لا وجود لأي تضييق على ممارسة الديانات بالجزائر أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح عدم وجود أي تمييز في التعامل مع المسلمين والمسيحيين فيما يخص الممارسة الدينية بالجزائر، مفندا أن تكون السلطات الجزائرية قد شددت الحصار في ممارسة الشعائر الدينية بالنسبة للأشخاص الذين يعتنقون الديانات الأخرى، مادامت هناك قوانين و تشريعات يجب أن تجد طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع، و لو أنه أوضح بأن المشكل الحقيقي في هذا الجانب يكمن في قضية التبشير. رئيس مجلس الأمة و الذي مثل أمس رئيس الجمهورية في مراسيم تدشين كنيسة القديس أوغستين بعنابة بحلتها الجديدة، بعد إعادة ترميمها، أوضح بأن القوانين الجزائرية تحتم على كل الأطراف و الهيئات إحترام ممارسة الشعائر الدينية، و التشريع المعمول به لا يميز بين المسلمين و المسحيين، بدليل منح اعتمادات رسمية لجمعيات تنشط في إطار ديانات أخرى، كما هو الحال بالنسبة لجمعيات المساجد و اللجان الدينية الإسلامية، لأن نفس القوانين تطبق على الجمعيات الإسلامية و نظيرتها التي تتعلق بباقي الديانات من دون أي استثناء أو تضييق في منح الإعتمادات. إلى ذلك أكد بن صالح أن التسامح بين الديانات شيء تقليدي عند المسلمين، مشددا على أن الدين الإسلامي يفرض التعامل به مع الغير، ليوضح في هذا الصدد بأن القديس أوغستين يعد رمزا حيا للتعايش بين مختلف الثقافات و الديانات على امتداد العصور، و الكنيسة التي تم إعادة تدشينها تبقى الرمز الشاهد على الفكر الحي لهذا القديس، كما أن فتح هذه الكنيسة من جديد من شأنه المساهمة في بعث الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات وتعزز التعاون بين الشعوب، قبل أن يشير إلى أن الجزائر تبقى وفية لدينها القائم على مبدأ التسامح و الإحترام ما بين الناس مهما كانت قناعاتهم واعتقاداتهم وحتى أجناسهم. إلى ذلك اعتبر أسقف قسنطينةعنابة بول ديفارج أن عملية الترميم التي تم تسجيلها على مستوى الكنيسة كانت ضرورة حتمية، لأن هذا المعلم الديني شيد قبل أزيد من قرن من الزمن، و قد تدهورت وضعيته بعد اهتراء الجدران، مؤكدا بأن أشغال الترميم مطابقة للطابع الهندسي للكنيسة، و التي تبقى حسبه رمزا للتواصل بين مختلف الديانات، و التعايش بين الأشخاص على اختلاف شعائرهم و قناعاتهم، لأن المعلم يعكس المكانة الحقيقية لسانت أوغستين في الفكر الديني، فضلا عن كونه مكانا مفتوحا لكل من يؤمن بمبادئ الاحترام و التضامن و التعايش، لأن العالم يواجه النزعة الفردية، و الكنيسة ستكون من الفضاءات التي يجد فيها كل يقصدها مكانا للحوار و التواصل. على صعيد آخر، أكد مدير المشروع هنري دومينيك أن عملية الترميم وإعادة تأهيل التي استفادت منها كنيسة القديس أوغستين تعد الأكبر من نوعها بعد تلك التي مست كنيسة السيدة الإفريقية بالجزائر العاصمة، مضيفا بأن المشروع أشرفت عليه جمعية " ديوسيزان" و ساهمت في تمويله كل من ولاية وبلدية عنابة بمبلغ 9 ملايير سنتيم، إضافة إلى جمعيات أوروبية خصوصا من فرنسا قاربت مساهماتها 20 مليار سنتيم من إجمالي التكلفة الإجمالية للمشروع، و التي بلغت 50 مليار سنتيم ، قبل أن يستطرد بأن الأشغال أسندت إلى المؤسسة الفرنسية "جيرار" بمشاركة مجموعة من المؤسسات المحلية والوطنية، ليخلص إلى التأكيد على أن الهيئة التي تكفلت بالمشروع اعتمدت على دراسة تقنية بالتنسيق مع مكتب دراسات مختص على الصعيد العالمي، سبق له إعداد دراسات تقنية تتعلق بترميم مسرح قرطاج بتونس، و هذا بنية المحافظة على الطابع الهندسي لكنيسة القديس أوغستين، لأن الجانب العمراني للكنيسة يمزج بين مختلف الحضارات الرومانية، البيزنطية و العربية، الأمر الذي جعل مدة الإنجاز تصل إلى 30 شهرا، حيث تم استلام المشروع في أوائل شهر جوان المنصرم. ص / فرطاس