ثلاثة أشقاء مكفوفين يفطرون على الزيتون ويحلمون بالفاكهة وكسوة العيد يعيش ثلاثة أشقاء مكفوفين "بقرية بئرأسطل" ببلدية الحروش بولاية سكيكدة ظروفا اجتماعية مزرية رفقة والدتهم وشقيقهم الأصغر وزادت مأساتهم أكثر في شهر رمضان، حيث بالكاد يجدون ما يسدون به رمقهم في غياب معيل لهم عدا منحة3ألاف دج التي يتقاضونها شهريا. سمعنا عن حكايتهم من الاتحاد الولائي للمكفوفين فقررنا زيارتهم تنقلنا الى القرية فكان الاتصال بفتحي المكفوف الذي استقبلنا أمام بيتهم المتواضع المغطى بصفائح"الترنيت"والدتهم عمتي صليحة التي تتكفل بتربيتهم سردت علينا حكايتهم التي بدأت يوم ولادتهم بقرية خندق عسلة التابعة لبلدية زردازة، أين أنجبت ثلاثة أولاد يفتقدون إلى نعمة البصر وهم فتحي25سنة الذي تخرج مؤخرا من الجامعة بشهادة الليسانس في الحقوق، زينة19سنة التي توقفت عن الدراسة في السنة التاسعة والبنت البكر سامية27سنة. وبسبب مشاكل عائلية قرروا هجرة المنطقة والاستقرار بالحروش، وبمرارة كبيرة تواصل الحديث عن الحالة الاجتماعية القاهرة التي يعيشونها خاصة أبناءها المكفوفين، وهذا بسبب غياب أي معيل للعائلة التي تعيش على المنحة الشهرية التي يتقاضونها شهريا المقدرةب3ألاف شهريا لكل واحد منهم. و هو مبلغ زهيد لا يمكنه بأي حال من الأحوال تلبية المتطلبات الضرورية للعائلة من مأكل ومشرب وعلاج وملبس وغيرها من الحاجيات. وفي سؤالنا عن يوميات العائلة في رمضان صرحت بأنه وبسبب الظروف السالفة الذكر فإن التفكير في تحضير الفطور أو بالأحرى ايجاد ما يأكلونه أصبح هاجسا بالنسبة لها وتحرص دائما على تحضير الزيتون بطلب من أبناءها المكفوفين الذين يفضلون أكل هذ الطبق مع "الكسرة" التي تتكفل بتحضيرها ابنتها زينة. وهذا ما وقفنا عليه خلال تواجدنا بالمنزل ،وفي حديثنا مع زينة أكدت بأن الاعاقة البصرية لم تكن يوما عائقا لها بل كانت تحديا من أجل مواجهة الحياة بتناقضاتها وهي تحرص على مساعدة والدتها في أشغال المنزل وتطمح كما قالت لمواصلة الدراسة وتتمنى أن يجد شقيقها وظيفة عمل مستقرة حتى يتمكن من إعالة أفراد الأسرة. أما فتحي فقد أكد بأن الظروف الاجتماعية أثرت كثيرا على الحالة النفسية لأفراد العائلة فنحن محرومون من أبسط الأشياء أحيانا نشتهي أكل بعض المأكولات لكننا لا نستطيع اقتناءها ولهذا نعيش دائما على طبق الزيتون وأحيانا أخرى على الماء والخبز، أما الفاكهة أو اللحم فيبقى حلما بالنسبة لنا. وسألنا البنت الكبرى سامية عن الفواكه التي تشتهيها فقالت أنها تحب التفاح والموز، وهنا تدخلت والدتها موضحة بأن أولادها يشتهون أكل الفواكه وبعض المأكولات ويطلبون في كل مرة أن تقتنيها لهم لكنها تجد نفسها عاجزة عن ذلك سوى الماء . ونفس الشيء بالنسبة لكسوة العيد، وأضافت عمتي صليحة أن العائلة لم تتحصل على أية اعانة باستثناء قفة رمضان من البلدية وأخرى من اتحاد المكفوفين، وعليه تناشد ذوي القلوب الرحيمة لتقديم يد المساعدة المادية من أجل رفع الغبن عن أبنائها المكفوفين.