رحيل المجاهد بوبريم اليزيد توفي مساء أمس في حدود الرابعة والأربعين دقيقة وعلى بعد أيام من ذكرى ثورة نوفمبر المجاهد الكبير بوبريم اليزيد عن عمر ناهز 86 سنة بعد مرض عضال عانى منه أكثر من سنتين وينتظر أن يوارى ترابه نهار اليوم بمقبرة أم الطوب ولاية سكيكدة . المجاهد بوبريم اليزيد واسمه الحقيقي محمود المولود بتاريخ 04/ 07/ 1927 التحق بالثورة التحريرية في عامها الثاني بعد أحداث 20 أوت 1955 وحضر مؤتمر تايراو الذي ترأسه زيغود يوسف رفقه بن طوبال وصوت العرب وغيرهم من قادة الولاية الثانية ، ونظرا لما لمسه فيه الشهيد زيغود من شجاعة وإقدام وضعه تحت تصرف الولاية وتحت تصرفه شخصيا وكلف بمهام أبرزها نقل الرسائل بين المجاهدين كما كلف بنقل رسائل إلى قادة بتونس وقد بقي في ذات المهام المنوطة به مع مختلف القادة الذين تعاقبوا على الولاية الثانية بعد زيغود لاسيما بن طوبال وعلي كافي وصوت العرب وقد أدى المهام بكفاءة واقتدار وحس عسكري فلم يصل إليه المستعمر يوما وخلال الثورة التحريرية خاض معارك عسكرية منها معركة قام بها لوحده حيث سرد للنصر تفاصيلها قبل مماته وذلك ضد 13 جنديا فرنسيا ، فبعد أن نقل رسائل من تايراو إلى برقون وفي طريق عودته صادف الجنود داخل الجبل فطلب من مرافقه الذي كان يحمل 11 مليون فرنك أن ينجو بنفسه ومال الثورة قبل أن يتبادل الاشتباك مع العدو ولم يكن المستعمر يظن أنه وحيد ما دفعه لمواجهة الأمر على أنه معركة وقد تمكن اليزيد من قتل 04 جنود فرنسيين قبل أن يختفي ربع ساعة كاملة داخل بركة مائية كبيرة حتى تحرك جنود الاستعمار في اتجاه آخر وانتقموا من بعض المدنيين من عامة الشعب . الحس الوطني والسياسي الذي تشربه عمي اليزيد قبل الثورة وجسده إبانها ظل حريصا عليه بعد الاستقلال وإلى آخر لحظة من عمره ، حيث ساهم في البناء الوطني ووقف إلى جانب الدولة الجزائرية لاسيما إبان الأزمة الوطنية في التسعينيات فرغم ثقل السنين أبى اليزيد إلا أن يحمل مجددا بندقيته لحماية الدولة التي راها معرضة للسقوط وهي التي سقاها رفاقه بدمائهم وسخر لها حياته والذود عن الوطن الذي عاش وفيا له وحلم بالعيش رفقة أبناء وطنه في رحابه حرا كريما ولم يضع سلاحه حتى نجحت المصالحة والوئام وفي ثنايا ذلك كان اليزيد حريصا على نقل أحداث الثورة ومساهمته فيها شخصيا للأجيال وبقدر ما كان يكره المبالغة في نفخ الذات كان أكثر ما يحز في نفسه تلك الحواجز المصطنعة بين جيل الثورة وجيل الاستقلال فقد ظل يسعى للربط بين الجيلين والاقتراب أكثر من الشباب . ربما لم يبح اليزيد بكل ما في صدره ولم يكفه الوقت والفضاء المتاح لنقل مذكراته وذكرياته مع الثورة لكن عسى في بعض ما سجل على لسانه أن يجمع ويدون . ع/ خلفة