يجمع عدد كبير من الرجال على قدرة النساء الفائقة في سلخ أضاحي العيد بطريقة جيدة تحمي الشاة و جلدها على حد سواء من التمزق و الثقب التي يكثر منها بعض الرجال في حال قاموا بالعملية. فإن كان النحر من تخصص الرجال لأسباب عديدة، فإن كثير منهم لا يكمل المهمة حتى النهاية، و يستسلم بمجرد وصوله إلى مرحلة سلخ جلد الشاة ، و هو ما يرغم الكثير من النساء على ولوج المجال حفاظا على الجلد الذي يستعمل في الفراش من جهة، و لحماية الشاة من تشويهها في حال كان من يقوم بالعملية غير متمكن منها. السيدة سعاد تؤكد بأنها و منذ زواجها قبل نحو 20 سنة، تقوم بسلخ شاتها بمفردها، بكل بساطة لأن زوجها لا يتقن ذلك، و غالبا ما يدخلان في شجار في حال ألحق أضرارا بالشاة أو جلدها عند محاولته تجريب ذلك لمحاولة اقناعها بأنه متمكن من كل شئ، ليتحول الجلد إلى ما يشبه المصفاة لكثرة الثقوب ، و تصبح الشاة مقرفة نتيجة التصاق الشعر بلحمها. و ترجع ربة بيت أخرى قدرة المرأة على اتقان ذلك إلى صبرها و صمودها و قدرتها على القيام بأعمال تتطلب دقة كبيرة كما أنها تتفنن في ذلك، مضيفة بأنه و بمجرد أن ينحر زوجها كبش العيد ، يقوم بإدخاله إلى فناء البيت، حيث تتولى المسؤولية بعد ذلك، لتقدم في الأخيرنتيجة إيجابية و يشهد أبناؤها و حتى أقاربها بتفوقها على زوجها في السلخ ، و تقول بأن نساء كثيرات يتقنه بامتياز. سعاد أوضحت بأنها تعلمت سلخ الشاة و هي صغيرة في السن من أمها ، و بالتالي ورثت ذلك و بعد وفاة زوجها، كان الأقارب يقومون بذبح أضحيتها و يتركونها على حالها، مما أرغمها على تحمل المسؤولية، مضيفة بأنها لا تكتفي بسلخها فحسب، بل إن عملها يصل إلى تجريدها من كل أحشائها إلى غاية أن تصبح نظيفة و خالية من كل شئ.بينما قالت الجدة شريفة بأنها و طيلة ثلاثة عقود من الزمن تقريبا تتكفل بنفسها بسلخ كبش العيد بعد أن ينحره زوجها و قد تعلمت ذلك منذ كانت فتاة يافعة تتابع كل خطوات ومراحل الذبح و السلخ و التقطيع التي كان شقيقها الجزار يقوم بها أثناء قيامه بعمله في محله و في العيد بالمنزل العائلي.و اعترفت بأنها و منذ حوالي خمس سنوات لم تعد تستطيع لوحدها اتمام عملية سلخ كبش العيد لأن بصرها ضعف و غزت الأمراض جسدها فأنهكته.و أضافت مازحة بأنها تركت المشعل لكنتها و لابنتها الكبرى. و بهذا، تتفوق المرأة الجزائرية على الرجل في مجال جديد، يضاف إلى قدراتها الخارقة في القيام بأشغال ظلت حكرا على الرجال.