عشية اليوم بملعب بارتيليمي ببانغي: (سا 15,00) إفريقيا الوسطى - الجزائر لا خيار أمام الخضر سوى حصد النقاط الثلاث لم يعد أمام "الخضر" من خيار سوى تحدي المضيف في عقر داره وأمام جمهوره، وافتكاك نقاط الفوز وعدم الرضا بغيرها، وذلك بعد أن أصبحت مباراة اليوم ببانغي مصيرية، وأصبح مصير منتخبنا الوطني بأيدي اللاعبين في ظل الجديد الذي طرأ على المجموعة الرابعة، بعد عودة أسود الأطلس بالنقاط الثلاث من تنزانيا. الناخب الوطني سيضطر في أول مباراة رسمية له مع المنتخب الوطني الأول إلى اعتماد رسم تكتيكي تعطى الأولوية فيه للقاطرة الأمامية، المطالبة الرمي بكل ثقلها في موعد بانغي للوصول إلى هز شباك حارس منتخب إفريقيا الوسطى، كونها الوسيلة الوحيدة للقائد عنتر يحيى وبقية زملائه للإبقاء على حظوظ "الخضر" في المشاركة في العرس الكروي القاري المقرر بالغابون وغينيا الاستوائية. المنتخب الجزائري وإن كان قد كشف من قبل عن رغبته الملحة في جعل مباراة اليوم محطة استدراكية، فإنه اليوم مطالب بإعادة ارتداء لباس "الكومندوس" ، والتسلح- كما عودنا عليه خلال التصفيات المزدوجة- بالإرادة والروح القتالية، والتضامن فوق المستطيل الأخضر، وعدم الاكتفاء بالمهارات الفنية واللياقة البدنية فقط، بل أنهم مطالبون بالذهاب إلى أبعد من ذلك، أي إلى حد التأكيد على استعدادهم للتضحية من أجل تشريف الألوان الوطنية و"بريستيج" الكرة الجزائرية، خاصة بعد عودتها إلى نادي الموندياليين. وفي هذا الخصوص قد تكون كلمة السر وسط مجموعة "الخضر" هي التضحية من أجل البقاء في رواق السباق، والاعتماد على اللعب الهجومي منذ الوهلة الأولى، كما أكد عليه قلب هجوم وهداف نادي أيكا اليوناني رفق جبور: " عازمون على الفوز لتمرير الاسفنجة على تعثر الخرجة الأولى أمام تنزانيا، وتحدونا رغبة ملحة في الاستدراك". الرسم الكلاسيكي (2/4/4) الحل الأمثل وإذا كان العائد لموشية قد وعد عشاق المنتخب الوطني بالفوز لرد جميلهم وإسعاد كل الجزائريين، فإن الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة وأمام غياب الركائز، خاصة على مستوى خطي الدفاع والوسط، فقد يضطر على تغيير الخطة التي تعود عليها "الخضر" مع الشيخ رابح سعدان (2/5/3)، والعودة إلى الرسم التكتيكي الكلاسيكي الذي يناسب اللاعب الجزائري، كما يسمح للعائدين أو الوافدين الجدد على غرار جابو، أو بعض المحترفين الذين قد يجبرون على اللعب اليوم في مناصب لم يعتادوا عليها من قبل، والمتمثل في خطة (2/4/4) الحل الوحيد لبن شيخة لسد الثغرات على مستوى الدفاع بالاعتماد على مصباح وكارل مجاني، وجمال عبدون لتولي مهمة الربط بين القاطرتين الأمامية والخلفية عوض زياني المصاب. اللعب أمام أكثر من منافس قد يحفز "الخضر" مهمة أشبال بن شيخة لن تكون سهلة رغم الإجماع على تواضع مستوى المنافس. فالحرب النفسية بدأت قبل أن يتنقل "الخضر" إلى جنوب إفريقيا، وذلك من طرف المدرب الفرنسي أكورسي الذي كثرت تصريحاته الصحفية في المدة الأخيرة، والتي كانت في مجملها عبارة عن رسائل تهديد، وتأكيد على قدرة فريقه على الإطاحة بالمنتخب الجزائري، وتأجيل الكشف عن الأسلحة الحقيقية المتمثلة في المحترفين إلى موعد اليوم. وبالإضافة إلى ذلك يدرك رفقاء بوقرة أنهم سيواجهون اليوم أكثر من منافس، فإلى جانب المنتخب المحلي سيكونون في مواجهة الأساليب البدائية وحرب الكواليس، مثل ما حدث لهم خلال حصة الاسترجاع أين تم قطع التيار الكهربائي، وقد يتعرضون إلى استفزازات عنيفة قبل، أثناء وبعد المباراة، ناهيك عن صعوبة المناخ (الحرارة والرطوبة)، وإمكانية تحيز ثلاثي التحكيم الأنغولي (هيلدر مارتينز، إيناسيو وميغال لوفومبو).مثل هذا الديكور والممارسات التي لم يعتد عليه الكثير من لاعبي "الخضر" على غرار وسط ميدان النادي الإسباني راسينغ سانتندير مهدي لحسن- الذي سيكتشف أدغال إفريقيا لأول مرة- قد يكون حافزا لرفقاء القائد عنتر يحيى، ويدفع بهم إلى رفع التحدي والإطاحة بأشبال أكورسي في عقر الدار، وبالمرة تحقيق الهدف المنشود والعودة إلى الجزائر بالنقاط الثلاث، خاصة وهم يدركون جيدا أنهم سيحظون باستقبال الأبطال بمطار هواري بومدين الدولي في حال تحقيقهم هذا الهدف.