إنجاز قطب ثقافي و حديقة نباتية قبل تظاهرة عاصمة الثقافة العربية انطلقت الأشغال الخاصة بتهيئة حي باردو بقسنطينة ضمن مشروع يتضمن إنجاز قطب ثقافي و قصر للعلوم و حديقة نباتية، و ينتظر أن يُسلّم جزؤه الأكبر قبل تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015، ليوضع بذلك حد لجدل أثير لسنوات حول أبراج قيل أنها ستبنى وسط المدينة. المشروع سوف يُقام على مساحة تقدر ب 130 هكتارا بحي عوّاطي مصطفى المعروف باسم "باردو" بوسط المدينة، و يتضمن حسب الدراسة الأولية التي اطلعت "النصر" عليها، إنجاز ثلاث منشآت و حديقة نباتية و يتعلق الأمر ب "قطب ثقافي" بيضوي الشكل به مكتبة، متحف و مرافق ثقافية أخرى، و يبعد عنه بحوالي 20 مترا "قاعة الزيارات" و هي بناية صغيرة ستكون بمثابة المحطة الأولى لأي زائر للولاية،بحيث سيوضع بداخلها مجسم ضخم لقسنطينة يمكّن السائح من مشاهدة تفاصيل و أزقة المدينة و معالمها الأثرية و التاريخية قبل البدء في جولته، بالإضافة إلى عرض لوحات فنية و قطع أثرية. كما يتضمن مشروع تهيئة حي "باردو" حسب مدير التعمير بالولاية، بناء "قصر العلوم" الذي سينجز تحت إشراف وزارة التعليم العالي و البحث العلمي لأغراض تعليمية، ليكون الثالث من نوعه في الجزائر، و هو عبارة عن قاعة ضخمة بها 9 أجهزة متصلة بالأقمار الاصطناعية، يختص كل منها بعلم معين و يُسمح للأطفال لدى النظر عبرها بمشاهدة اكتشافات العلماء و الباحثين عبر التاريخ، و بإجراء التجارب العلمية بأنفسهم، كما سيكون سقف القصر منقوشا بحروف و أرقام تتلاءم مع الجو المعرفي، أما الحديقة النباتية التي تشرف عليها وزارة البيئة و ستكون بمثابة رئة وسط المدينة، فتتربع على مساحة معتبرة بها أنواع عديدة من النباتات و الحيوانات، حيث يربطها بالقطب الثقافي و قصر العلوم جسور صغيرة تخترق وادي الرمال. و قد أكد المسؤول بأن الأرضية الخاصة بالمشروع جاهزة و خالية تماما من السكنات، كما تتضمن جزء من ورشة المجمع البرازيلي المكلف بإنجاز الجسر العملاق، مضيفا بأن الأشغال انطلقت منذ شهر ماي الماضي تحت إشراف شركات وطنية و أجنبية و ستعرف، حسبه، وتيرة أسرع بداية من سبتمبر المقبل، حيث سيكون القطب الثقافي و الحديقة النباتية جاهزان قبل جانفي من سنة 2015 على أبعد تقدير، أي قبل ثلاثة أشهر فقط من حلول تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، بينما من المحتمل أن يسّلم "قصر العلوم" لاحقا، حسب مصدرنا الذي فضل عدم تقديم الكلفة المالية الأولية لهذه العمليات. مشروع تهيئة حي باردو الذي أعلن عنه في عهدة الوالي السابق عبد المالك بوضياف تحت مسمى التحديث، كان قد أثار جدلا واسعا بعد أن تم بموجبه إزالة أحياء شعبية بأكملها، استفاد قاطنوها من عمليات ترحيل أثارت آنذاك موجة عارمة من الاحتجاجات بين المقصيين، في وقت كان الوالي يتحدث عن تخصيص الحكومة 15 مليار دولار لإتمامه و رُوّج أنه سيعرف إنجاز أبراح و ناطحات سحاب، لكن الوالي نور الدين بدوي الذي خلفه جاء بنظرة مختلفة تماما عن مشروع قال في السابق، أنه لن يخرج عن إطار الترفيه، و يظهر أن اختيار قسنطينة لاحتضان تظاهرة عاصمة الثقافة العربية فرضت تحويله إلى مشروع ثقافي ترفيهي، يرى مختصون أنه من الصعب جدا تسليمه خلال أقل من سنة و نصف.