المبادرة الروسية تكبح جماح دعاة الحرب على سوريا في واشنطن كانت المبادرة الروسية بتسليم دمشق ما تملكه من اسلحة كيماوية كابحا قويا لجماح الداعين غلى شن حرب على سوريا، و قد شكلت تكتيكا ذكيا من لاعب كبير عائد الى الساحة الدولية، سمح بتهدئة نزعة الحرب و أعادت للمجموعة الدولية بعض ماء الوجه عقب بروز الخلاف في قمة العشرين قبل أسبوع حول سوريا. حيث أعلن مسؤول أميركي أمس أن الرئيس الاميركي باراك اوباما اتفق مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على بحث الاقتراح الروسي بشأن الأسلحة الكيميائية السورية في الأممالمتحدة، وأكد المسؤولون أن المحادثات ستتناول إمكانية تطبيق تلك الخطة ووضع إلتزامات خاصة بها في قرار من مجلس الأمن الدولي. و كانت المبادرة الروسية قد رفعت الكثير من المخاطر عن الرئيس أوباما الذي أشارت التقديرات أنه لن يحصل على التفويض بشن الحرب من الكونغرس، و قالت فرنسا أنها تفكر بعرض المسألة السورية أمام مجلس الأمن الدولي لدراسة إمكانية إصدار قرار بالموضوع بناء على خطة موسكو. ولقيت ترحيب العدي من الدول التي تريد الحفاظ على الشرعية الدولية منها الجزائر و إيران اللتين رحبتا بالمبادرة التي أعلن عنها سيرغي لافروف. المبادرة الروسية التي رحبت بها دمشق و قبلتها، رفضتها المعارضة السورية ، ووصفتها بالمناورة التكتيكية و أنها تدخل في إطار الخداع الإستراتيجي للنظام في دمشق و حليفه الروسي، و تحفظ بشأنها بعض حكام عرب الخليج الذين يريدون مناقشتها في إطار الجامعة العربية اليوم. بينما رحب بها الإتحاد الأوروبي على لسان مسؤولة السياسة الخارجية كاثرين أشتون. و ستكون محل مباحثات دول مجلس التعاون الخليجي في لقائهم بجدة اليوم. إلى ذلك أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس عن عقد اجتماع طارىء لمجلس الجامعة العربية اليوم الاربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث المستجدات حول تطورات الأزمة السورية في ضوء المبادرة الروسية التي تتضمن إخضاع الاسلحة الكيماوية في سوريا للإشراف الدولي. وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد بن حلي في تصريح صحفي أن المجلس سيناقش تطورات الأوضاع فى سوريا بما فيها المبادرة الروسية المتعلقة بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية. وأشار مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية أن هذا الاجتماع يأتي بناء على "طلب دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية". وتأتى هذه الدعوة بعد تصريحات لنبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية التي أكد فيها أمس " تأييده " للمبادرة الروسية بشأن الأزمة السورية ، والتي تتضمن إخضاع الأسلحة الكيماوية في سوريا للإشراف الدولي معربا عن أمله في إمكانية الخروج بنتائج إيجابية من خلال المباحثات بين الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا تفضي الى حل سياسي.