كل المؤسسات مطالبة بإحترام آجال إنجاز المشاريع الكبرى لتدارك التأخر المسجل شدد وزير الأشغال العمومية عمار غول على ضرورة الإسراع في إنجاز المشاريع المسجلة، مع السعي لإحترام الآجال المحددة في دفاتر الشروط، و بالتالي تدارك التأخر الكبير الذي تعرفه العديد من العمليات، لأن القطاع يبقى بحاجة ماسة إلى مؤسسات قادرة على ضمان سير أشغال الإنجاز وفق المعايير المعمول بها، مع احترام مدة الإنجاز و نوعية الأشغال. غول و خلال الزيارة الميدانية التي قادته أمس الإثنين إلى عنابة أكد بأن التأخر الكبير الذي تشهده الكثير من المشاريع الكبرى، و تأرجح نسب أشغال الإنجاز دون المعدل المطلوب حال دون تسجيل مشاريع إضافية في بعض الولايات، رغم أن القطاع على حد قوله يشهد حركية كبيرة، لكن معظم الورشات تعمل من أجل تدارك الركود الذي عرفته المشاريع المسجلة في سنوات سابقة، و هنا فتح قوسا ليشير إلى أن مطلب تفعيل وتيرة الإنجاز مستمد من معطيات ميدانية، حيث تبقى المؤسسات المكلفة بالإنجاز مطالبة باستغلال فترة فصل الصيف، لإتمام نسبة كبيرة من الأشغال، مادام فصل الشتاء سيؤثر على السير الحسن للورشات، كون تساقط الأمطار سيؤثر بصورة مباشرة على سير الأشغال. و في سياق ذي صلة أوضح غول بأن المؤسسات الأجنبية والوطنية سواء كانت عمومية أو خاصة، و التي تبقى بصدد إنجاز مشاريع تابعة لقطاعه تخضع لنفس القوانين، حيث أنها مطالبة بإحترام دفاتر الشروط، سيما في شطرها المحدد لمدة الإنجاز، مع التأكيد على ضرورة مراعاة معيار النوعية، في إشارة واضحة منه إلى الشركات الأجنبية التي أسندت لها أشغال إنجاز الكثير من المشاريع الكبرى في قطاع الأشغال العمومية بالجزائر، على غرار الشركات الصينية و اليابانية التي تكفلت بإنجاز أشطار من مشروع الطريق السيار، و المشاكل التي لا تزال مطروحة مع شركة كوجال اليابانية، في الشطر الممتد بين ولايتي عنابة و الطارف، و الذي توقفت به الأشغال. و خلال هذه الزيارة لم يستسغ وزير الأشغال العمومية التأخر الكبير المسجل في مشروع المحطة الجوية الجديدة بمطار رابح بيطاط الدولي بعنابة، حيث أن نسبة أشغال الإنجاز لم تتجاوز 60 بالمئة، و قد ألح غول على ضرورة إعطاء ديناميكية أكثر للمقاولات المكلفة بالإنجاز على أمل استلام المشروع في القريب العاجل، لأن دخول المحطة الجوية الجديدة مرحلة الخدمة كفيل بالرفع من مستوى و نوعية الخدمات على مستوى مطار عنابة. على صعيد آخر فقد وجه الوزير تحذيرات شديدة اللهجة إلى القائمين على شركة " ليك " الإسبانية، المكلفة بإنجاز مشروع الجسر العملاق بالمدخل الجنوبي لمدينة عنابة، تمحورت بالأساس حول الجانب الهندسي للمشروع، مؤكدا في هذا الإطار بأن مثل هذه المشاريع الكبرى لها أبعاد كثيرة، و قد تم تسجيلها في مناطق ذات طابع اقتصادي و صناعي في محاولة لإعطاء دفع إضافي للاقتصاد الوطني، كما أن الجسر العملاق بعنابة سيكون همزة الوصل بين الميناء و المطار و الطريق السيار، فضلا عن السعي لفك الاختناق المروري في أكبر محور بالولاية، و هي نفس النقاط التي ركز عليها عند معاينته لمشروع مدخل سيدي إبراهيم، حيث سجل بعض التحفظات بخصوص الحلول المؤقتة التي قد تلجأ إليها السلطات المحلية لضمان حركة المرور عبر هذا المحور عند إنطلاق أشغال الإنجاز . من جهة أخرى فقد أصر غول على ضرورة الإسراع في إنجاز مشروع ميناء شطايبي، و الذي يبقى حبيس الأدراج منذ سنوات طويلة، في الوقت الذي تقرر فيه تسجيل عملية هجر لميناء عنابة، من أجل رفع التحفظات التقنية التي تم تسجيلها في هذا الشأن من طرف لجنة وطنية تكفلت بالمعاينة، الأمر الذي استوجب إعداد دراسة تقنية من طرف شركة بلجيكية، لتخليص مكان رسو الباخرات التجارية من آلاف الأطنان من التسربات و النفايات، لأن ميناء عنابة لم يعرف أي عملية هجر منذ 30 سنة، رغم الحركية التجارية الكبيرة التي يشهدها يوميا.