كل دعوات التفرقة بين سكان غرداية مآلها الفشل سنعاقب كل مسؤول يعرقل الاستثمار نوه أمس الوزير الأول عبد المالك سلال بالتآخي والتسامح والتضامن المذهبي الذي تميز به سكان غرداية '' منذ قرون '' وقال أن غرداية جسدت وبامتياز، مثلث الهوية الوطنية الجزائرية الذي يضم، الإسلام، العروبة والأمازيغية. وأكد الوزير الأول في كلمته الافتتاحية في جلسة العمل الموسعة لممثلي المجتمع المدني لولاية غرداية في ختام زيارته إلى الولاية أن الجميع يشهد لغرداية بالتسامح والتعايش المذهبي وقال '' هذه حقيقة يسجلها التاريخ '' ، مضيفا '' إن الاستعمار الفرنسي وبعض الأطراف الداخلية قد حاولت زرع الشقاق بين سكان الولاية لكن كل المحاولات قد باءت بالفشل بعد أن حرص السكان على متانة علاقتهم وتصدوا لأصحاب النوايا الخبيثة ''. كما أكد سلال بأن '' كل دعوات الشقاق سيكون مآلها الفشل في المستقبل ''، مشيرا إلى أن أي مشكل حدث في هذه المنطقة كانت له الدولة بالمرصاد ودعا بذات المناسبة إلى ضرورة تبني الحوار في جميع الظروف والحالات لحل المشاكل لما للاستقرار من أهمية في مسار الإقلاع الاقتصادي، مؤكدا حاجة البلاد إلى التماسك والتضامن بين المواطنين، معتبرا أن مستقبل هذه المنطقة مزدهر و لا يمكن لأي كان أن يشكك في ذلك مذكرا في هذا الصدد بالمجهودات التي تبذلها الدولة لتنمية هذه المنطقة الجنوبية. وفي هذا الصدد تعهد الوزير الأول بإعطاء ولاية غرداية كل الإمكانيات من أجل تحقيق التطور على الصعيدين الفلاحي والصناعي، مؤكدا بأن زيارته تأتي في سياق تعزيز العمل لفائدة المنطقة والجزائر، وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لدفع التنمية بالمنطقة، وقال أن الدولة حققت كل ما تعهدت به لفائدة المنطقة.وأثناء تطرقه للحديث عن التكوين الجامعي بالمنطقة انتقد سلال نوعية التكوين الجامعي، الموجود في غرداية، بسبب قلة المنتمين للشعب التكنولوجية، ودعا إلى ضرورة تدارك الوضع، باعتبار أن هذه الولاية يضيف - الولاية تعلق عليها آمالا كبيرة في التنمية القائمة على التكنولوجيات الحديثة وهي مسجلة كما قال لأن تلعب دورا كبيرا في هذا المجال، خاصة في تكوين إطارات في الغاز والكهرباء للمساهمة في التطور الاقتصادي، وأوضح أن الإمكانيات الفلاحية التي تحوز عليها تجبرها على استعمال العلوم الحديثة في الفلاحة كما في الصناعة. كما أكد سلال أن الجزائر لديها من الإمكانيات والرجال والإرادة السياسية، ما يؤهلها لبلوغ درجات عليا من التطور الاقتصادي والاجتماعي، وكذا المحافظة على استقرارها الذي تنعم به وسط شريط حدودي مضطرب يهدد كيان معظم دول الجوار. وشدد على أن عدونا الوحيد هو الفقر والانشقاق. وقدر سلال أن بلادنا في حاجة إلى ديناميكية جديدة تقوم على التماسك وإعطاء كل الفرص والتسهيلات للتطور الاقتصادي، وقال بثقة شديدة" لست ديماغوجيا ولا كذابا ولكننا سنحقق ما تعهدنا به أمام رئيس الجمهورية والبرلمان وأمام جميع الجزائريين، ونحن في حاجة إلى جهود الجميع لان هدفنا واحد" مصيفا ان " مسؤولية الحكومة هي خدمة المواطنين والمواطنات وفق ما يمليه القانون ولن تتسامح في الأمور المصيرية للبلاد" مجددا بذلك عزم الدولة على مكافحة الفساد والرشوة وكل ما يضر بالمصلحة العامة وسمعة البلاد في الداخل والخارج. وذكر الوزير الأول، ان التنمية الاقتصادية واسترجاع القاعدة الصناعية ورفع الإنتاج الفلاحي، تمثل الوجهة الرئيسية للحكومة في الفترة المقبلة بأمر ومتابعة دائمة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لكون الظرف الحالي يفرض ضرورة ملحة لبناء اقتصادي قوي يمكن بلادنا من مواجهة الصدمات. وبالنسبة للوزير الأول فإن الإشكال الذي تعرفه الجزائر لا يكمن في تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان تغطية حاجيات السوق المحلية، وإنما في الخروج من الاعتماد على مداخيل المحروقات كمصدر وحيد، وطمأن بان "لدينا ما يكفي من الموارد الطبيعية ولا نخشى من المستقبل" ولكن لا بد من تنويع الاقتصاد واقتحام السوق الخارجية ويصبح الناس في حاجة إلينا وليس العكس".