القوات المصرية ترد بالرصاص على الحجارة الفلسطينية اندلعت أمس مواجهات دامية بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الأمن المصرية في احتجاجات على عرقلة مرور قافلة شريان الحياة .وقد رشق المتظاهرون القوات المصرية بالحجارة في حين أطلق المصريون الرصاص على المتظاهرين بعد أن عجزوا عن تفريقهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات ليصاب العشرات من المتظاهرين بجروح بينهم خمسة في حالة خطيرة، في حين أعلنت السلطات المصرية عن مقتل شرطي مصري برصاص قناص وجرح تسعة آخرين في هذه المواجهات التي أعقبت مواجهات بين قوات الأمن المصرية وأعضاء قافلة شريان الحياة الإنسانية. وقد أصيب ستين شخصا من أعضاء القافلة بجروح كما تم اعتقال ستة نشطاء في المواجهات التي اندلعت أمس الأول وهم ثلاثة بريطانيين وأمريكيان وكويتي، أفرج عنهم أمس الأربعاء. وفي الوقت الذي قالت فيه السلطات المصرية أن القتيل سقط برصاص فلسطيني ذكر صلاح البردويل، المتحدث باسم المجلس الاستشاري الفلسطيني في قطاع غزة، إن 35 فلسطينيا جرحوا، عشرة منهم مصابون بطلقات نارية، فضلاً عن مصابين في حالة حرجة. وأبدى البردويل دهشته من تأخر مصر في السماح لقافلة المساعدات بالعبور ، مضيفاً أنه "لا حاجة إلى عمليات العنف تجاه الأشخاص الذين كانوا في انتظار قافلة المساعدات، ونأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى". ونقلت شبكات تلفزة عربية الحدث، أثناء قيام عشرات الفلسطينيين برشق الأمن المصري بالحجارة، في حين هاجمت قيادات في حركة "حماس" بشدة الحكومة المصرية، ما اعتبرته بمثابة "اعتداء للأمن المصري على قافلة التضامن الأوروبية". وقال شهود عيان، إن عددا من الشباب الفلسطيني تمكن من العبور إلى الأراضي المصرية المحاطة بجدار وأسلاك شائكة، فيما صعد شبان أحد أبراج المراقبة التابعة لقوات الأمن المصرية، وعاد الأمن المصري وسيطر على البرج بعد دقائق. وندد المحتجون بعرقلة القافلة الإنسانية للمرة الثانية بعد منعها من دخول مصر عبر الأردن وإجبارها للعودة إلى اللاذقية السورية، كما نددوا بالجدار العازل الذي تقوم السلطات المصرية ببنائه. وقالت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، إن قوات الأمن المصرية تمكنت من السيطرة على الموقف في ميناء العريش، بعد الأزمة التي "افتعلها عدد من منظمي قافلة شريان الحياة 3 بميناء العريش والذين حاولوا تحطيم بوابة الميناء وحجز بعض موظفي الميناء المصريين." وللتذكير فإن المواجهات مع النشطاء اندلعت عقب منع عدد من سيارات القافلة من مغادرة الميناء بداعي أنها لا تندرج ضمن المساعدات وسمحت ل139 عربة فقط بالمرور في حين أمرت بقية العربات بالتوجه إلى معبر العوجة أين ستضطر للتعامل مع الإسرائيليين. وقد شرعت قافلة شريان الحياة أمس في الدخول إلى القطاع ومنعت السلطات الفرنسية قائدها جورج قالوي من الدخول في سيارته ما اضطره إلى ركوب حافلة تقل نشطاء. وتعد مواجهات البارحة الأخطر بين مصر وغزة منذ بداية بناء الجدار العازل الذي قوبل إنشاؤه بموجة تنديد في العالم العربي والإسلامي وتحول إلى مواجهة دينية بين مرجعيات إسلامية، حيث أفتت مراجع بتحريمه وأفتى الأزهر بجواز بنائه مكفرا معارضي إقامته.