حرص المرأة على جمال جسدها وراء تراجع عدد الأمهات المرضعات قامت الاتحادية الولائية للقابلات بقسنطينة أمس بتوزيع استمارات على الزائرات خلال اليوم التحسيسي الذي نظمته في إطار الأسبوع العالمي حول فوائد الرضاعة الطبيعة محاولة تصحيح الأرقام المقدمة من قبل المركز الوطني للإحصائيات بخصوص عدد النساء المرضعات في الجزائر و الذي قالت عنه رئيسة الاتحادية بأنه لا يعكس الواقع مستندة في ذلك إلى تجاربهن الخاصة كمختصات في الميدان. رئيسة الاتحادية الولائية للقابلات بقسنطينة طالب عزازة ليلى أوضحت بأنها تتحفظ بشأن الأرقام المقدمة من قبل المركز الوطني للإحصائيات و التي تفيد بأن 7بالمائة فقط من النساء الجزائريات ترضعن صغارهن،مؤكدة بأن تجربتها الميدانية كمنسقة وطنية تبين بأن النسبة أكبر بكثير من ذلك و لا تقل عن 20 بالمائة كأدنى حد. مما دفعها هي و زميلاتها خلال فعاليات اليوم الاعلامي حول الرضاعة الطبيعية الذي نظمته الاتحادية بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة ، إلى توزيع استمارات خاصة على النساء تضم أسئلة حول مدى استعدادهن و اقبالهن على إرضاع صغارهن و مدة الرضاعة و بعد جمع و تحليل الأجوبة ستحاول كما قالت تقديم إحصائيات أكثر واقعية على الأقل بشرق البلاد . السيدة طالب عزازة ليلى شرحت على هامش هذا اليوم التحسيسي ، بأن أسبابا كثيرة تقف وراء تراجع عدد الأمهات المرضعات أهمها حرص الكثيرات على الحفاظ على جمال أجسامهن، و ثمة من النساء من يتعمدن توقيف الرضاعة حتى لا يتعوّد الرضيع على تواجدهن بالقرب منه لأن لديهن انشغالات مهنية أو واجبات عائلية كثيرة لا تستطعن بسببها التوفيق بينها إن هن تقيّدن بمواعيد الرضاعة العادية التي تكون بين 8و 12مرة في اليوم في الأسابيع الأولى من الولادة. مشيرة في المقابل بأن أكثر النساء المرضعات لا تتجاوز مدة إرضاعهن لأطفالهن الستة أشهر في أحسن الظروف، مضيفة بأن مدة الرضاعة تتراوح بين 4 و 6 أشهر عموما لدى أغلب السيدات. محدثتنا ذكرت بأن الاتحادية تستهدف أساسا حديثات الزواج، مشيرة إلى ضرورة اطلاق حملات التوعية و التحسيس على أهمية الرضاعة و فوائدها الكثيرة لهن و لأبنائهن، قبل الوضع و في الأشهر الأخيرة من الحمل لتشجيع الأمهات على عدم حرمان صغارهن من هذه النعمة التي توّفر لهم الحماية الكافية، لتغطيتها لكافة الحاجات الغذائية الضرورية للطفل خلال الأشهر الستة الأولى و توفيرها للمناعة لجسمه بفضل مضادات الأجسام التي يوّفرها له الحليب الطبيعي و الذي يقيه من أكثر الأمراض انتشارا بين الأطفال و على رأسها الإسهال و التهابات الرئة، مشيرة إلى أن عوامل أخرى تشجع على الرضاعة الطبيعية خاصة توفير المال باعتبار غلاء سعر حليب الرضع الاصطناعي. و تضمن اليوم التحسيسي أيضا ورشتين تكونيتين لفائدة الأمهات المرضعات و القابلات ، تم خلاله تقديم دليل مفصّل حول الرضاعة الطبيعية و ورشة ثانية تحت إشراف ممثلة الاتحادية الولائية للقابلات المنظوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، للتعريف بالفوائد الصحية للرضاعة لكل من الأم والرضيع معا. كما تم توزيع شهادات تقديرية على الأمهات اللائي أكدن إرضاعهن لأبنائهن لأكثر من ستة أشهر مع توزيع مطويات تحمل معلومات مفصلة عن أهمية الرضاعة الطبيعية لتشجيع الأمهات على الاستمرار فيها لأطول مدة ممكنة، لفوائدها الكثيرة و على رأسها حماية الصغير من الاضطرابات الهضمية و تحسس الأمعاء، رفع مستوى الذكاء و تنشيط الذاكرة، تقليل احتمال الإصابة بداء التوّحد، و داء السكري و السمنة و تسوّس الأسنان...و غيرها من العوامل المحفزة على تبني الرضاعة الطبيعية بدل الاصطناعية، بالإضافة إلى تقديم نصائح بخصوص أوقات الرضاعة و التغذية المناسبة التي يجب اتباعها خلال مدة الرضاعة، ناهيك عن معلومات طبية حول نجاعة الرضاعة الطبيعية في حماية النساء من سرطان الرحم و الثدي.