دعا الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، بغرداية، مسؤولي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي إلى العمل على ترقية التخصصات التكنولوجية، التي تشكل -كما قال- مستقبل المنطقة والبلاد ككل، وشدد من جانب آخر على ضرورة التقيد بالطابع المعماري المحلي للمنطقة في تشييد السكنات والتجهيزات العمومية، داعيا لدى معاينته بعض المشاريع ذات الطابع الفلاحي إلى تشجيع الشباب المستفيدين من عقود الامتياز ومرافقتهم في إنجاز مشاريعهم. وأكد الوزير الأول خلال زيارة العمل التي قام بها إلى ولاية غرداية التزام الحكومة بتسوية مشكلة استقرار الأساتذة الجامعيين بولايات جنوب البلاد، داعيا في المقابل إلى ضرورة منح الأولوية في التخصصات المفتوحة بالجامعات الجزائرية إلى التخصصات التكنولوجية الحديثة بما فيها الرياضيات، "حيث يفتقد القطاع للتأطير في هذه التخصصات التي تعد تخصصات مفيدة للمنطقة وللبلاد ككل" كما قال . وشدد السيد سلال خلال معاينته مشروع القطب الجامعي الجديد ببلدية بونورة، والذي يضم 4000 مقعد بيداغوجي وإقامة جامعية ب3000 سرير، على ضرورة تشجيع الأساتذة على الاستقرار بمناطق الجنوب، من خلال توفير سكنات يستفيدون منها بطريقة تلقائية. كما دعا إلى تحسين نوعية التعليم المتاح بجامعة غرداية من خلال اعتماد نظام التوأمة مع جامعات أجنبية. وبخصوص طلب مسؤولي القطاع، المتعلق بانجاز كلية للطب بالولاية، أوضح السيد سلال بأن الامر ليس بالهين بالنسبة للحكومة، حيث يستدعي إنجاز هذا النوع من الكليات بولاية غرداية توفر العديد من الإمكانيات ذات العلاقة بتخصصات الطب، سواء المادية كالمستشفيات الجامعية أو البشرية المرتبطة أساسا بالتأطير، مقترحا الاستمرار في اعتماد خيار تنقل طلبة الولاية الراغبين في التكوين في تخصص الطب إلى الولايات الأخرى التي تتيح هذا التكوين المتخصص. من جانب آخر، عبر الوزير الأول خلال معاينته للتصاميم الخاصة بالاقامة الجامعية، عن استيائه لمخالفة هذه التصاميم للطابع المعماري المحلي، مشددا على ضرورة إعادة انجاز تلك التصاميم وفق الخصوصيات المحلية للمنطقة. ونفس الملاحظة وجهها السيد سلال للمشرفين على مشروع إنجاز القطب الحضري "الهضبة بمتليلي" والذي يشمل إلى جانب 648 مسكنا عموميا إيجاريا عدة مشاريع للتجهيز العمومي، منها مشروع مسبح أولمبي ودور للشباب، حيث شدد على وجوب احترام الطابع المعماري المحلي، مع منح الاولوية في مشاريع السكن للسكن الريفي الذي يلقى قبولا كبيرا بهذه المنطقة، كما لم يخف امتعاضه من التصميم الخاص بالمدينة الجديدة للمنيعة، معتبرا إياها أقرب إلى النمط الحضري للمدن الشمالية منها إلى النمط التقليدي المتميز الذي يطبع الولاية. وببلدية العطف، عاين رئيس الجهاز التنفيذي الذي كان مرفوقا بوفد وزاري هام يضم وزراء الداخلية والجماعات المحلية، الطاقة والمناجم، الفلاحة والتنمية الريفية، التجارة والصحة، السكن والعمران، التعليم العالي والبحث العلمي، التربية الوطنية، الموارد المائية، الشباب والرياضة، وكذا الوزير المكلف بإصلاح الخدمة العمومية، مستثمرة فلاحية تابعة لأحد الخواص، وتقوم بإنتاج الخضروات والتمور والزيتون فضلا عن اللحوم والألبان، حيث يصل مستوى انتاج هذه الأخيرة إلى ما يقارب 320.000 لتر من الحليب سنويا. وعقب استماعه لعرض حول تطور قطاع الفلاحة بالمنطقة، دعا الوزير الأول إلى دعم جهود الدولة في مرافقة الشباب المستفيدين من عقود الامتياز، ورفع كافة العراقيل البيروقراطية التي تعترض إطلاق مشاريعهم، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المشاريع يلقى أصحابها موافقة المصالح المختصة، "غير أنها لا تنطلق بسبب المشاكل المرتبطة بالبيروقراطية". في المقابل، شدد المتحدث على ضرورة سحب الأراضي الفلاحية المسلمة لبعض المتعاملين، والتي تعرف تأخرا في انطلاقها لأسباب ذاتية، ترتبط فقط برفض أصحابها استغلالها، حيث دعا إلى إمهال هؤلاء 6 أشهر قبل سحبها، مشيرا إلى أن نفس الوضعية تعرفها بعض المناطق الصناعية التي استفاد منها البعض، لكن لم يستغلوها بعد. وخلال وقوفه على مشروع إنجاز مستشفى ومجمع للتكوين في تخصصات شبه الطبي، دعا السيد سلال إلى ترقية بعض التخصصات الطبية المحورية بالمنطقة على غرار تخصص التوليد، حيث تأسف لكون نسبة الوفيات لدى الأطفال بالولاية، بلغت مستوى 33 بالمائة، مشددا على ضرورة العمل على التقليص من هذه النسبة إلى 25 بالمائة على الأقل خلال العام القادم. كما تفقد الوزير الأول خلال زيارته لولاية غرداية شطرا من مشروع إزدواجية الطريق الوطني رقم 1 الممتد على مسافة 44 كلم بين مدينتي غرداية وبريان، وكذا مشروع انجاز محطة لتوليد الطاقة عن طريق الألواح الشمسية، وهو المشروع الذي تصل طاقته الإجمالية إلى 1.1 ميغاواط، وقد وصلت نسبة تجسيده 60 بالمائة ويرتقب الانطلاق في استغلاله بشكل فعلي في ديسمبر القادم. وختم السيد سلال زيارته التفقدية لولاية غرداية بعقد لقاء مع أعيان الولاية وممثلي المجتمع المدني، جدد من خلاله دعم الدولة لكافة جهود التنمية بالولاية، ومتابعتها المستمرة للمشاريع التي تم إطلاقها في إطار البرامج العادية والبرامج الاستثنائية، على غرار ذلك الذي تم إقراره للتكفل بمحو آثار فيضانات الفاتح أكتوبر 2008. مبعوث "المساء" إلى غرداية: م / بوسلان