مشاريع معطلة و هياكل بيداغوجية حديثة مهددة بالإنهيار بجامعة الإبراهيمي بالبرج طغى ملف الدخول الجامعي يوم أمس على النقاش في اليوم الثاني من دورة المجلس الشعبي الولائي ببرج بوعريريج ، حيث كشفت تصريحات مسؤولين بما فيهم والي الولاية و مدير الجامعة و المنتخبين عن مشاكل و نقائص عدة ، بينت التأخر الكبير الذي تتخبط فيه مختلف المعاهد بجامعة البشير الإبراهيمي بالبرج . و تطرق الوالي إلى الكشف عن متاعب و مشاكل واجهتها السلطات الولائية في التعامل مع ملف الجامعة ، سيما ما تعلق منها بإختيار الأرضية التي أنجزت فوقها الهياكل البيداغوجية و كذا الأرضية المخصصة للمشاريع الجديدة ، التي تغمرها المياه ، حيث أصبحت مختلف الهياكل تسبح فوق برك من المياه و مهددة بالإنهيار في السنوات القادمة ، ما استدعى اتخاذ اجراءات استعجالية و تشكيل لجنة تقنية مختصة لدراسة الوضع ، خاصة بعد ظهور تشققات بالجدران في الهياكل و المرافق الجامعية المنجزة ، و تسرب المياه الى حجرات التدريس . و تواجه المشاريع الجديدة المسجلة في إطار البرنامج الخماسي ( 2010 – 2014 ) نفس المشاكل ، حيث أنجزت فوق أرضية تغمرها المياه و مهددة بالإنزلاقات ، ناهيك عن التأخر المسجل في إنجازها ، ما دفع بمدير الجامعة إلى التعبير صراحة عن تأسف الإدارة على التأخر المسجل في إنجاز مشاريع 06 ألاف مقعد بيداغوجي و 03 ألاف سرير بالإقامات الجامعية مسجلة منذ سنة 2010 ، غير أنها عرفت تأخرا كبيرا و تباطؤا في وتيرة الإنجاز ، الأمر الذي زاد من مشاكل الإكتظاظ و أدى إلى رفض طلبات التحويل باتجاه الجامعة و كذا محدودية تسجيل الطلبة الجدد ، و أجبر طلبة من الولاية على التوجه إلى جامعات بعيدة على غرار جامعة تبسة و بسكرة و المسيلة و سطيف و غيرها من الجامعات عبر الوطن ، للدراسة في تخصصات متوفرة بجامعة الإبراهيمي ، غير أن طاقة استعاب المعاهد السبعة المتواجدة بالجامعة و تشبع حجرات التدريس و المرافق البيداغوجية الأخرى أدى إلى تسجيل عدد كبير من الطلبة في جامعات بعيدة و أبدت إدارة الجامعة تأسفها من هذا التأخر ، و التعبير عن الإلحاح صراحة في التقرير لإتمام المشاريع المتأخرة و دفع المقاولات على الإسراع في وتيرة الإنجاز . منتخبون تطرقوا كذلك إلى المشاكل الروتينية التي تعاني منها جامعة الإبراهيمي من نقص في النقل الجامعي ، و إنعدام النظافة بالإقامات الجامعية و رداءة الوجبات و الإطعام ، و إنعدام الأمن بالإقامات الجامعية ، و نقص التأطير البيداغوجي و حرمان الطلبة من الدراسات العليا لمحدودية المناصب المفتوحة و التخصصات في الماستر و الدكتوراه. و عبر احد المنتخبين أن الواقع الكارثي الذي تعيشه الجامعة اليوم ، يعود إلى الإرتجالية في إتخاذ القرارات و الجهوية و الصراعات السياسية التي أهملت الجانب المتعلق بتوفير الظروف المناسبة للتعليم و التكوين بالنسبة للطلبة ، و وضع مستقبلهم فوق كل إعتبار بعيدا عن الجهوية و الصراعات العقيمة ، حيث عاد بحديثه إلى