غضب العرب من اللاعب ليو ميسي لأنه ارتدى القلنسوة وأدى الشعائر اليهودية عند حائط البراق وصدمت الصور التي نشرتها الصحافة الاسرائيلية الملايين من عشاق الفتى الارجنتيني في العالم العربي، وقبل ذلك بقليل كان حضور برشلونة على الأراضي الفلسطينية مصدر فرحة للفلسطينيين الذين اعتبروا زيارة النادي الكاتلاني يوما تاريخيا في عمر البلاد الذي لم تصبح دولة بعد. الغضب حملته التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي التي تعادل تعليقاتهم المبتهجة على تصريحات نسبت لغريم ميسي كريستيانو رونالدو العام الماضي انتقد فيها اسرائيل هو الذي تبرع لأطفال فلسطين بحذائه الذهبي. وبين حذاء ميسي وقلنسوة رونالدو، سينقسم العرب ثانية ، بعدما انقسموا إلى طائفتين: طائفة البارصا و طائفة الريال. صحيح أن الظاهرة ليست عربية لأن الفريقين قسما العالم في حبهما، لكن الهوس العربي فاق هوس المجتمعات الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها، لأن عرب اليوم لم يجدوا رموزا جديرة بالحب والتماهي، بعد الخيبات المتكررة وتجاربهم الفاشلة في حب الزعماء والفنانين والفرق الوطنية والثورات. الخوف من الفشل هو الدافع ربما، إلى حب موضوع قادر على الانتصار، فلم يجدوا أحسن من فريقين كالبارصا والريال ولاعبين كرونالدو وميسي لإطلاق الحب المجنون عليهما، حب مجنون لأنه يصادر "موضوع الحب" كما في كل القصص المأساوية للأبطال السايكوباتيين، ولعل ذلك ما يفسر غضب عشاق برشلونة من ميسى إلى درجة أنهم باتوا يتمنون أن يرفعه الله إلى السماء حيث تسبح جدته التي يرفع يديه تحية لها عند تسجيل الأهداف، هم الذين كانوا ينتظرون دخوله في الاسلام كما انتظروا دخول رونالدو بعدما حفّظه مسعود أوزيل الفاتحة ! لم يدخل كريستيانو الاسلام رغم حفظه الفاتحة وإشهاره لدجاج كينتاكي بالعربية، وسيبقى محبوبا عربيا مثله مثل ميسي الذي سينسى عشاقه حكاية القلنسوة بعد حين لأنهم تربوا في ثقافة الخذلان، لكن الظاهرة تستدعي الانتباه والتحليل فكثيرا ما كانت أخبار دخول مشاهير الاسلام مجرد تمنيات من عرب أيتام على موائد الميديا العالمية. يتم العرب والمسلمين هو الدافع إلى التعلق بمشاهير واستجدائهم بطريقة مرضية، أي الاستقواء بصورتهم في معالجة الشعور الساحق بالضعف. والاستنجاد بالرموز الرياضية هو إشارة إلى افتقاد غيرها من الرموز وقد يكون تعبيرا سياسيا بليغا يترجم حالات المقاطعة والانصراف.