اختتمت، أول أمس، بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، أشغال ملتقى الروائي الطاهر وطار، وذلك بحضور نخبة من المثقفين وأصدقاء الراحل الذين دعوا إلى ترسيم الملتقى والاهتمام بأعمال الفقيد. أشاد مدير الثقافة بعنابة الشاعر إدريس بوذيبة بخصال وصفات الراحل الطاهر وطار، واعتبره شخصية مثقفة ومناضلة متميزة كرست حياتها بالكامل للإبداع. وخلف الكاتب صاحب مؤلف ''عرس بغل'' والذي بقي وفيا لمبادئه وأفكاره، كما أضاف بوذيبة، عددا هاما من المؤلفات ترجمت إلى أربع عشرة لغة ميزت مشوارا أدبيا طويلا تحدث بشأنه عدد آخر من المشاركين في هذه الأشغال التي دامت يومين. وتداول على منصة الندوة زهاء عشرين أديبا وأستاذا جامعيا بعضهم عرف عن قرب الطاهر وطار، حيث ركزوا على أهمية تثمين تراث الكاتب حتى تستفيد من إنتاجه الأجيال القادمة، كما ذكر المتدخلون بأعمال الراحل ولاسيما إسهامه الكبير في تأسيس جمعية الجاحظية التي جعل منها منبرا للحوار الحر والإبداع. واعتبر الصحافي محمد الزاوي الذي كان مقربا من الفقيد خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي أن مؤلفات الأديب الراحل الطاهر وطار تتصف ببعد اجتماعي وثقافي وسياسي. أما الشاعرة عفاف فنوح فتناولت الجانب الإنساني في الروائي الطاهر وطار الذي كان يعتبر الأدباء والمثقفين أبناء له، وعادت فنوح بالحاضرين إلى الزيارة التي حظي بها عمي الطاهر من طرف وفد من المثقفين عام 2007 وهوفي إقامته الصيفية بشاطئ شنوة حيث قضوا رفقته أوقاتا حميمية ورائعة. وتحت عنوان ''الروائي الطاهر وطار شاهد على العصر'' تطرق الدكتور حفناوي بعلي إلى جملة من المحطات التي جمعته مع الروائي وطار، مشيرا إلى أن الفقيد كان قد ذكر له أنه سيكتب رواية عن مدينة عنابة تحمل عنوان ''الطوفان''، وأضاف حفناوي قائلا ''الروائي الطاهر وطار كان يلتقي مع أبطال رواياته ومسرحياته، أبطاله كانوا شهودا على العصر على غرار مجيد بولرواح الشخصية الثورية الذي تحول بعد الاستقلال إلى إقطاعي''. وشدد القاص بشير خلف على ضرورة الاهتمام بأعمال وطار وذكر بنشاطه الدؤوب في جمعية الجاحظية التي عمل على أن يؤسس لها فروعا في الولايات، وأشاد المتحدث بعبقرية وطار الذي كان يجيد استخدام التكنولوجيا، حيث كان يستخدم الحاسوب بمهارة سنة 1990. واعتبر الباحث عمر عيلان وطار من المثقفين المنشغلين بقضايا مجتمعاتهم، حيث كانت نصوصه عبارة عن مواقف من مختلف الأحداث التي عاشتها الجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى روايته الأخيرة ''قصيد في التذلل'' التي كانت نصا سرديا تضمن في طياتها مسحا لكل المواقف التي تبناها أو رفضها الطاهر وطار طيلة حياته. وقال الإعلامي محمد بغالي إن الروائي الطاهر وطار كان يستحق جائزة نوبل عن روايته ''اللاز'' التي تدرس في كبريات الجامعات العالمية، وكان مدافعا شرسا عن حرية التعبير.