كشفت مصادر إعلامية أجنبية، أن وزارتي الدفاع الفرنسية والأمريكية رفضتا تقديم معلومات استخباراتية لدول الساحل الإفريقي تحوي صورا تم التقاطها حديثا عن طريق الأقمار الصناعية لتمركز عناصر تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' في هذه المنطقة التي أطلقت عليها تسمية مثلث الصحراء·وأشارت هذه المصادر، أن دول الساحل الإفريقي استنجدت بوزارتي الدفاع الفرنسية والأمريكية في إطار التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، من اجل الاستعانة بالصور التي يلتقطها الساتل عن المنطقة، مضيفة أن الصور الملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية تبين بوضوح المناطق التي يتمركز فيها عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على مستوى الحدود الجزائرية المشتركة مع دول كل من مالي والنيجر وموريتانيا، كما أنها تكشف عن العدة والعتاد العسكري الذي تستعمله هذه الجماعات المسلحة خلال هجماتها، المباغتة لقوات الأمن النظامية في دول الساحل الإفريقي، خاصة منها المركبات والأسلحة الثقيلة· وكانت الجزائر قد فقدت في الأسبوع الفارط 8 دركيين من حرس الحدود و3 من الحرس البلدي، بمنطقة تينزواتين، على الحدود الجزائرية المالية، بعد العملية الإرهابية التي تبنتها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي·وأوضحت هذه المصادر، أن الصور التي تحوز عليها فرنسا وأمريكا على حد سواء، من شأنها أن تساهم في محاربة هذه العناصر المتمركزة في صحراء الساحل، بعدما فرض عليها الحصار من قبل قوات الجيش والأمن الوطني في مناطق الشمال والغرب الجزائري، وهو الأمر الذي دفع بتنظيم القاعدة إلى نقل عملياته الإجرامية إلى مناطق الجنوب· وتساءلت المصادر عن الجدوى التي دفعت بالدولتين إلى رفض التعاون مع دول الساحل الإفريقي، على الرغم من أن الإرهاب خطر عابر للحدود ويتطلب تعاون كل المجموعة الدولية، خاصة وأن واشنطن تفضل تعميق التعاون العسكري بينها وبين دول الساحل بهدف مكافحة الإرهاب وملاحقة الجماعات المسلحة وشبكات تهريب السلاح والمخدرات وتبييض الأموال · ويرى خبراء أمنيون، أن امتناع فرنسا وأمريكا، وضع الصور الملتقطة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي ينشط على محور الساحل الإفريقي، والتي من شأنها أن تحدد وبدقة متناهية هوية هذه الجماعات الإرهابية، خاصة وأن عددا من الأجهزة الاستخباراتية، تؤكد أن مجمل العمليات الإرهابية التي تقع على هذا المحور تقودها في الأساس جماعات تهريب السلاح والمخدرات، التي تتغطى تحت سترة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يرجع إلى رفض الجزائر إقامة قاعدة الأفريكوم·