وطار كان ينوي إقامة وعدة قبل وفاته أختتمت أول أمس بعنابة تذكارية الراحل الروائي الطاهر وطار التي نظمتها مديرية الثقافة على مدار يومين بالمسرح الجهوي عزالدين مجوبي حيث قدم بعض الأدباء شهادات حول إسهام الراحل في إنعاش الحركة الثقافية. اليوم الثاني والاخير تميز بتقديم الشهادات لكل من القاص جمال فوغالي والناقد الإعلامي بلقاسم بن عبد الله والناقد الدكتور محمد التين والقاص بشير خلف والروائية التونسية فتحية الهاشمي والدكتور حفناوي بعلي والدكتورة وسيلة بوسيس، وكانت بين الجلسة والأخرى تقدم فواصل موسيقية على آلة الكمان للموسيقار شميسه وبعض القراءات الشعرية.نقل القاص جمال فوغالي في شهادته أن المرحوم الطاهر وطار كان ينوي إقامة وعدة قربانا لله عن شفائه من المرض، حيث قال أنه أتصل به هاتفيا قبل عودته الثانية من باريس وأخبره بأنه طلب من عائلته شراء (كبشين أملحين) بغرض الوعدة التي سيقيمها في قسنطينة وأم البواقي ومادور. وتحدث الاعلامي الناقد بلقاسم بن عبد الله عن بعض المحطات في حياة الراحل الطاهر وطار بدءا من الشعب الثقافي والنادي الأدبي لجريدة الجمهورية وأستعرض موقف وقع له عند نشره لسلسة مقالات بعنوان "طعنات ونضال الكلمة" ومحاورته للروائي سنة 87 بملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية حيث كان من ضمن ماقاله في هذا الحوار إن الكتاب كالبندير كلما سخنته كلما زادفي صداه وإيقاعه والكتاب كلما سنختهم زاد ضجيجهم" وهذا على ما أثير حوله من طرف النقاد في الملحق الثقافي لجريدة الشعب وأفاد الناقد محمد التين في شهادته أن المرحوم كان يحضر لإصدار مؤلف عن مدينة عنابة، وهو ماجعله يتفرغ في الشهور الأخيرة من حياته للإهتمام بالتراث والموسيقى والإستماع للفولكلور الذي قال انه يستلهم منه أجواء الرواية مثلما فعل عند كتابته ل"الزلزال" والحوات والقصر" وأضاف أن وطار أسر له بأن الإيقاع النغمى لغناء بورقعة وبقار حدة تترك في نفسه حالة وجدانية تفتح له آفاق الإلهام. أما الدكتور حفناوي بعلي فأشار في شهادته أن الروائي الطاهر وطار ينتقي أبطاله في رواياته من الواقع الذي يعيشه من خلال الحالات التي يصادفها وهم يشهدون على مرحلة معينة أو محطة تاريخية مثلما يعبر عنه واقع الولي الطاهر والدهاليز. اما إفادة القاص بشير خلف فقد تركزت حول أعتزاز المرحوم الطاهر وطار باللغة العربية وكل ما يرتبط بالتراث وفي هذا السياق قال خلف إن المرحوم أعترف له بأن مدينة قمار هي التي أرضعته اللغة العربية حيث نهل من إبنها الشيخ حمدي الذي أقام في مداوروش وتعلم على يديه العربية. اما الروائية التوسنية فتحية الهاشمي فقد قدمت قراءة نقدية حول "الحوات والقصر" وهو العمل الروائي الذي قالت أنها أستخلصت بأن ما أبدع وطار في هذا الانتاج هو أدب صادق وحامل لهم قضية.