كشيشي يستعد للإعلان عن ميلاد أول نقابة مستقلة بمركب الحجار دعا أمس الأمين العام السابق لنقابة مركب أرسيلور ميتال كشيشي داود، خلال تجمع عمالي لمؤيديه إلى العودة لورشات العمل بعد أسبوعين من الاعتصام أمام المديرية العامة للمركب احتجاجا على قيام المركزية النقابية بسحب الثقة من المكتب النقابي الذي كان يرأسه. و تم تزكية كشيشي داود بالإجماع بحضور نحو 4500 عامل في الجمعية العامة العمالية ليكون ناطقا رسميا باسمهم تمهيدا لتأسيس نقابة مستقلة تحت لواء " السناباب " والانسحاب من الاتحاد العام للعمال الجزائريين الهيئة النقابية التي مثلت العمال منذ إنشاء مركب الحديد والصلب، لينتهي الصراع النقابي بميلاد نقابة جديدة بعملاق الفولاذ بشمال إفريقيا بدعم آلاف العمال، واتخاذ المركزية النقابية قرارا بحل المكتب النقابي الجديد برئاسة عز الذين صغير والعودة إلى انتخاب جميع الفروع النقابية لاختيار مجلس ونقابة جديدة عن طريق جمعية عامة ستعقد حسب تصريح السيد صغير للنصر خلال الخمسة عشر يوما القادمة، بعد التشاور مع الإدارة العامة للمركب. كما اعتبر المتحدث توجه جناح كشيشي لتأسيس نقابة حرة يتعارض مع القوانين التي تنظم العمل النقابي بالنسيج الصناعي. وأضاف بأنه فضل الانسحاب و الابتعاد عن الصراعات داخل المركب بسبب تعنت الطرف الآخر ومضيه في خيار الخروج من تحت عباءة نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين. واعتبر كشيشي في كلمته أمام العمال، ما قام به الاتحاد الولائي الممثل في شخص حمارنية الطيب والمركزية النقابية إجراء غير قانوني بهدف عزل مكتبهم النقابي دون عقد جمعية عامة تقضي. و أكد أن هذه الأزمة خدمت الشريك الأجنبي، لكنها مع ذلك منحتهم بفضل دعم العمال، القوة للخروج من نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائيين وتأسيس نقابة مستقلة طبقا للقانون 10-90 الذي ينص على أحقية العمال في تعيين ناطق رسمي باسمهم ثم تأسيس نقابة حرة. و اغتنم الفرصة أمام العمال ليقول بأن تأسيس نقابة مستقلة من شأنه أن يساعد على إنهاء عهد الفساد وقطع الطريق أمام أصحاب المصالح الذين استغلوا العمال للهيمنة على النقابة ونهب أموال المركب باسمهم. ورغم تحذيرات وزير الصناعة عمارة بن يونس لدى زيارته الأخيرة للمركب من مغبة العودة إلى مسلسل الاضرابات والصراعات النقابية، إلا أن المشهد الذي يعيشه المركب هذه الأيام لا يعكس ذلك مع توقف أغلب الورشات على رأسها الفرن العالي رقم 2، ما يرهن مبادرة الدولة لخلق هدنة بين جميع الأطراف لتجسيد وإنجاح مخطط الاستثمار الذي رصد له مبلغ مليار دولار بعد استعادة بداية شهر أكتوبر الفارط المجمع الصناعي العمومي "سيدار" لأغلبية أسهم أرسيلور ميتال الجزائر بنسبة 51 بالمائة وذلك بعد تجربة شراكة دامت 12 سنة تراجع فيها الإنتاج السنوي لمركب الحجار من 2 مليون طن إلى حوالي 500 ألف طن من الفولاذ السائل.