لم تتمالك السيدة صبرينة نفسها ولم تمسك دموعها وهي تحاول وصف حالة الحقرة واللامبالاة التي تعيشها رفقة زوجها وأبنائها الثلاثة بعد أن قررت السلطات المحلية لبلدية الدارالبيضاء هدم مسكنها الذي كانت تقيم به بحي العدالة وإلقاء أثاثها وأغراضها في الشارع وكأن القدر أراد لصبرينة أن تنجو من بطش الإرهاب لتقع في تجاهل السلطات المحلية. وقد ظلت السيدة صبرينة واقفة والحسرة بادية على محياها وهي ترى جميع جيرانها يشدون رحالهم نحو سكناتهم الجديدة بحي مختار زرهوني بالمحمدية والمعروف بحي الموز، فيما استثنت هذه العملية التي مست 21 عائلة عائلتها التي أقصيت من الاستفادة من سكن يسترها ولم تجد إزاء ذلك أي تفسير أو تبرير مقنع يخفف عنها الصدمة - حسب ما صرحت به السيدة صبرينة- التي ظلت حبيسة الوعود التي وصفتها "بالجوفاء" أمام رفض الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء وحتى رئيس بلدية الدارالبيضاء استقبالها والإصغاء إليها وإيجاد حل عاجل لحالتها. ورغم اطلاع السلطات المحلية على حالة صبرينة المعروفة لدى العام والخاص إلا أنهم لم يهتموا بها وكأن الأمر يتعلق بصدقة يسدونها للعائلة، تقول صبرينة علما أن العائلة المنكوبة هي إحدى ضحايا تفجيرات 11 أفريل 2007 التي استهدفت مقر محافظة الشرطة لبلدية باب الزوار وهو التاريخ الذي سيظل راسخا في أذهان الجزائريين وخاصة صبرينة التي بترت ذراعها اليمنى وتعرضت لحروق بالغة الخطورة لا تزال آثارها بارزة للعيان. وأمام الحالة المأساوية لصبرينة وعائلتها، تناشد هذه الأخيرة السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي المنتدب لدائرة الدارالبيضاء التكفل العاجل بوضعيتها ولم شمل العائلة المشتت بين الأهل والجيران وإعادة النظر في قرار الإقصاء الذي أثار استغراب العديد من الأطراف. وخمس عائلات ترفض الترحيل بحي الحرية
كما رفضت أمس خمس عائلات تقطن بحي الحرية بالدارالبيضاء الخضوع لقرار ترحيلهم من حيهم القديم نحو حي مختار زرهوني "الموز" بباب الزوار احتجاجا على نوعية السكنات التي استفادوا منها وعدد الشقق الذي لا يتوافق مع عدد العائلات حيث وجدت عائلتان نفسها تتقاسم نفس الشقة مع عائلة أخرى فيما تم إدراج عائلات وأسماء لا تقطن بالحي -حسب العائلات التي احتجت صبيحة أمس على عملية الترحيل- ونوعية الاستفادات مفضلة البقاء في مساكنها عوض أن تزيلها الآليات التي شرعت في تهديم السكنات التي وافق أصحابها على الخروج منها والذي بلغ عددهم 15 عائلة من ضمن 20 عائلة المقيمة بالحي الذي يعود تاريخ إنشائه الى سنة 1957.