سيعرف الدخول المدرسي للسنة الدراسية 2013-2014 بولاية المدية، مشاكل لا تختلف كثيرا عن السنة الدراسية الفارطة، خاصة بالنسبة لمرحلة التعليم الثانوي التي عرفت هياكلها استقبال كوكبتين من تلاميذة السنة الأولى ثانوي، في ظل نقائص ملحوظة في مؤسسات الاستقبال باستثناء عاصمة الولاية المتوفرة على نحو تسع ثانويات. يأتي هذا في ظل تأخر إنجاز المشاريع المبرمجة التي يعود بعضها إلى عام 2005 وبكل مراحل التعليم الثلاث ما جعل الوالي إبراهيم مراد يشير إلى كارثية التأخر في دورة المجلس الشعبي الولائي السابق ويجعل الولاية تحتل المرتبة ما قبل الأخيرة وطنيا بسبب وتيرة إنجاز برامج التنمية التي لا تعكس ما خصصته الدولة لهذه الولاية، ضاربا مثلا بتأخر برامج التعليم الثانوي والإكمالي، مرجعا السبب إلى عدم إشراك كل الأطراف المعنية خلال مرحلة اختيار الأراضي والدراسة التقنية التي تعتبر من بين أهم العمليات في احترام مدة إنجاز مثل هذه المشاريع الهامة. تطرق المجلس الشعبي الولائي في دورته المنطلقة في الأول والثاني من الشهر الجاري، إلى النقائص التي يعيشها القطاع التربوي وأنه حسب تقرير لجنة التنمية المحلية والتجهيز والاستثمار والتشغيل بذات المجلس لا يزال قطاع التربية من أكثر القطاعات تأثرا بعملية التأخر في الإنجاز التي مسّت عددا معتبرا من المشاريع الهامة التي استفاد منها القطاع في إطار البرامج المختلفة، وقد تم إحصاء أكثر من 420 مشروعا لم يعرف الانطلاق بين 2005-2013 إلى جانب أزيد من 280 مشروعا لا يزال يصارع عمليات التوقف وإعادة انطلاق الأشغال ثم توقفها وهكذا.. ما يعني -أضاف ذات التقرير- أن أكثر من 716 مشروعا ما يزال خارج إطار الخدمة من أصل 1244 مشروعا مسجل في خانات الترميم وإعادة الترميم لعدم مراقبة الأعمال من طرف لجان المراقبة. ويبدو أن الأولوية في انطلاق مثل هذه البرامج كان من المفروض أن تنطلق في 297 مشروع متعلقا بتوسعة أقسام دراسية والملاحظة بالبلديات النائية على وجه الخصوص. رغم الأغلفة المالية المعتبرة التي تخصصها خزينة الدولة لقطاع التربية، فإن تجسيدها على الواقع يبقى بعيدا عن التحقيق ربما للقرارات الانفرادية وعدم الاستشارة الموسعة حتى داخل قبة الهيئة المشتركة على مستوى الولاية، فسبق وأن اتصلنا بأحد الزملاء الأساتذة والعضو في المجلس الولائي السابق، ومن خلال دردشة معه حول القطاع كونه مدير ثانوية، سألناه حول طريقة برمجة الثانويات لعام 2009 وبطريقة عشوائية، على غرار ثانوية من حجم 800/200 ببلدية سيدي الربيع ب4 كلم عن دائرة بني سليمان، والتي بها قسما ب45 تلميذا بالسنة الرابعة متوسط، في حين تعاني بلدية بني سليمان نقصا فادحا في هياكل الاستقبال ب21 قسم دوار قبل عامين، فكان وأن قال إن الوالي السابق هو الذي فرض برمجة هذه الثانويات بمبرر ثانوية بكل بلدية دون الدراسة التقنية واختيار الأراضي المخصصة، وهذا بكل من بلديات خمس جوامع بدائرة سيدي نعمان -مغراوة بالعزيزية- السدراية بالقلب الكبير- السواقي مقر الدائرة وبها ثانوية، وحسب تقرير لجنة المجلس الولائي السالف، فإن من بين 19 ثانوية فقد (استيقظ الجميع على إحصاءات تشير إلى أن 09 ثانويات جديدة لم تدخل دائرة الانطلاق بعد، كما أن تسعة أخرى مازالت تصارع مسارات الإنجاز)، وأن ذات المشاكل تعيشها هياكل مرحلة المتوسط التي لم تنطلق الأشغال بها عبر عشرة متوسطات مبرمجة ما بين سنوات 2006 -2008 - 2009 - 2010 . ع. عليلات ..الوالي يلح على إنجاز مشروع 8 آلاف مقعد بيداغوجي لتفادي الاكتظاظ بالجامعة افتتحت الدورة الثانية العادية للمجلس الشعبي الولائي، لمناقشة عدة مواضيع تنموية واجتماعية هامة بهذه الولاية التي تعتبر من بين الولايات المتخلفة تنمويا، ومن بين الواضيع المطروحة على طاولة المجلس الشعبي الولائي للمناقشة والمصادقة، ملف تقييم التعليم العالي والتحضير له للموسم الجامعي 2013-2014 وكذا تقييم الموسم الدراسي بقطاع التربية مع التحضير للموسم القادم، بالإضافة إلى ملفي السكن والتجهيزات العمومية ودراسة الحساب الإداري 2012 والميزانية الإضافية للسنة المالية 2013. وفي مداخلة للوالي أثناء إفتتاح الدورة، أشار إلى جملة من الإنجازات القطاعية التي تشهدها المدية، في مقدمتها الطرقات الوطنية كالطريق الوطني رقم 1 بين منطقة الشفة شمالا وبوغزول جنوبا، والطريق الإجتنابي رقم 4 من خميس مليانة غربا ولغاية بلدية برج بوعريريج شرقا على نحو300 كلم، والذي وصفه بالهام جدا كونه يوازي الطريق السيار شرق - غرب ومروره بعديد بلديات الولاية، بالإضافة إلى خط السكة الحديدية الذي يمر بالمدينة الجديدة بوغزول رابطا المدية بعدة ولايات، وفي جانب السياحة أشار ذات المسؤول إلى المشروع السياحي الموصوف بالهام والذي سينجز على مستوى بلدية تمزقيدة بمنطقة الضايا نظرا للخصائص الطبيعية المتوفرة عليها هذه المنطقة ضمن محمية الشريعة الغابية. وفي جانب القطاع التربوي ثمّن النتيجة التي تحصلت عليها ولاية المدية في امتحانات شهادة التعليم المتوسط بنتيجة قدرت ب53.12 والتي أهلتها إلى احتلال المرتبة العاشرة وطنيا، في حين نزلت نسبة البكالوريا من 63 إلى 46 في المائة وهي نسبة ضعيفة جدا، غير أننا سنعمل على دفع وتيرة المشاريع التربوية قيد الإنجاز لأجل فتح بعض المؤسسات التربوية خلال الموسم القادم، منها سبع متوسطات وثانويتين بالإضافة إلى عدة مجمعات مدرسية قال المسؤول التقني الأول بالمدية. أما بخصوص الدخول الجامعي 2013 - 2014 فإنه سيعرف اكتظاظا ملحوظا في حال عدم إنجاز مشروعي 8000 مقعد بيداغوجي و4000 سرير.