بن بوزيد ينفي تقليص الحجم الساعي في الطور الابتدائي نفى وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد أمس ما تناولته بعض الجرائد الوطنية حول قرار الوزارة تخفيض الحجم الساعي للتدريس في الطور الابتدائي أو باقي الأطوار التعليمية، وأعلن عن تشكيل لجنة وطنية خاصة لدراسة قضية كثافة البرامج التعليمية ووتيرة الدراسة. وأوضح الوزير بمناسبة إشرافه على ندوة جهوية جمعته بمدراء التربية لغرب وجنوب البلاد وخصصت لتقييم الدخول المدرسي، بأن اللجنة الخاصة التي تم تشكيلها ستأخذ على عاتقها مهمة النظر في إمكانية تغيير وتيرة تعليم التلاميذ من حيث الحجم الساعي للدروس وكذا عدد أيام الدراسة في الأسبوع إضافة إلى العطل المدرسية، كما أكد بخصوص ثقل الأدوات المدرسية وخاصة الكتب وما ترتب عنها من ثقل المحافظ لدى تلاميذ الطور الابتدائي على وجه الخصوص، بأنه لا علاقة للبرامج بثقل المحافظ وبأنه لا يمكن السير عكس التطور والحداثة اللتين يقتضيهما العصر، مشيرا إلى أن التخفيف من هذه الأدوات كما تدعو إليه بعض الأطراف لا يمكن أن يحّل مشكل ثقل المحافظ لأن كل مادة تستدعي توفير كتاب خاص بها، في حين أن الحل الوحيد لهذه المشكلة يتمثل حسبه في توفير أدراج خاصة للتلاميذ على مستوى كل المؤسسات التعليمية وهي الخطوة التي شرعت في تجسيدها الوزارة في عدد من المؤسسات النموذجية. من جهة أخرى، أكد الوزير أن 40 بالمائة من البرنامج الخاص بانجاز المؤسسات التعليمية عبر التراب الوطني لم يتم استلامه خلال هذا الدخول المدرسي، حيث أن القطاع استلم 54 مدرسة ابتدائية فقط من بين 240 كانت متوقعة، و120 متوسطة من بين 196، إضافة إلى 71 ثانوية فقط من مجموع 120 مؤسسة كان يتوقع استفادة القطاع منها بداية هذا الدخول عبر كافة ولايات الوطن، وبهذه المناسبة ذكر بن بوزيد بأن البرامج التي هي في طور الانجاز على المستوى الوطني لحد الآن تقدّر ب931 ابتدائية و385 متوسطة و333تثانوية معربا عن امتعاضه من هذا الوضعية التي قال أنه من غير المعقول أن تظل على حالها، وأرجع مشكل التأخر في انجاز المؤسسات التعليمية إلى النقص الكبير في مؤسسات البناء على مستوى الولايات مبرزا بأن قطاعه سيقوم على مستوى الحكومة بالنظر في إمكانية إيجاد الحلول المناسبة لهذه الوضعية التي لا يمكن أن تطول نظرا للإمكانيات التي توفرها الدولة في هذا الشأن كما قال، ودعا بالمناسبة مدراء التربية إلى الضغط على الولاة ومديري البناء في الولايات المعنية بالتأخر في الانجاز، وأكد على ضرورة إعطاء الأهمية لبناء الثانويات ترقبا للأعداد الكبيرة التي من المنتظر أن تستقبلها مرحلة التعليم الثانوي خلال الأعوام القادمة، وطالب مدراء التربية بمتابعة مشاريع انجاز مؤسسات التربية والتعليم أولا بأول. وأشار بن بوزيد إلى أن العاصمة هي الأخرى لم تكن في معزل عن ظاهرة تأخر انجاز المؤسسات التربوية، حيث كان ينتظر استلام 29 مدرسة ابتدائيةتلم تستلم ولا واحدة منها في حين تم استلام 9 متوسطات من بين 13 كان منتظرا تسلمها، ولم تحظ الولاية باستلام أية ثانوية من ضمن 3 مؤسسات كان مقررا انجازها، معبرا عن أسفه لما تشهده منطقة غرب العاصمة من اكتظاظ في الأقسام خاصة بالأحياء التي رحلت إليها أعداد كبيرة من العائلات في المدة الأخيرة، وأرجع أسباب هذا الاكتظاظ إلى الجهات المعنية ببناء المؤسسات التعليمية موازاة مع انجاز الوحدات السكنية التي يتم ترحيل المواطنون إليها.15 بالمائة من المؤسسات التربوية تعاني من الإكتظاظ وفي ذات اللقاء كشف عضو الحكومة أن 15 بالمائة منتالمؤسسات التربوية معنية بمشكل الاكتظاظ في الأقسام على المستوى الوطني، مشيرا إلي أن المشكل لا يمس كل المؤسسات، كما ذكر أن عدد المؤسسات التي بنيت خلال العشرية الماضية لا يقل عن تلك التي تم انجازها خلال الفترة الممتدة ما بين 1962 و 1999 أي حوالي 1000 ثانوية و 2500 اكمالية و 7000 مدرسة ابتدائية، كما أعلن عن انجاز حوالي 800 ثانوية و 800 اكمالية في إطار المخطط الخماسي المقبل من أجل مواجهة ارتفاع عدد التلاميذ، وكشف أن قطاع التربية يقوم حاليا بتنظيم مؤسسات التعليم والتربية وتأهيلها لتتكيف كل مؤسسة بالطور التعليمي الخاص بها، وأرجع مشكل اكتظاظ الأقسام إلى نقص المؤسسات المكلفة بالبناء في بعض الولايات التي لم تنجز سوى 50 بالمائة من البرنامج المسطر، مضيفا أن الحكومة وفرت الوسائل لكن الولايات لا تنجز البنايات الكافية، ليشير إلى أن قطاع التربية قد حقق 60 بالمائة من البرنامج الموجود في طور الانجاز، وعبر عن تفاؤله إزاء المستقبل وتدارك النقائص الموجودة بشكل تدريجي.