مسيرتها الفنية تعدت 30 سنة، سجلت خلالها أربعة ألبومات من الوزن الثقيل، قدمت من خلالها كل الطبوع العاصمية، سامرت فيها الاغاني العاطفية، خاصة تلك التي تصنع بهجة الافراح الجزائرية، إنها المطربة دليلة نعيم صاحبة الصوت الدافئ.. ''المساء'' التقتها ونقلت لكم هذا الحوار. ''المساء'': نزلت ضيفة عزيزة... دعينا نسألك عن جديدك الفني؟ دليلة: لدى جديد سيرى النور قريبا، وأفضل الحديث عنه في أونه، لأني أفضل السرية التامة أثناء تحضير الألبوم، فهذه طريقتي في التعامل. - رغم أن مشوارك الفني تعدى 30 سنة، إلاّ أنك مقلة في أعمالك الفنية؟ * أنا من الفنانات اللواتي تهمهن النوعية أمام الكم، لأن كثرة الإنتاج في وقت قياسي يجرف الفنان إلى متاهات الرداءة، فأنا خلال مسيرتي سجلت أربعة ألبومات ويكفيني أنها لاقت رضى الجمهور، وزادت في الموروث الشعبي والحوزي، وهذا بشهادة المشايخ، والحمد لله، أعمالي أحبها الجمهور كثيرا على غرار الألبوم الأول في طابع الحوزي سنة 1984 بعنوان ''عييت ماتندم يا حمام''، والثاني سنة 1989 بعنوان ''شهلة لعياني''، وللإشارة أنا أول صوت نسائي أدى هذه الاغنية بعد كوكبة من الاصوات الرجالية في الطابع الشعبي، الألبوم الثالث بعنوان ''عقبة وحذور'' وأغنية ''ليلة الختانة'' من كلمات وألحان محبوباتي''، أما الألبوم الرابع فعبارة عن ألبوم لايف خاص بالأفراح وكان هدية مني لكل العرسان. - يقال أنك محظوظة جدا وقريبة من الاوساط المنظمة للحفلات، حيث شاركت في الكثير من التظاهرات الفنية؟ * كان ذلك في سنوات التسعينيات حيث عرفت الأغنية العاصمية تدفقا ورواجا كبيرين، وما يقال مجرد اشاعات، فالفنان يثبت كفاءته الفنية، لكن بعدما حل الركود الفني وغزا أشباه الفنانين الساحة الغنائية، تراجعت الدعوات وخاصة خلال الخمس سنوات الأخيرة، فمثلا المهرجان الإفريقي لسنة 2009 لم توجه لي الدعوة، وتفاجأت بظهور مطربين ومغنين ليسوا في مستوى الحدث. - لكنك شاركت في تظاهرات ثقافية قبل وبعد المهرجان الإفريقي؟ * نعم لقد استدعيت للمشاركة في مهرجان الاغنية الحضرية بعنابة سنتي 2008 و2010 بحيث لقت مشاركتي حفاوة واعجاب الجمهور العنابي والسوق أهراسي، وأعترف أنه ذواق للفن الاندلسي والشعبي والحوزي لما لاحظته من انسجام وتجاوب، وهو الأمر الذي أذهلني، وقتها كنت متخوفة جدا من رد فعل الجمهور الشرقي الجزائري. - هل تلقيت دعوة المشاركة في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة العربية ضمن ل 1000 فنان مشارك؟ * في الواقع لم أتلق أية دعوة بعد، إلاّ أنني أود تقديم آخر عبارات الشكر لمؤسسة فنون وثقافة التي تقدم لي دعوة المشاركة كل سنة. - كنت بصدد تحضير ألبوم غنائي لتكريم أحد عمالقة الفن الجزائري، هل انتهيت منه؟ * لقد أوقفت مشروع ألبوم تكريم الفنان الحاج بوجمعة العنقيس بسبب ما أتلفه أشباه الفنانين للمادة الفنية التي أصبحت لا تصلح للتجديد، ولهذا تمهلت لإعادة الاعتبار لهذا الفن، فأنا مع فكرة التقليد بشرط أن يضيف المقلد بصمة خاصة تضيف للفن ولا تنقص منه، فأنا شخصيا عندما أعدت أغنية ''شهلة العياني'' للمؤلف عبد الحكيم قارامي، احترمت النص وغيرت في الإيقاع من خلال تجديد الآلات، بحيث غيرت الإيقاع من القباحي الى الرومبا، ولهذا لم أنقص من الأغنية الأصلية وإنما أخفت تقنية جديدة طالما استهواها الجمهور ونالت رضى المشايخ. - ماهي الآلة الأقرب إليك، خاصة وأنك معروفة بالعزف على الكثير منها؟ * العود.. إنه الآلة الحساسة التي عندما أبدأ بالعزف عليها، كثيرا ما أبحر مع ألحانها وأشعر براحة نفسية لا مثيل لها، كما أهوى الطار خلال احياء حفلات الاعراس العائلية. - على ذكر الأفراح، بعض الأخبار تقول إن الصراع قائم بينكن خاصة مطربات الأفراح؟ * مجرد إشاعات، فكل مطربة أو مغنية لها حفلاتها وجمهورها، وما يقال هنا وهناك محاولات لإشعال نار الفتنة وتشهير بصورة مطربات الأعراس. - كيف تجدين فضاء المركز الثقافي عز الدين مجوبي بمبادرة لجنة الحفلات؟ * إنه بمثابة ناد للفنانين يلتقون فيه لإجراء البروفات وهي فرصة للقاء الفنانين في ظل ضيق الوقت ومشاغل الحياة، وحبذا لو تستجيب السيدة الوزيرة لطلبنا المتمثل في ناد للفنانين. - يقال إن مطربي الحوزي والعاصمي يتعرضون كثيرا للقرصنة واعادة الأعمال، ما تعليقك؟ * في ظل غياب قانون يحمي الفنان والتراث، أصبحت القرصنة واعادة الاغاني الناجحة وسيلة كل مغن فاشل أو مبتدئ يريد صعود سلم النجومية بسرعة، فأنا شخصيا عندما أعدت أغنية الغازي '' يامحلى العشية'' طلبت الاذن من صاحبها، لكن للأسف هناك من يخطف الاغنية من السيدي (CD) مباشرة أي قبل أن تصدر باسم صاحبها! - لو اخترت مناجيرا من سيكون؟ * في الواقع هذا الأمر صعب جدا، لأنه أصلا لا يوجد عندنا ''مناجرة''، وإنما منظمو حفلات فقط، لكن إذا حصل واخترت فسيكون فنانا ملما بأمور وخبايا الساحة الغنائية. - ختام اللقاء... * أعد جمهوري بالجديد قريبا، وأنصح المواهب الشابة بعدم التقليد ومحاولة إضفاء لمساتها الخاصة.