المسرح الأمازيغي تمتد جذوره إلى نوميديا القديمة وليس حديث النشأة أجمع نهاية الأسبوع الماضي أساتذة باحثون من ست جامعات جزائرية في ملتقى بجامعة باتنة حول "المسرح والأنثربولوجيا" على أن جذور المسرح الجزائري أمازيغية، وقد تأثر عبر العصور بمختلف الحضارات التي تعاقبت على منطقة شمال إفريقيا، ونفى المتدخلون في الملتقى المنظم على هامش المهرجان الوطني الثقافي للمسرح الأمازيغي، ما جاء في بعض المراجع الأكاديمية على أن الجزائر عرفت المسرح أول مرة في عشرينيات القرن الماضي على يد فرقة جورج الأبيض المسرحية المصرية. دعا المشاركون في الملتقى الذي احتضنه قسم اللغة الأمازيغية بكلية الآداب بجامعة باتنة إلى ضرورة تثمين التراث والمادي واللامادي الأمازيغي لتوظيفه في المسرح، حيث أكد على ذلك الدكتور حميد علاوي من جامعة الجزائر، مبديا أسفه لعدم توظيف التراث الذي تزخر به عدة مناطق بالوطن في كتابة النصوص المسرحية، وهو ما ذهب إليه الدكتور عبد القادر نطور من جامعة منتوري بقسنطينة، والذي أكد على أهمية المأثور الشعبي لتوظيفه في المسرح الأمازيغي. الدكتورة الباحثة في المسرح طامر أنوال من جامعة وهران شرحت بدورها بأنها توصلت من خلال أبحاثها التي جسدتها في كتابها الصادر سنة 2008 بعنوان " حفريات في المسرح النوميدي" إلى أن النوميديين مارسوا المسرح قبل قرون من احتلال الرومان لأرض شمال إفريقيا، مؤكدة على امتداد جذور المسرح الأمازيغي لسكان نوميديا. في حين ربط الباحث في المسرح جمال النوي من باتنة الجماليات التي يعتمد عليها المسرح الأمازيغي من رقص وغناء وألوان متنوعة في بعض الطقوس التي لا تزال ممارسة ويحافظ عليها السكان في عديد المناطق منها منطقة الأوراس بعد أن توارثوها عن الأجداد على غرار الباندو و بوغنجة أو عروس المطر وهي التقاليد التي قال بأنها حافظت على مكانتها بفضل الذاكرة الشعبية بها رغم مرور عصور تعاقبت خلالها عدة حضارات. يذكر أن المتدخلين في الملتقى جاؤوا من جامعات الجزائر، وهران، برج بوعريريج، سطيف، والمسيلة، بالإضافة لجامعة باتنة التي احتضنت الملتقى الذي عالج عدة محاور تتمثل في العلاقة بين المسرح والأنثربولوجيا، الطقوس والأساطير والمعتقدات المتجذرة في الذاكرة والوجدان الشعبي وإسهامهما في البنى المسرحية الحديثة، المقومات الثقافية والحضارية ودورها في بناء المسرح الأمازيغي، بالإضافة للأشكال الشعبية ودورها في صناعة الفرجة المسرحية بعرض نماذج من الثقافة الأمازيغية وهي المحاور التي أكدت بشأنها رئيسة الملتقى الدكتورة ليلى بن عائشة بأنها بمثابة الخطوات لتأصيل المسرح الأمازيغي الذي تمتد جذوره في عمق الثقافة الإنسانية. للإشارة فإن ممثل وزيرة الثقافة كان قد أكد خلال افتتاح مهرجان المسرح الأمازيغي على ضرورة الارتقاء به عن طريق إنتاج نصوص لتجسيد مسرح أمازيغي لا مسرح ناطق بالأمازيغية وهي الإشكالية التي تطرقت لها "النصر" خلال الطبعة الماضية من المهرجان في كراس الثقافة.