متظاهرون يخربون مقر حزب الإخوان بمدينة بنغازي فرار جماعي لأكثر من 1200 سجين قام متظاهرون أمس السبت بتخريب مقر حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين الليبية في بنغازي، غداة سلسلة من الاغتيالات في المدينة الواقعة شرق ليبيا. وهاجم متظاهرون شباب مقر الحزب في بنغازي وقاموا بتخريبه، فيما يقدم مؤشرا على بداية تداعيات الوضع السياسي و الأمني المتفجر في مصر على ليبيا التي لم تخرج بعد من نفق الفوضى الذي انزلقت إليه بعد الإطاحة بنظام القذافي. وجاب مئات الاشخاص شوارع المدينة ليلة الجمعة إلى السبت منددين باغتيال المحامي والناشط السياسي والحقوقي المحامي عبد السلام المسماري وإثنين من ضباط الجيش. واتهم المتظاهرون الاخوان المسلمين بالوقوف وراء اغتيال المسماري على غرار عشرات الضباط المستهدفين منذ الثورة وخصوصا في بنغازي. وفي طرابلس تجمع المئات في وقت مبكر صباح أمس السبت في قلب العاصمة تضامنا مع بنغازي وضد الاخوان المسلمين. وبعد خروجهم من المساجد بعد صلاة الفجر ردد المتظاهرون "دماء الشهداء لن تذهب هباء" وتوجهوا نحو ساحة الشهداء بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وبعد ذلك توجهت مجموعة من الشاب إلى مقر حزب العدالة والبناء في حي بن عاشور حيث قامت بتدمير و نهب مكاتبه وأثاثه وكسروا زجاجه. وفي البداية استهدفت التظاهرة خصوصا الاخوان المسلمين المتهمين بالوقوف وراء اغتيال عبد السلام المسماري لكن المتظاهرين رددوا ايضا شعارات مناهضة لتحالف القوى الوطنية الفائز بانتخابات جويلية 2012. وتوجه متظاهرون نحو مقر التحالف في حي الاندلس وخربوه والقوا وثائق من النوافذ. ويرى المتظاهرون أن التنافس السياسي يحول دون استقرار البلاد التي تعج بالأسلحة، لا سيما أن حزب العدالة والبناء وتحالف القوى الوطنية متهمان أيضا بالتلاعب بالمليشيات المسلحة التي تخدم مصالحها والحؤول دون تشكيل جيش وشرطة مهنيين. وخلافا لبلدي "الربيع العربي" الآخرين تونس ومصر، لم يفز الاسلاميون بأول انتخابات حرة في ليبيا. وفي الانتخابات التشريعية في جويلية 2012، فاز تحالف القوى الوطنية بزعامة محمود جبريل وهو ائتلاف أحزاب ليبرالية يقودها مهندسو الثورة على العقيد القذافي في 2011، ب 39 مقعدا من أصل ثمانين مخصصة للأحزاب السياسية في المؤتمر العام الوطني، أكبر هيئة سياسية وتشريعية في البلاد، بينما حلّ حزب العدالة والبناء في المرتبة الثانية وفاز ب17 مقعدا، وتوزعت المقاعد ال 120 المتبقية على نواب أحرار ومن مختلف الانتماءات السياسية. واتهم الحزبان بالعمل على توسيع نفوذهما وتخويف خصومهما بالارتكاز على المليشيات المسلحة. وأثار اغتيال عبد السلام المسماري وضابط في الجيش وآخر في الشرطة، أول أمس الجمعة صدمة في البلاد. وكان المحامي من أول المناضلين الذين شاركوا في التظاهرات ضد معمر القذافي في فيفري 2011. وبعد الثورة اشتهر خصوصا بمناهضته الاخوان المسلمين والمليشيات الإسلامية التي كان يقول أنها تعمل على الاستحواذ على الحكم رغم معارضة الشعب. و في تطور آخر، تمكن أكثر 1200 سجين من الفرار من سجن الكويفية في مدينة بنغازي، نتيجة حالة الانفلات الأمني التي تعانيها المدينة . وقال مصدر أمني ليبي، ل"يونايتد برس إنترناشونال"، أن أكثر من 1200 سجين فرّوا من سجن الكويفية في مدينة بنغازي، نتيجة لحالة الفلتان الأمني التي تشهدها المدينة. ورجّح المصدر أن "يكون جميع نزلاء سجن الكويفية البالغ عددهم 4 آلاف سجين، قد تمكنوا من الفرار". غير أن المتحدث الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي محمد الحجازي، أكد أن "القوات الأمنية تمكّنت من القبض على بعض السجناء إلا أنه لم يحدد عددهم". ومنذ انهيار نظام القذافي أصبح شرق ليبيا مسرحا لأعمال عنف كثيفة استهدفت أيضا قضاة وعسكر وشرطة خدموا في عهد النظام السابق. و كانت ليبيا قد قررت الأسبوع الماضي تشكيل قوة عسكرية من 30 ألف جندي بهدف طرد المليشيات المسلحة منها والتمركز في معسكرات تبعد عن مراكز المدن الثلاثة الرئيسية طرابلس وبنغازي وسبها، بمسافة لا تقل عن 100 كلم.