يعاني بعض المواطنين، كلما حل الأضحى المبارك، من مشكل ينغص عليهم فرحة العيد، ويتكرر في كل موسم، يتمثل في نقص الذباحين الذين يتولون عملية نحر الأضحية وسلخها وإفراغ أحشائها وما إلى ذلك، فمعظم الناس يجدون أنفسهم صبيحة العيد يبحثون عمن يقوم بذبح أضحيتهم بدل التمتع بأجواء العيد، خاصة على مستوى العاصمة· رغم قيام أغلب بلديات الجزائر العاصمة بفتح مذابح مختصة، يشرف عليها أطباء بياطرة مختصون، إلا أن معظم المواطنين يرفضون الذهاب إليها، ولعل السبب الرئيسي لهذا العزوف عن المذابح يرجع لنقص الإمكانيات خصوصا أيام العيد، لا سيما ما تعلق بالنقل، إلى تلك المذابح، لمن لا يملكون سيارات خاصة، وإن كانت هذه المذابح تساعد البعض من السكان القاطنين قربها، أو ممن يملكون سيارات نفعية تمكنهم من أخذ كباشهم إلى المذبح، فالبعض الآخر من المواطنين لا يمكنهم حتى مجرد التفكير في ذلك ليكون لزاما عليهم القيام بعملية النحر في منازلهم، وهي العملية التي تعرف مشاكل جمة من غياب مكان معين للذبح إلى غياب الذباح نفسه· عن هذا الأخير اشتكى بعض المواطنين من الأمر، وعبروا عن استيائهم من هذا الوضع، الذي يتسبب دائما في تأخرهم بعملية النحر، السيد (ت·ج) قال إنه اضطر للانتظار إلى غاية الساعة 10.30 ليتمكن من الظفر بذباح ليضيف أنه كان من بين الأوائل في حيه الذين انتهوا من ذبحهم، أي قبل الساعة 12.00، من جهته السيد (م·ح) اضطر إلى انتظار الذباح الوحيد في حيه إلى غاية انتهائه من كباش جيرانه، ليحين دوره، ليعقب قائلا إذا لم تتفق مع من يقوم بعملية الذبح، قبل العيد بثلاثة أيام على الأقل، لن تجد مفرا صبيحة العيد من الانتظار، مضيفا بأنه لن يكرر غلطته هذا العام في العام المقبل، سيد آخر أرجع السبب إلى كون أغلب المواطنين يعتمدون على شخص واحد، خاصة إذا كان يملك آلات وأدوات ذبح جيدة، ويكون معروفا ومحترفا ومشهورا بالحي، فالطلب عليه يكون كبيرا ليقع أغلبهم في فخ الانتظار، أما بالنسبة له وكيف قام بعملية الذبح، فقال بأنه تعلم على يد أبيه، وهو الآن يعلم ولديه الاثنين لكي ينوبا عنه في السنين القادمة، وكي تبقى معهما طوال حياتها· وفي السياق ذاته، قال أحد المواطنين إن عزوف الناس وخوفهم من بعض الذباحين خاصة صغار السن ما بين 18 و25 سنة زاد من حدة المشكلة، ليضيف أنه في السنين الأخيرة اعتمدت بعض العائلات على أبنائها للقيام بعملية النحر، لكنها اليوم وفي ظل التخوف من إصابة الأضاحي بالكيس المائي وغيرها من الأمراض التي تصيب الأضاحي في العادة أرغمهم على العودة إلى أصحاب الخبرة والمعرفة الواسعة بهذا الشأن، بالإضافة إلى جعل البعض من هؤلاء الذباحين المبتدئين من عيد الأضحى المبارك مناسبة للربح السريع، إذ يطلبون أسعارا مقابل عملية النحر تتراوح بين 500 و1000 دج، وهو الواقع الذي لا يصب في مصلحة بعض المواطنين، خصوصا البسطاء منهم·