نريد ديمقراطية الحزب الواحد بمرشحين متعددين نختار منهم من نريد طالب عبد المجيد مناصرة بالعودة إلى أسلوب ديمقراطية الحزب الواحد في الرئاسيات القادمة، و قال "على الأقل في تلك الديمقراطية داخل الحزب الواحد يمكننا الاختيار بين مرشحين متعددين داخل نفس النظام" من الذين تم قبولهم لمهمة قيادة البلاد من طرف السلطة. و قال أن التوافق الذي يدعو إليه يسير في هذا الاتجاه بتقديم مترشحين يتمتعون برضى السلطة، و نفى أن يكون الإسلاميون متفقون على مرشح لهم في الرئاسيات بل هم أبعد من الاتفاق حتى مع حزبه حركة التغيير على مرشح الوفاق الوطني. مناصرة في كلمة أمام مناضلي حزبه بالمركز الثقافي بن باديس بقسنطينة زوال أمس قال أن الوفاق الوطني حول الرئاسيات الذي يطالب به من خلال حزبه جبهة التغيير لا يزال بعيدا و لم تتمكن الطبقة السياسية الآن من جمع كلمتها حوله، لأسباب عديدة منها بالخصوص الغموض الذي يكتنف العملية السياسية برمتها و على رأسها بقاء النص المحدد لقواعد اللعبة السياسية غامضا لدى الأحزاب سواء المقربة من السلطة أو التي تصنف ضمن المعارضة، و تساءل كيف يمكن اتخاذ موقف من الرئاسيات و النص الأساسي غامض و مجهول إلا لدى جزء من السلطة. بالنسبة لحادثة تدنيس العلم الوطني في المغرب قال مناصرة أن الشعبين الجزائري و المغربي شقيقان و لا ينبغي زيادة التوتر بينهما و طالب السلطات المغربية بمعاقبة من قام بإهانة العلم الوطني الذي ضحى لأجله الملايين من الجزائريين، معبرا عن البعد المغاربي لكفاح و نضال الحركة الوطنية الجزائرية التي كانت ترفع مطالب تهم كامل بلدان شمال افريقيا و قال أن ألوان العلم الجزائري الذي تم تدنيسه في الدار البيضاء المغربية يرمز إلى بياض الجزائر و خضرة تونس و حمرة مراكش، ومنه فالمغاربة بإهانتهم للعلم الوطني أهانوا انفسهم. مناصرة طالب ببناء توافق وطني لتغيير النظام بطريقة هادئة و سلمية و إنهاء المرحلة الانتقالية التي دامت ربع قرن منذ أحداث أكتوبر88 و ذلك من اجل ما وصفه باستكمال مسار التحرير الوطني. برأي المتحدث لا يزال التحرير ناقصا ما دامت الجزائر في ذيل التصنيفات العالمية للتنمية البشرية و ما دامت تحتل مراتب متقدمة من بين الدول التي يستشري فيها الفساد و قال أن ترتيبنا سيء في جدول التنمية البشرية ضمن البلدان العربية و نحتل المرتبة الثالثة قبل الأخيرة متقدمين اليمن و موريتانيا فقط، رغم أننا نتوفر على أموال طائلة و طاقات بشرية و مادية كبيرة. و فسر مناصرة الوضع بأنه نابع من الفساد الذي مس كل مناحي الحياة العامة و قال أنه بلغ الجزء الظاهر منه في بعض القطاعات نسبة 20 بالمئة. و رافع من أجل مزيد من الحريات و لأجل بناء نظام ديمقراطي حقيقي يكون طريقة ناجعة للقضاء على الفساد لأنه مصدر اليأس و الإحباط الذي يعيشه الشباب الجزائري و قال أن "الخطر الوهمي الذي يخيفوننا به ليس سوى الفساد الكبير و الكثير و المتعدد المستويات" الذي ينخر جسد الأمة، معترفا أن بلوغ عدم الرضى معدلا مرتفعا لدى الشعب المحبط و اليائس ينذر فعلا بالخطر.