أساتذة و باحثون يدعون إلى تطبيق المقاربة الأمنية الجزائرية لمواجهة القاعدة دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول الوضع الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي المنعقد بجامعة قالمة أمس إلى الاعتماد على المقاربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب لمواجهة المد المتنامي للقاعدة بدول الساحل و الصحراء. و قال المتدخلون من الجزائر و دول عربية أن التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب و التصدي للقاعدة أعطت نتائج ميدانية هامة و أصبحت التجربة الجزائرية مفتاح الحل بمنطقة الساحل و الصحراء الغارقة في أتون الحرب و الفوضى و النشاط المتزايد للتنظيمات الإرهابية. و قالت الباحثتان فريال منايفي و غربي رقية من جامعة قسنطينة أن هناك علاقة وطيدة بين الدولة الفاشلة و نمو القاعدة و انتشارها كما يحدث بمالي و ليبيا أين تجذرت الجماعات المسلحة بقوة مستغلة انهيار الأنظمة و عجزها عن المواجهة. و أضافت الباحثتان "أن الدولة الفاشلة أمنيا و اقتصاديا و اجتماعيا تدعم ظهور الإرهاب" مؤكدتين أن الدولة المستقرة القوية لا يستوطنها الإرهاب العابر للحدود حتى و لو سعى إلى ذلك. و ترى الأستاذة إكرام بركان من جامعة سطيف أن ضعف الأنظمة و سيادة الزعيم المطلق و احتكار السلطة من طرف قائد لا يثق به شعبه و انتشار الفوارق الاجتماعية و الفقر و الإحباط تعد من بين العوامل المساعدة على ظهور القاعدة بمنطقة الساحل و الصحراء الممتدة من السينيغال و موريتانيا غربا إلى أثيوبيا شرقا. و تطرق الباحث المصري عصام عبد الشافي أيضا إلى بعض المقاربات الدولية لبناء السلم و الأمن في منطقة الساحل الإفريقي و اعتبر المقاربة الأمريكية الشبيهة بالمقاربة الجزائرية نموذجا لوقف تغلغل القاعدة و تأثيرها على أمن و استقرار دول المنطقة برمتها. و حسب الباحث الجزائري عبد الحق مرسلي من جامعة تمنراست فإن المقاربة الجزائرية المبنية على عدة محاور بينها المحور الأمني كأساس و المحور القانوني و التنمية الاقتصادية و الحوار و المصالحة تعد من أهم المقاربات الممكن تطبيقها بمنطقة الساحل الإفريقي لوقف المد الإرهابي و وضع حد لانتشار الجريمة المنظمة و الاتجار بالسلاح و المخدرات و تبييض الأموال. و تطرقت الدكتورة وداد غزلاني من جامعة قالمة إلى تطور مفهوم الأمن في العلاقات الدولية و كيف انتقل من التركيز على أمن الدول إلى أمن الأفراد مما يستدعي إجراءات جديدة و تضامنا بين الدول. و قال المتدخلون أن الجزائر تواجه تحديات كبيرة على حدودها الجنوبية بينها المد الإرهابي و ما وصف بصراع الدول الكبرى على النفوذ بالمنطقة و تعمل الجزائر على عدة جبهات لمواجهة الوضع بينها الجبهة الأمنية، و تشجيع الحوار و المصالحة و تنمية المناطق الحدودية الفقيرة و رفض التدخل الأجنبي بالمنطقة، و تكثيف التعاون الأمني بين دول الساحل و الصحراء.