الشاب خالد يرقص الجمهور وكاظم الساهر يطربه عرفت السهرتان السابعة والثامنة، من مهرجان جميلة العربي الذي تتواصل فعالياته بمدينة كويكول الرومانية الأثرية ، حضورا كبيرا للجمهور. سهرة الأربعاء التي نشطها قيصر الغناء العربي العراقي كاظم الساهر، استقطبت الجمهور خصوصا عشاق الطرب الأصيل والموشحات والأشعار ، حيث غنى كاظم فأبدع مستهلا وصلته الغنائية بأغنية "اتدلل "ثم رائعة "زيديني عشقا" التي كان يحفظها الجمهور عن ظهر قلب وردد كلماتها معه ثم قدم أغنية وردة الجزائرية "عيد الكرامة" ، إضافة إلى مجموعة أخرى من أغانيه الشهيرة. اعتلى الركح بعد كاظم ثلة من الفنانين الجزائريين على غرار عبد القادر الخالدي، بن زينة، ماسي وصالح العلمي الذين أمتعوا الجمهور بأغان طربية و راقصة من الطابع الوهراني، القسنطيني والقبائلي إضافة إلى السطايفي من نوع السراوي. أما السهرة الثامنة فكان نجمها الكينغ خالد دون منازع، حيث حضر الجمهور خصوصا العائلات من كل الولاياتالجزائرية بدليل ترقيم السيارات المركونة قرب المسرح، فلم يخيبهم خالد فأمتع الصغير والكبير الذي رقص وردد أغانيه ، مقدما لهم باقة متنوعة. جمهور غفير توافد على جميلة من مختلف الأعمار خاصة العائلات، فأهداهم خالد في بداية وصلته أغنية "يا الشابة" ثم "مالها ذيك الزرقة مالها "وبعدها "أنا الجزائري" ف"روحي يا وهران روحي بالسلامة" .. والملاحظ أن كافة الأغاني المقدمة كان الجمهور يحفظها عن ظهر قلب بالكلمات و الألحان و رقصوا مطولا على إيقاعاتها كما لم يرقصوا من قبل . بعد ذلك أدى الكينغ رائعة "بختة" بإتقان كبير، و لم يلبث أن أمتعهم بأغنية "سميرة" التي ألفها خصيصا من أجل زوجته المغربية. و تابع فصول السهرة بأداء جواهر أخرى من كنوزه الغنائية و هي " صحراء بلاد الرملة" و "وين الهربة وين" و "عيشة" وكذا الأغنية الشهيرة التي أوصلته إلى العالمية "ديدي" فرقص على وقعها الجميع ، ليؤدي بعدها أغنيته الأخيرة "سي لافي" التي واصل الرقص على وقع أنغامها الجميع، لتنتهي الحفلة وعبارات الإعجاب والثناء في حفلة وصفت بأنها من أنجح الحفلات في المهرجان. رمزي تيوري كاظم الساهر يصرح أتمنى أداء ديو غنائي آخر مع فنان جزائري كشف الفنان العراقي كاظم الساهر أنه يتمنى إنجاز ديو غنائي فني ثاني مع فنان جزائري بعد أن كان قد قام بعمل الفني مع الشاب مامي بعنوان أجلس في المقهى، مشيرا بأن الجزائر تمتلك إمكانيات فنية معتبرة، لكن انتظاره طال بسبب غياب كلمات جيدة، وأضاف بأنه يركز على الكلمات الهادفة و القوية المعبرة أما اللحن فيعتبره غير أساسي كونه يتماشى مع الكلمات و أن اللهجة الجزائرية و العراقية متعايشتين منذ الأزل. وصرح ابن بلاد الرافدين خلال ندوة صحفية عقدها على هامش مشاركته في مهرجان جميلة الدولي، بأنه يتمنى عودة الإستقرار لجميع الدول العربية و خاصة التي تعيش أوضاعا غير مستقرة مؤكدا لشعوب هذه الدول أن الأمن و الاستقرار أساس كل نهضة و تطور، متمنيا أن يعود السلم و تضمد الجراح و تتآخى القلوب، مشيرا إلى أن آلامه قد تفاقمت حيث كان له جرح واحد في السابق و هو مأساة العراق فقط، لكن الوضع حاليا زاد من جروح كاظم على حد تعبيره كونه صاحب رسالة قومية على اعتباره فنانا يغني للوطن العربي ككل و ليس للعراق فقط، و في حديثه عن الجزائر هنأ الشعب الجزائري على استثنائه من الفوضى التي عصفت بالكثير من البلدان العربية مشيدا بوزن هذا البلد كونه ملاحظا جاب أقطار الدنيا كلها ليضيف "نحن كفانين أصحاب مسؤولية تجاه أوطاننا ما دمنا محل تتبع الملايين من الجماهير التي لا تعشق أعمالنا الفنية بقدر ما تعشق أفكارنا و توجهاتنا" و في معنى حديثه أن الفنان يقود سفينة يركبها الملايين و يستطيع أن يوصلها إلى بر الأمان كما يستطيع أن يغرقها في آن واحد، و عن مهرجان جميلة الذي شارك فيه كاظم الساهر للمرة الثانية أكد المتحدث بأنه مولود ثقافي رغم عمره القصير إلا أنه استطاع أن يضاهي كبار المهرجانات العربية و الدولية مبديا سعادته الكبيرة أن يلتقي بجمهوره في مدينة كويوكول.