كما وجه سلال رسالة شديدة التحذير لكل مسؤول يعمل على عرقلة الاستثمار وتوعد بمعاقبته. ع.أسابع دعا إلى منح الأولوية في الجامعات إلى التخصصات التكنولوجية الحديثة سلال يؤكد على ضرورة المحافظة على الطابع العمراني المحلي في المدن الجديدة بالجنوب أعطى أمس الوزير الأول عبد المالك سلال تعليمات صارمة شدد فيها على ضرورة احترام النمط العمراني الخاص بمنطقة الجنوب في تصميم المدن والتجمعات العمرانية الجديدة، كما دعا إلى تمكين الخواص من بناء سكنات في المدن الجديدة الجاري إنجازها. وأكد السيد سلال خلال زيارته للقطب الحضري الجديد بمتليلي في غرداية في إطار زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى هذه الولاية على ضرورة المحافظة على النمط العمراني المحلي في تصميم المخططات السكنية من أجل بناء سكنات تتماشى مع ثقافة و محيط المنطقة وقال '' يجب أن تتم المزاوجة في التصاميم والمخططات العمرانية الجديدة من الآن فصاعدا في ولايات الجنوب الجزائري بين العصرنة والمحافظة على خاصية النمط العمراني التقليدي ''، داعيا إلى تغيير كل المخططات التي لم تراع خصوصية كل منطقة . كما دعا الوزير الأول بالمناسبة إلى ضرورة تمكين الخواص من بناء سكنات في المدن الجديدة الجاري إنجازها وقال '' من الضروري أن تتوفر كل مدينة جديدة على بنايات عمومية وخاصة ما يتطلب تمكين الخواص من بناء سكناتهم في هذه المدن '' .من جهة أخرى دعا سلال الى منح الأولوية إلى التخصصات التكنولوجية الحديثة في الجامعات ودعا إلى توفير الإمكانيات المحفزة للأساتذة للاستقرار في ولايات الجنوب، مؤكدا بالمناسبة على ضرورة تغيير دهنيات ونظرة الشباب إزاء التخصصات الممنوحة في قطاع التعليم العالي والاهتمام أكثر بتلك المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة كالرياضيات والعلوم الدقيقة. وبعد أن شدد على ضرورة توفير السكن للأساتذة الراغبين في هذه الولاية أكد سلال على ضرورة توأمة جامعة غرداية مع الجامعات الأجنبية لتحسين تكوين الطلبة في هذه التخصصات مشيرا إلى أن جامعة غرداية تكون 296 طالبا فقط في تخصصات التكنولوجيات الحديثة و هو ما اعتبره بالقليل جدا مقارنة بالتخصصات القديمة على غرار العلوم الإنسانية. وكان الوزير الأول قد تفقد في مستهل زيارته لولاية غرداية مشروع إنجاز برنامج سكني يتكون من 648 وحدة بصيغة السكن العمومي الإيجاري في منطقة نوميرات أين تلقى أيضا عرضا حول مشروع مدينة المنيعة الجديدة.كما قام قام الوزير الأول بمعاينة موقع القطب الجامعي الجديد في '' المدينة العلمية '' بمنطقة نوميرات، والذي تقدر طاقة استقباله للطلبة ب 6 آلاف مقعد بيداغوجي ويضم مرافق إدارية واجتماعية ثقافية جامعية، وهذا قبل أن يتفقد عدة مشاريع تابعة لقطاع الصحة مجمعة بموقع ذات المنطقة بالجهة الجنوبية لغرداية تلقى شروحا حول مشروع دراسة إنجاز مستشفى بطاقة 240 سرير قبل أن يتفقد أيضا مشاريع جاري إنجازها تتعلق بمركز إزالة التسممات يضم 12 غرفة ومخبر إلى جانب ورشة بناء مدرسة للتكوين شبه الطبي. كما أشرف بذات المنطقة '' نوميرات''، أيضا على وضع حيز الاستغلال مركز استقبال وإيواء خاص بالشباب وقاعة متعددة الرياضات. وفي بلدية العطف قام الوزير الأول بالاطلاع على النشاط الزراعي لمستثمرة فلاحية تابعة لأحد الخواص ببلدية العطف، وهذا قبل أن يتفقد محطة المعالجة الطبيعية للمياه المستعملة بوادي ميزاب والتي تغطي أربع (4) بلديات. وتفقد سلال أيضا أشغال ورشة إنجاز محطة نموذجية صغرى للطاقة الشمسية بطاقة 1.1 ميغاوات. وتقع هذه المنشأة الطاقوية الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم (1) بمنطقة وادي نشو على مساحة 10 هكتارات و ستتوفر على 6.000 لوحة كهروضوئية. الوزير الأول قام خلال زيارته إلى ولاية غرداية أيضا بتفقد شطرا من مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 1 بغرداية، قبل أن يختم محطات الزيارة بتسليم مقررات الامتياز الفلاحي لثلاثة عشر شابا ناشطا في الفلاحة وتربية المواشي في مقر ولاية غرداية. ع.أسابع