رئيس وزراء ليبيا يهدد الميليشيات بقوات أجنبية لطردها من طرابلس هدد رئيس وزراء ليبيا علي زيدان أمس عناصر الميليشيات في ليبيا التي قرر البرلمان إخراجها من مدينتي بنغازي و العاصمة طرابلس باللجوء إلى الاستعانة بقوات عسكرية من دول أجنبية لطردها من المدينتين في أعقاب أربعة أيام من المعارك الدامية بين تلك المجموعات المسلحة أوقعت أكثر من 50 قتيلا في العاصمة الليبية التي صارت مرتعا لنفوذ المسلحين من شتى الأطياف و الفصائل و القبائل. و قد بدأت بعض تلك الميليشيات في سحب قواتها من العاصمة طرابلس عصر أمس. في حين تم الإفراج عن نائب رئيس المخابرات المخطوف و نجا الحاكم العسكري لمدينة بنغازي من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة أمس. و قال زيدان أن "المجموعة الدولية لن تقبل بشيوع الفوضى و عدم الاستقرار في منطقة تطل على المتوسط ، لتصير مصدرا للعنف و الإرهاب و القتل" و قال أنه سيضطر لطلب التدخل الأجنبي إذا تواصلت الفوضى و الانفلات الأمني في البلاد. و لم يحدد زيدان الدول التي سيتقدم منها بطلبه للتدخل عسكريا في بلاده منعا لتفاقم انتشار الفوضى، بينما قال مسؤول عسكري أميركي كبير إن الجيش الأميركي يعد خططا لتدريب الآلاف من قوات الأمن الليبية وكذلك قوات العمليات الخاصة المكلفة بمهام مكافحة الإرهاب. ونقلت وكالة رويترز عن قائد العمليات الخاصة بالجيش الأميركي الأميرال وليام ماكريفن، قوله إن الأمر لا يزال قيد التفاوض، رافضا الإدلاء بالمزيد من التفاصيل. إلا أن مسؤولا دفاعيا أميركيا - طلب عدم الكشف عن هويته - أوضح أن الخطط الأميركية ستشمل تدريب جماعات صغيرة بالتناوب على مدى سنوات في بلغاريا، مضيفا أن الأمر ما زال يحتاج إلى الانتهاء من الكثير من التفاصيل قبل تنفيذه. وكانت تقارير صحفية قد نقلت في سبتمبر الماضي، عن وزير الدفاع البلغاري قوله في تقارير إن الولاياتالمتحدة تهدف إلى تنفيذ مهمة تدريب القوات الليبية في بلاده على فترة تصل إلى ثمانية أعوام. و أوضح ماكريفن أن هناك مساعي لتدريب ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف من القوات الليبية، مشيرا إلى أن الجيش الأميركي "يبذل جهودا مكملة في ما يتعلق بالعمليات الخاصة لتدريب عدد معين من القوات الليبية على مكافحة الإرهاب".وربما يهدئ انسحاب بعض من الميليشيات الليبية القوية من العاصمة التوتر بصورة مؤقتة،لكن الجيش الليبي الوليد ما زال لا يضاهي الميليشيات المتنافسة التي تسيطر على أجزاء أخرى من طرابلس والبلاد. وقال مسؤول كبير أن ميليشيات من مدينة مصراته الساحلية التي اشتبكت مع محتجين فقتلت 46 شخصا بدأت بالانسحاب الى الشرق بما فيها وحدات من مجموعات تسمى درع ليبيا ولواء غرغور. وقال صالح جودة عضو المجلس الأمني في البرلمان الليبي أن قوات مصراته في طرابلس تراجعت الآن وهي في منطقة بين المدينتين.كما قالت وزارة الدفاع أن وحدات الجيش الليبي ستدخل المناطق التي كانت تسيطرعليها ميليشيات مصراته. وغلب الهدوء على طرابلس أمس مع اغلاق العديد من المتاجر والمدارس والجامعات أبوابها في العاصمة دعما لإضراب دعا اليه الزعماء المحليون للمدينة للمطالبة برحيل الميليشيات.و في اليوم الذي تم فيه الإفراج عن نائب رئيس المخابرات مصطفى نوح ابن مصراته الذي تم خطفه من قبل مجهولين بالمطار أمس الأول نجا آمر غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي الليبية (الحاكم العسكري للمدينة) العقيد عبد الله السعيطي من محاولة لاغتياله صباح أمس بينما قتل أحد مرافقيه خلال استهداف موكبه في منطقة الحدائق في مدينة بنغازي على ما أفاد متحدث أمني. و أوضح أن "خبراء المتفجرات أجروا مسحا للمنطقة وتبين أن الانفجار الذي استهدف الموكب وسمع دوي صوته في معظم أحياء المدينة كان بسبب سيارة مفخخة تم ركنها في جزيرة دوران منطقة الحدائق (جزيرة الجعب) وتفجيرها عن بعد عقب مرور الموكب بجانبها".