أرملة ضحية إرهاب تتقاسم قبوا مع الجرذان رفقة أبنائها الخمسة تعيش إحدى عائلات ضحايا الإرهاب في ظروف جد مأسوية ، بمسكن تنعدم فيه أدنى شروط الحياة الضرورية يقع بحي الزيتون بوسط مدينة البليدة. العائلة استنجدت بالنصر لإيصال ندائها إلى أعلى السلطات ، بعد أن فاض بها الكيل ، ولم تعد تتحمل المزيد من التهميش كما أخبرتنا ربة البيت الأرملة حميدية نورة ، خاصة بعد أن تم إقصاؤها من الاستفادة من السكن الاجتماعي،رغم ظروف إقامتها القاسية التي وقفنا عليها خلال زيارتنا لبيتها ، حيث تسبق خطواتك رائحة التعفن والرطوبة المنتشرة في المكان فتسد أنفاسك.معاناة ضحية الإرهاب مع أولادها الخمسة زادت أكثر بسبب خطر الجرذان الذي تهددتحياتهم ،والتي وجدت في بيتهم المتداعي الذي تنعدم فيه أدنى شروط الصحة مرتعا خصبا لتكاثرها .وذكرت هذه الأرملة التي قتل زوجها من طرف الجماعات الإرهابية في حاجز مزيف بأحمر العين بتيبازة وترك لها خمسة أولاد ، تجد صعوبة كبيرة في إعالتهم بمبلغ المليون سنتيم .و أكدت أن إحدى بناتها تعرضت مرتين لعضات الجرذان السامة ،وهي حاليا تتابع العلاج بالمستشفى .وقالت أن الجرذان حولت حياتها وحياة أبنائها إلى كابوس ،وحتى المبيدات الخاصة بقتل هذه القوارض أصبحت عديمة الجدوى ، ولاتنفع مع تكاثرها الرهيب. وزاد من معاناة هذه الأم المعذبة إصابة إحدى عينيها بالعمى ، ، مما أثر على عملها كمنظفة بمستشفى "الفوبور" بالبليدة ، بالإضافة إلى أن البيت الذي تقيم فيه ،وهو عبارة عن غرفتين تقعان في قبو ، هي إرث من أبيها والأعين كلها متجهة نحوه منذ انتقالها للعيش فيه بعد مقتل زوجها،وينتظرون خروجها منه من أجل بيعه ، مما سبب لها مشاكل لاتحصى مع أفراد عائلتها. وأكدت لنا بأن ظروف الإقامة ، اضطرتها إلى توقيف أبنائها عن الدراسة لمدة سنة بعد وفاة والدهم ، قبل أن يستأنفوا ذلك بصعوبة بسبب رفض مصالح قطاع التربية عودتهم ، لمغادرتهم مقاعد الدراسة لمدة سنة ، لكنهم مع ذلك لم يتمكنوا من مواصلة الدراسة وهم يغادرون مقاعد المدرسة مبكرا الواحد تلو الأخر بسبب ظروف السكن السيئة ، ولا تزال سوى الطفلة الصغيرة صاحبة الثماني سنوات تزاول الدراسة فقط .ورغم هذه الصعوبات والمعاناة إلا أنها لم تستسلم وسلكت كل الطرق للبحث عن سكن يأويها مع أبنائها ،وراسلت كلها الجهات تطلب نجدتها.وكان أملها في الخروج من هذه الظروف الصعبة بالحصول على سكن اجتماعيتضمن القائمة الأخيرة لبلدية البليدة والخاصة بحصة 406 سكن اجتماعيت، والمفرج عنها منذ أيامت، بعد أن تلقت وعودا كما أكدت لنا بإدراج إسمها فيها ، بسبب الوضع السيئ الذي تعيشه ، لكن بعد الإفراج عن القائمة فوجئت بعدم استفادتها ،مما شكل ذلك صدمة كبيرة لها ، وما زاد في إحباطها أكثرها هو إدراج أسماء في القائمة لأشخاص تعرف أوضاعهم ، وهم من ميسوري الحال، لايحتاجون إلى سكن اجتماعي، كما أكدت على ذلك .قد أخبرتنا بأنها أودعت ملف طلب سكن اجتماعي ف سنة 2000وفي سنة 2004 قامت بتجديد الملف تحت رقم 1558بعد أن أعلمت من طرف مصالح البلدية أن ملفها قد ضاع ،وتصيف أن لجنة السكن بالدائرة قامت بمعاينة منزلها وتحصلت على عدد النقاط الكافية للحصول على سكن اجتماعي ،كما أنها تلقت على حد قولها تهاني حصولها على سكن اجتماعي قبل الإعلان عن القائمة ، وأعلمها عضو في لجنة السكن بالدائرة أن اسمها ضمن قائمة المستفيدين أياما فقط قبل الإعلان عنها، وأبلغها بأن رئيس الدائرة وقع على ملفها لتكون ضمن المستفيدينت، لكن يوم نشرها لم تجد اسمها.لذلك فهي تناشد والي الولاية التدخل باعتباره رئيس لجنة الطعون الخاصة بالسكن للنظر في حالها، ورفع الظلم عنها.