البدايات الأولى لانشاء الجامعة بالبرج ، و الصراع الحاد الذي ظهر في اختيار مكان الجامعة بين مطالب بإنجازها بعاصمة الولاية و جهات فرضت إقامتها كملحقة بجامعة سطيف في بداية الأمر بمقر ثانوية في بلدية العناصر و توسعها بعد ذلك إلى مركز جامعي و بعدها الإرتقاء إلى جامعة خلال العام الفارط ، و طالب بعض المنتخبين إلى المطالبة بقطب جامعي يتم إنجازه بعاصمة الولاية . والي الولاية أوضح في رده على هذه الإنشغالات أن السلطات الولائية إطلعت على تراكمات تعود الى السنوات الفارطة ، سواء فيما يتعلق بالهياكل البيداغوجية المنجزة و كذا التي تتواجد في طور الإنجاز و سجلت منذ سنة 2011 ، مشيرا إلى العراقيل التي واجهت انجاز هذه المشاريع بداية بالأرضية غير المناسبة ، وصولا إلى تسجيل مشاريع جديدة على غرار الجدار المحيط بالجامعة ، حيث تم تسجيله مؤخرا ، و أوعز الوالي التأخر المسجل في إنجاز 06 ألاف مقعد بيداغوجي و 03 ألاف سرير بالإقامة الجامعية إلى جملة من المشاكل المذكورة ، بالإضافة إلى الإجراءات الإدارية الواجب اتباعها في قانون الصفقات التي أخذت الكثير من الوقت قبل الإنطلاق في الأشغال ، و كذا عدم الإستقرار بمديرية البناء و التجهيزات العمومية في وقت تعاقب على المديرية عدد من المدراء خلال السنوات الفارطة ، أما عن ظروف الاقامة و التمدرس فقد اشار الوالي على ان الأمور بدات تتحسن ، سواء ما تعلق بتوفير المرافق الخدماتية و الترفيهية و البيداغوجية و من حيث ظروف الايواء و الاطعام كذلك ، و تطرق في حديثه الى مقارنة بين ظروف التمدرس بالجامعات في الماضي و الحاضر و الفرق الشاسع في توفير الظروف الملائمة لراحة الطلبة ، مستدلا في ذلك بفتح مراكز للبريد و توفير الانترنيت و نوادي الترفيه داخل الإقامات الجامعية . تجدر الاشارة الى ان الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي ببرج بوعريريج ، تواصلت امس ليومها الثاني في ظروف عادية لأول مرة منذ الانتخابات المحلية الفارطة ، خلافا للدورات السابقة التي كانت تشهد خلافات و نزاعات عادة ما أدت إلى توقيف أشغال الدورة ، على خلفية الصراع الذي بدأ منذ تشكيل التمثيلات النيابية بهياكل المجلس الشعبي الولائي ، حيث كان يقود جناح المعارضة الأعضاء المنتخبين عن حزبي الأفافاس و الآفلان و منتخبين عن أحزاب أخرى . و أشارت مصادرنا إلى التقليل من هوة الخلاف بين الجناحين المتصارعين ، و تراجع المعارضين عن إصرارهم في المطالبة بإعادة الهيكلة و التمثيلات النيابية و إرجائها إلى موعد أخر ، مثلما حدث في الدورة السابقة بالنظر إلى أهمية المحاور المبرمجة كدراسة ميزانية الولاية ، و في الدورة الحالية لبرمجة ملفات هامة على غرار الدخول الجامعي و المدرسي الذي يعرف بعض النقائص في التأطير البيداغوجي و الإداري ، و كذا من حيث التأخر في انجاز المشاريع و استلام المؤسسات التربوية ، خاصة على مستوى جامعة الإبراهيمي التي تسجل تأخرا كبيرا في إنجاز المرافق و المنشآت التعليمية .