضح في تدهور وضعية المكان الذي تنعدم به التهيئة، الغاز، المرافق الترفيهية وانتشار واسع للنفايات و تخريب كلي لمشاريع جسدت و أخرى توقفت في مراحلها الأولى. فالقرية الواقعة عند مفترق طرق يجعلها قريبة من 3 ولايات الأم سكيكدة، عنابة و قالمة، فقد كان لسكانها حديث آخر عندما حاولنا التحدث قليلا عن واقعها، أو التي تضم أزيد من 400 عائلة، لم تخضع لأشغال التحسين الحضري منذ إنشائها سنة 1984 حسب ما أكده سكانها، و بتوسع التجمع الذي تضاعف عدد سكانها عشرات المرات، زاد الوضع تفاقما، بخلق منافذ و ممرات جديدة، مع تدهور وضعية القديمة منها، لتتحول المسالك إلى مجرد تراب و غبار ملئ بالحفر و المطبات، يجتهد أهل القرية في ترقيعها عند تساقط الأمطار بما توفر من مواد إلى درجة استعانوا فيها في بعض النقاط بالنفايات المنزلية. و ندد السكان بما أسموه بالتهميش الذي لحق حيهم رغم تعاقب الأميار على بلدية عين شرشار حسب قولهم، و الذين اتهموهم بمنحهم وعود كاذبة أثناء الحملات الانتخابية من أجل منصب قالوا بأنه استغل لأغراض شخصية، حيث قالوا بأن شبيكية قد أقصيت من مشاريع التحسين الحضري التي خصت بها البلدية و التي قالوا بأنها وجهت لأحياء و تجمعات سكنية حديثة النشأة، مطالبين بتحسين وضعية الحي لإنهاء معاناة الغبار صيفا و الأوحال شتاء ما يعيق تنقلات المواطنين، كما نددوا بالانتشار الواسع للنفايات التي لم تخصص أماكن لرميها، ما جعلها تحتل أماكن عشوائية تتسع رقعتها إلى أن وصلت إلى مداخل البيوت. الغاز حلم على بعد 1 كلم أهل الشبيكية مازالوا يتزودون عبر قارورات غاز البوتان التي قالوا بأنها أرهقتهم، فغاز المدينة حسب السكان ما يزال حلما يراود الكل منذ سنوات طويلة، حيث يقول أحدهم بأن أغلب إن لم يكن كل الأحياء الجديدة قد ربطت بغاز المدينة، في حين أقصيت القرية من الاستفادة من هذه المادة الحيوية على الرغم من كثرة الطلبات التي رفعت للمسؤولين و الوعود التي تعاقبت بتعاقب الأميار، متحدثين عن أزمة التموين التي تسجل كل شتاء و التي ترسمها طوابير طويلة لمواطنين يصطفون بداية من الساعة الثالثة فجرا بمحطة البنزين بالبلدية من أجل قارورة غاز. و يرى محدثونا بأن أشغال الربط لن تكلف البلدية ميزانية ضخمة تجعلها تضع المشروع جانبا، معتبرين أنها عملية سهلة أكثر من أي نقطة أخرى بالولاية باعتبارها قريبة من أنبوبين للغاز يمران عبر الشبيكية على بعد مسافة 1 كلم باتجاه تونس و إيطاليا، و دعوا إلى ضرورة تسطير المشروع في أجندة البلدية لإنهاء معاناة سكان يشكلون ثاني أكبر تجمع سكاني ببلدية عين شرشار بأكملها. و تحدث السكان عن أزمة المياه التي يعيشونها في الفترة الأخيرة بسبب اضطراب في عملية التموين التي تحولت إلى مرة كل 4 أيام، ما أدخل كافة البيوت في أزمة جفاف وصفت لدى بعض العائلات بالحادة، مشيرين أيضا إلى الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي و التي تعاني منها الشبيكية بين الحين و الآخر، حيث قالوا بأنها تستمر ليوم كامل في أغلب الأحيان. و انتقد أهل شبيكية خاصة الشباب منهم وضعية المرافق التي جسدت منذ سنوات بالشبيكية، ضاربين المثل بالماتيكو الذي تعرض للتخريب و تحول إلى طريق معبد لمختلف أنواع المركبات التي تركن ليلا فوق أرضيته التي تدهورت بشكل كبير بعد أن أزيل السياج الخارجي بسبب ما أسموه بالإهمال، كما تحدثوا عن دار الشباب التي أغلقت أبوابها بشكل مفاجئ منذ حوالي سنة. قطاع الصحة أيضا لم يستثن من سلسلة الانتقادات اللاذعة التي شنها أهل الشبيكية، والتي كانت عبارة عن بناية صغيرة جدا في وضعية حرجة، و لا يوجد بها سوى ممرض يبقى طوال أيام الأسبوع بمفرده، و طبيب أكد السكان أن حضوره نادر للقاعة التي لا تتوفر بها أبسط وسائل العلاج مهما كانت الإصابات بسيطة، فالتنقل ضروري إلى مقر عيادة البلدية حتى من أجل حقنة حسب قولهم. أزمة الماء يتحملها الفلاحون كشف نائب رئيس بلدية عين شرشار قواسمي عيسى عن مشروع لربط القرية بغاز المدينة تنطلق أشغاله العام المقبل، و هي الأشغال التي قال بأنها أجلت مشروع التهيئة الخارجية التي أكد أنها ستكون فور ربط كافة البيوت بهذه المادة. المسؤول الذي حمل المجالس البلدية السابقة ما وصلت إليه الأوضاع ، حيث قال بأنها قامت بتهيئة التجمعات السكنية على حسابها، و فيما يتعلق بدار الشباب، فقد اعترف بأنه ثمة دار واحدة و أبوابها مغلقة، مرجعا ذلك إلى أشغال تهيئة تخضع لها أكد بأنه و فور انتهائها ستقدم خدمات جيدة للمواطنين خاصة و أنها تضم نشاطات كثيرة، كما اعترف بغياب ملعب و أكد فتح قاعة العلاج لأبوابها للمواطنين في مواعيد مضبوطة، أما بالنسبة للأدوية و وسائل العمل بها فقد قال بأنها من مسؤولية مدية الصحة. و قد اعترف النائب بمشكل الانقطاعات الكهربائية المتتالية، و أرجعها إلى أشغال تتعلق بالسكة الحديدية مؤكدا بأنه قد تم التكفل بالإشكال، أما عن أزمة التموين بمياه الشرب، فقد حمل مجموعة من فلاحي المنطقة المسؤولية فيها، حيث قال بأنهم لا يكتفون بمياه السقي التي تضمنها تعاونية السقي، و يلجؤون لإنشاء ثقوب على مستوى الأنبوب الرئيسي الذي يمون القرية و القادم من بلدية عزابة عبر سد زيت العنبة من أجل استغلال المياه لسقي بساتينهم، ما يجعل المياه تتوقف عندهم دون أن تصل إلى البيوت، مؤكدا بأن البلدية قد عاينت مؤخرا موضع الخلل و دخلت في حوار مع الفلاحين. إ.زياري