مشروعي القادم إعادة أغاني الراحلة وردة الجزائرية تفتخر مطربة الحوزي دليلة نعيم بتوظيف الأغاني المستمدة من التراث الجزائري الأصيل الذي ما إن يبدأ في الاندثار حتى ينبعث من جديد ويفرض نفسه في الساحة الفنية المحلية و الدولية ولا تتوانى كما قالت في إضفاء لمساتها عليه من خلال التغيير في الإيقاع . تستهوي الفنانة دليلة نعيم كما قالت للنصر، الأغاني المستمدة من التراث الجزائري الأصيل التي تحاكي الزمن الجميل و الأمكنة والعادات و التقاليد الراسخة التي تساهم في تماسك المجتمع ووحدته، لأن كلمات هذه الأغاني معبرة ولا تتأثر بأي حال من الأحوال بالموجة الحديثة للغناء، فالأصيل يبقى أصيلا يتحدى كافة الظروف و المتاعب. الأمر الذي يفرض هذا الطابع الغنائي على القائمين على المهرجانات و الإحتفالات بدافع تلبية رغبات الجمهور المتعطش للكلمة النظيفة. على مدار ثلاثين سنة من الغناء تضيف صاحبة ألبوم ‘'عييت ما تندم يا حمام''، دليلة نعيم ارتفع الطلب على الطابع الحوزي خصوصا في الحفلات و المهرجانات و مناسبات العائلات الجزائرية خصوصا في الفترة الصيفية. وبالرغم من أن رصيدها من الألبومات لا يتعدى أربعة ألبومات منذ منتصف الثمانينات ،إلا أنها تقر بجودة ونوعية أغانيها التي تردد في الحفلات ومن بين و أكثرها شهرة تذكر "شهلة لعياني" وأغنية "ليلة الختانة"و"عڤبة وحدور"، وهي أيضا عناوين الأغنيات الرئيسية لألبوماتها التي تم تسجيلها قبل حلول فترة التسعينيات من القرن الماضي . بعد ذلك تفرغت لإحياء الحفلات فقط ولا تتوانى كما قالت في إعادة بعض الأغاني الناجحة لكبار عمالقة الفن الجزائري مع تغيير في الريتم و الإيقاع لإعطاء إضافة للأغنية ولعل من بين أهم الأغاني التي أعادتها الأغنية الشهيرة "شهلة لعياني" للمؤلف عبد الحكيم ڤارامي التي نالت رضا الجميع ، فهذه التجربة الأولى من نوعها لصوت نسائي قام بهذه الخطوة الناجحة في بداياته . لعلم الجميع- تضيف الفنانة -عندما أريد إعادة أغنية أستأذن صاحبها لمنحي الموافقة ولا أتجرأ على أدائها قبل ذلك ،كما يفعل بعض الفنانين في محاولة لبلوغ النجومية على حساب جهد المجتهدين. "على سبيل المثال أعدت أغنية "محلا دا العشية "لصاحبها الغازي بعد أن استأذنته فكان رده بالإيجاب وهكذا كان الفنانون في السابق عكس ما نشاهد اليوم . فقبل أن تطرح الأغنية في السوق يملكها آخر بدون مراعاة حقوق الفنانين وهذه الطريقة لا تخدم الفن و الفنانين بقدر ما تعكر الأجواء الفنية وتدفع البعض للتوقف أو الاستقالة من الحياة الفنية" أكدت دليلة نعيم. و تتطلع الفنانة كما قالت لأداء أغاني الراحلة وردة الجزائرية بفخر واعتزاز لأنها كما قالت تكن لها مودة خاصة فهي و رغم رحيلها لا تزال لحد الآن تشدو لأن الكلمة النظيفة الراقية تبقى ولا تموت في الوجدان. و يذكر أن دليلة تعاملت مع الراحل معطي بشير، و عبد القادر شبيرة ، و تعتبر من بين الفنانين المتخرجين من مدرسة ألحان وشباب سنة 1980، و قد نالت شرف الحصول على لقب سفيرة الأغنية الجزائرية في باريس في سنة 1985 محققة مسارا جد حافل بالعطاء على مستوى الساحة الفنية و الإذاعة الجزائرية. هشام ج