تصوير : مكتب عنابة أشرف والي عنابة، يوم الاربعاء، بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، على انطلاق فعاليات الندوة التذكارية الوطنية الأولى للأديب الراحل، الطاهر وطار، التي نظمتها مديرية الثقافة على مدار يومين كاملين. وبدأت هذه الندوة التي حضرتها أكثر من 50 شخصية ثقافية من الجزائر وتونس وفرنسا بالاستماع الى معزوفة (الشمعة والدهاليز) للموسيقار شميسة من المسيلة، قبل أن يلقي الأستاذ إدريس بوذيبة المدير الولائي للثقافة مداخلة مركزة، حددد فيها 7 ملحوظات حول خصائص التجربة الوطارية، تنطلق في البداية من قدرة وطار على الاستمرار في الممارسة الابداعية بطريقة منتظمة منذ الخمسينات، وولوج المغامرة الابداعية عبر التنويعات البنائية والأشكال الروائية المتعددة، بالاضافة إلى التأريخ لكل التحولات والصيرورات الحاصلة في المجتمع الجزائري، خاصة منذ الثورة التحريرية الى اليوم. وأسهب بوذيبة في التركيز على الروح المحلية واستلهام التراث الشعبي وتوظيفه وأسطرته وكأن وطار حسبه قد كتب روائيا أوديسة الجزائر. كما تناول المتدخل اغراءات المدرسة الواقعية التي صبغت أعمال الفقيد بالتلقائية. وبالرغم من ذلك، فإن وطار بحسه المرهف، قد حقق مستوى عاليا من النمذجة والانسجام في أغلب رواياته، فضلا عن مرور الرواية الوطارية بعدة تحولات فنية من الواقعية الى الأسطورية، الى التناص والمثاقفات والاشتغال باللغة، إلا أن الشيء الواحد يقول بوذيبة الذي لم يتغير قي مساره الروائي، فقد ظل الموضوع السياسي الهاجس المهيمن بشكل مطلق. * أما الأستاذ جمال فوغالي ممثل وزيرة الثقافة، فقد أبرز أهمية تنظيم هذه الندوة الأولى المخصصة لشيخ الروائيين الفقيد الطاهر وطار، وغاص في أعماق التجربة الوطارية فكرا وثقافة وفنونا، واعتبر شيخ الروائيين الذي رحل قبل أن يهدي عنابة رواية (الطوفان) احدى عجائب بونة الجميلة قبل أوغسطين وأبوليس . * وقبل الشروع في الاستماع الى ضيوف الجلسة الأولى، قام الوالي باسداء الدرع الثقافي من الصنف الأول لشقيقة الراحل، السيدة هجيرة وطار، التي قالت للشروق اليومي: إنها لا تجد الكلمات في هذا المشهد المؤثر جدا. * وبعد مراسيم الاحتفال والتكريم، انطلقت أشغال الجلسة الأولى بشهادة نادرة لرحلة الشيخ الطاهر وطار العلاجية الأخيرة إلى باريس، قدمها الاعلامي الجزائري المقيم بباريس محمد الزاوي، ثم تلاه كل من الشاعرة جميلة طلباوي والشاعر كمال بلقاضي، والأديب يوسف شقرة، والاعلامي المتميز جمال الدين حارزلي، والأستاذ عدة فلاحي مستشار الوزير بوعبد الله غلام الله، الكاتب مخلوف بوكروح، عبد المجيد حنون، الأديبة التونسية فتحية الهاشمي وغيرهم . * وتواصلت فعاليات هذه الندوة، يوم أمس الخميس، بجلستين تم الاستماع فيهما الى شهادات وآراء ومداخلات بقية الضيوف الذين تناولوا بالدرس والإثراءالتجربة الروائية عند وطار من التأسيس الى الترسيخ، والمواقف الثقافية والفكرية، والممارسة الاعلامية، بالاضافة الى تجربة الجاحظية في العمل الثقافي، والرواية الوطارية في السينما والمسرح. وتداول على المنصة بشكل عام كل من مخلوف بوكروح والفنانة صونيا وعفاف فنوح وأحمد شربيط وعلي ملاحي والخير شوار وصالح خديش ورياض وطار ومحمد تين وسليم بوفنادسة وعبد العزيز بوبكير وأحمد شنيقي وعلي خفيف وعمر عيلان وحسن بوساحة وعقيلة رابحي وعبد الرحمن عزوڤ ويوسف لطرش ونسيمة بولوفة وهاجر قويدري وعبد الحميد شكيل وفوزية لرادي ومسعودة بوطلعة ومحمد بغالي وطارق ثابت ورشيد رايس، بالإضافة إلى الطاهر رواينية وسعيد بوسقطة وبشير خلف ومحمد زتيلي ومصطفى نطور ونوال خماسي ورضوان رشدي وفاطمة بن فضيلة وفتحية الهاشمي وضحى بوترعة وحورية سنية وكنزة مباركي وسمية مخنش . كما استمع الحاضرون إلى فواصل شعرية وموسيقية . *