نحيي سهرات الإنشاد بالصعيد للمّ شمل الشعب المصري وتوحيد كلمته اعتبر المنشد المصري المشهور محمود التهامي، سليل أبي الإنشاد في أرض الكنانة ياسين التهامي، فن الإنشاد الضارب في عمق التاريخ الإسلامي ،أداة لنشر الوعي و الانتماء للدين الحنيف و الوطن بين المصريين الذين يقومون خاصة في منطقة الصعيد، بإحياء سهرات الإنشاد ومديح الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل لم شمل و التقارب و توحيد الصفوف و المواقف،مشيرا إلى أنه شكل فرقته الخاصة في 1995 ثم أسس نقابة الإنشاد الديني للمحافظة و الارتقاء بهذا اللون الصوفي الروحي العريق و الدفاع عن حقوق المنشدين ببلاده. "النصر" استغلت فرصة تواجد ابن الصعيد بعاصمة الهضاب العليا على هامش إحيائه الحفل الختامي لمهرجان السماع الصوفي الذي انعقد مؤخرا بولاية سطيف وأجرت معه هذا الحوار. النصر :نرحب بك في سطيف، كيف تعرف فرقة التهامي للإنشاد؟ محمود التهامي :شكرا على كرم الاستضافة، محمود التهامي ابن المنشد ياسين التهامي الذي يعتبر من أشهر منشدي جمهورية مصر العربية والعالم الإسلامي كلل، تخصصنا في التصوف في سنة 1995، لأنه مجال روحاني وذلك لأننا من عائلة صوفية عريقة، وهو متوارث أبا عن جد، سعيت للنهوض بهذا الطابع وقمت بتأسيس نقابة الإنشاد الديني. هل سبق وأن زرت الجزائر من قبل؟ تعتبر المرة الأولى التي أزور فيها الجزائر التي أعجبت بكرم وترحيب أناسها الطيبين، خصوصا مدينة سطيف التي أعجبني عمرانها والحركية التي تميزها. ماهي المهرجانات التي شاركتم فيها من قبل؟ نتلقى العديد من دعوات المشاركة في الحفلات و المهرجانات من مختلف البلدان على غرار بلدان الخليج العربي مثل الإمارات وقطر والبحرين، إضافة إلى البلدان الأوروبية على غرار فرنسا وإسبانيا وبريطانيا،و نلبي الكثير منها فنحن نسعى إلى نشر موروثنا الثقافي الإسلامي وخصوصا الإنشاد الصوفي. حدثنا عن الطقوس المرتبطة بممارسة الشعائر الدينية في مصر وخصوصا في منطقة الصعيد؟ الجنوب المصري له تقاليد عريقة في تطبيق شعائر الإسلام، فمنذ القدم يملك رصيدا ثقافيا هاما عملنا على المحافظة عليه عبر الأجيال ومرور السنوات. أما عن طقوس ممارسة الشعائر الدينية خصوصا الأغاني الصوفية التي يتعلمها الصغار منذ نعومة أظافرهم بالموازاة مع حفظ القرآن وتلقين أحكامه، حيث نجتمع من أجل إحياء الاحتفالات الدينية، التي تجمع كل أفراد القرية. كيف ترى حاضر ومستقبل الإنشاد الديني؟ من خلال الجولات الكثيرة التي قمت بها في الوطن العربي وحتى البلدان الأوروبية لمست اهتماما كبيرا بالفن الذي نقدمه، لأنه يخاطب الروح قبل العقل، حيث تجده ينساب مباشرة إلى الأعماق، ويتساءل الجميع خصوصا أصحاب المعتقدات غير الإسلامية عن سر تعلقهم بهذه الأناشيد، بالتالي فإننا نحمل رسالة الإسلام إلى كل أنحاء العام ومن الضروري أن يكون المستقبل مشرقا. ألا ترى بأن دور المنشدين حاسم في ظل إنتشار الغناء والرقص الماجن؟ يجب أن نكون صرحاء مع بعضنا، فالحياة المادية طغت على البشر وبتنا ندور في حلقة مفرغة، حيث ابتعدنا عن الدين والرسالة التي جاء بها الإسلام، فمن الضروري أن نعود إلى الجانب الروحي ونحيي تراث الأسلاف ونبتعد عن الغناء والرقص الخليع الذي غزا الفضائيات ودخل البيوت دون استئذان. ماهي الرسالة التي توجهها للشعب الجزائري؟ أحمل له كل الود والحب وأتمنى من الله عز وجل أن يحفظ الأمة العربية من الفتنة التي أصابتها في الآونة الأخيرة، وأن تحمل المحبة بدل الكره، وأتمنى أيضا أن يحتضنوا الإنشاد والفن الصوفي. على ذكر الفتنة التي ألمت بالأمة العربية، حدثنا عن الأزمة المصرية؟ يجب أن لا نضخم الأمور ومصر لا تعاني من أزمة، فهي مرحلة انتقالية يجب أن نجتازها بسلام، نسعى من خلال الرسالة التي نقدمها عبر الإنشاد الصوفي إلى نشر المحبة والإيخاء بين المصريين، حيث نقوم في الصعيد بإحياء السهرات من أجل التوحيد والتقارب ونشر الوعي بين السكان وندعو لحب الوطن والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي السمح. كيف وجدت تفاعل الجمهور السطايفي مع ما قدمته؟ يجب أن لا ننكر بأن الشعب الجزائري ذواق للفن ومتمسك بالدين الإسلامي، فلم استغرب من ترديد الجمهور السطايفي لأغلب الأناشيد التي قدمناها و التي كان يحفظها، خصوصا وأن التراث الإسلامي مشترك.إن أداء أنشودة "طلع البدر علينا" بطابع حديث جعل الجميع يرددها معنا لأنه يحفظها عن ظهر قلب، إضافة إلى التفاعل الروحي مع التسبيح والتهليل والصلاة على النبي المصطفى. رافقكم أثناء تقديم وصلتكم مؤد يرقص على طريقة العثمانيين، هل هو مورث إسلامي تركي؟ بطيعية الحال فإن الفترة العثمانية ألقت بظلالها على الثقافة الإسلامية المصرية، حيث أرادت الفرقة تقديم هدية للشعب الجزائري فأهدته هذا الاستعراض الذي أعجب الجمهور الحاضر كثيرا. كلمة ختام سررت كثيرا بهذه المشاركة في مهرجان السماع الصوفي في طبعته الثالثة بسطيف والاستضافة الكريمة من طرف الشعب الجزائري، أتمنى دوام الصحة والعافية لبلدنا وكافة البلدان العربية وأوجه نداء للجميع من أجل إحياء تراثنا الإسلامي العربي العريق.