صرّح أمس البروفيسور «شافي» -رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي لوهران- أن 6.9 بالمائة فقط من الأمهات الجزائريات يعتمدن الرضاعة الطبيعية بعد انقضاء الستة أشهر الأولى من الولادة، وقال المختص- في تدخل له خلال يوم دراسي حول "الرضاعة الطبيعية" بتيزي وزو- أن هذه النسبة التي توصلت إليها دراسة وبائية متنوعة الاختصاصات حول الرضاعة الطبيعية "تناقض تماما الوضع السائد على مستوى البلدان المتقدمة حيث تبلغ نسبة اعتماد الرضاعة الطبيعية 100 بالمائة مثلما هو الشأن ببلدان شمال أوربا". وأضاف في هذا الشأن أن "هذا التراجع في اعتماد الرضاعة بالثدي ينافي توصيات الأطباء وقيم مجتمعنا"، وفي تفسيره لأسباب هذا التراجع، ذكر الدكتور «حمزاوي عثمان» عدة عوامل يراها ساهمت في هذه الوضعية من بين أهمها اعتبارات جمالية خاصة بالنساء ومشاكل النساء في العمل والتمدن ونقص التوعية حول ميزات وفوائد حليب الأم كمادة من المستحيل تعويضها والإعلانات الإشهارية الكاذبة التي تحث على استهلاك الحليب الاصطناعي المستورد وإحساس الأم الدائم أنها لا تشبع رضيعها وغيرها من الأسباب، ومن جهته حاول البروفيسور «شافي» التقليل من خطورة نسبة تراجع الرضاعة الطبيعية بقوله أن "عدد النساء العاملات يبقى ضئيل جدا لتفسير هذه الظاهرة بشكل جيد"، ولاحظ في السياق ذاته أن "المدة التي يمنحها القانون للمرأة لإرضاع صغيرها بعد انقضاء عطلة الأمومة (وهي ساعتين اثنين في اليوم) غير مستغلة بصفة جيدة من طرف المستفيدات من هذا الإجراء اللائي يفضلن استعمال هذه المدة للقيام بأعمال أخرى، كما أكد هذا المختص عدم صحة الاعتقاد السائد لدى النساء أن الرضاعة تفقدهن نضارتهن وشبابهن، مؤكدا أن علامات الشيخوخة لا علاقة لها مع الرضاعة ولكنها نتيجة للتطور الفسيولوجي للجسم وأن استعمال الحليب الاصطناعي لن يقدم ولن يؤخر أي شيء لأن ذلك خاضع لقانون الطبيعة. وعن فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل والأم على حد سواء، قال الأستاذ «شافي» أن المضادات الحيوية التي ينتجها حليب الأم تحمي الطفل ضد الأمراض المعدية والحساسيات المتعددة، كما يحتوي حليب الأم أيضا على مواد تساعد على نمو ذكاء الطفل وعلى تكوين رابطة وثيقة بين الأم والطفل- حسب ما أكدته شهادات بعض النساء المرضعات التي تم جمعها في فيلم وثائقي تم عرضه بالمناسبة-، أما عن فوائد هذه العملية بالنسبة للأم المرضعة فأكد المختص عن تقلص خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث بصفة خاصة، كما أفاد أن الرضاعة تعد أيضا إحدى الطرق الطبيعية المتبعة لتنظيم النسل دون استعمال موانع الحمل الاصطناعية إضافة إلى أن الرضاعة بالثدي تساعد على القضاء على الدهون في جسم المرآة وبالتالي تساهم في استعادة رشاقتها، ودعا المشاركون في هذه التظاهرة إلى ضرورة تعزيز حملات التوعية والتحسيس بمساهمة الأسلاك الطبية والشبه الطبية والعائلة والحركة الجمعوية ووسائل الإعلام، كما طالبوا أيضا بتنفيذ توصيات المنظمة العالمية للصحة سيما تلك المسجلة تحت شعار "مستشفى صديق الأطفال" المختار هذه السنة للاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية".