لن نصفي الحسابات مع أحد و بيت الأرندي يسع الجميع أكد الأمين العام للأرندي، عبد القادر بن صالح، بأنه لن يستغل منصبه الجديد لتصفية حسابات مع أنصار الأمين العام السابق للحزب، وقال أمام المشاركين في المؤتمر الرابع للحزب، أنه كان مع التغيير داخل الحزب ولكن بعيدا عن تصفية الحسابات ودعا بن صالح إلى استخلاص الدروس من الأزمة، والعمل على حل مشاكل الحزب عبر الحوار، وقال بأن أبواب الأرندي مفتوحة أمام الجميع. حرص الأمين العام للأرندي، عبد القادر بن صالح، على توزيع عبارات الود والثناء على كل المشاركين في المؤتمر الرابع للحزب، سواء القياديين الذين اختفوا عن الساحة مع سطوع نجم أويحيى، أو أنصار هذا الأخير الذين كان حضورهم لافتا في القاعة التي احتضنت الأشغال في فندق الأوراسي، وعمد بن صالح إلى طمأنة الجميع، مع تأكيده بأنه لن يحول منصبه الجديد وفي الكلمة التي ألقاها بن صالح قبل حصوله على التزكية، لدى افتتاحه الأشغال، تحدث مطولا عن الأزمة التي عرفها الحزب طيلة أشهر والتي ألقت بظلالها على المؤتمر، وأثنى على سلوك جميع الأطراف والتي سمحت بإبقاء الخيط الرابط بينها والقبول بمبدأ التنازل عند الضرورة لفائدة المصلحة العامة ومصلحة الحزب، والحرص على تقليص مساحة الخلاف التي كانت قائمة ما بينها. وهو ما ساهم، حسب بن صالح، في خلق الأجواء المساعدة لتوحيد الصفوف وإيجاد خطاب توحيدي جامع ومنهجية عمل ناجعة شاركت القاعدة النضالية في توفيرها بعيدًا عن كافة أشكال الإقصاء أو التهميش. ودعا بن صالح إلى استخلاص الدروس من الأزمة، والعمل على حل مشاكل الحزب عبر الحوار، والابتعاد عن ثقافة الإقصاء وممارسات التهميش، التي من شانها أن تؤدي إلى ردود أفعال سلبية قد تضر بوحدة الصف ووحدة الحزب، وأضاف بان التجربة التي عاشها الحزب، تحتم مستقبلاً فتح باب النضال للفئات القادرة والراغبة في النضال والابتعاد عن نهج الإقصاء، مؤكدا بان بيت الأرندي كبير وهو قادر أن يسع الجميع. ووجه بن صالح عبارات "الود" إلى القياديين الذين انسحبوا خلال فترة اويحيي، وقال بان باب الحزب مفتوحا أمام كافة المناضلين الذين لسبب أو آخر ابتعدوا أو جمدوا نشاطاتهم في صفوف الحزب. ورحب بن صالح بالوجوه التي كانت حاضرة في القاعة، وكانت غائبة في الاجتماعات الأخيرة، على غرار عدد من الوزراء السابقين، واحد مؤسسي الحزب الجنرال محمد بتشين الذي تصدر الصفوف الأولى، مجددا دعوته لطي صفحة الماضي. كما خص بالذكر بعض الوجوه التي عارضت أويحيى، والذين –كما قال بن صالح- أبدوا تفهمًا في معالجة أزمة الحزب وقبلوا بالتعاون مع من كان يخالفهم الرأي وأوصلوا الحزب إلى ما هو عليه. كما وجه التحية لكل المسؤولين والمناضلين، مفضلا لغة الجمع في خطابه الذي أراده رسالة لكل عائلة الأرندي. وحرص على توجيه تحية للأمين العام المستقيل احمد أويحيى، الذي كما قال "غاب لأسباب عمل رسمية حالت دون حضوره"، موجها له "التحية و العرفان على كل ما قام به من أجل الحزب و من أجل الجزائر". و بمجرد ذكر اسم أويحيى وقف المؤتمرون و صفقوا طويلا و هتفوا باسم أمينهم العام السابق الذي استقال من منصبه على رأس الحزب في جانفي 2013 بغرض "الحفاظ على وحدة الحزب" كما أوضح آنذاك. أنا مع التغيير وضد تصفية الحسابات وكشف بن صالح لأول مرة عن موقفه من الأزمة التي عاشها الحزب طيلة أشهر، موضحا بأنه لا يعارض التغيير داخل الحزب "شريطة أن يكون بعيدا عن تصفية الحسابات و الارتجال في القرارات". وشدد بن صالح بالقول "أنا مع التغيير و لكنني ضد تصفية الحسابات. أنا مع تغيير الممارسات و لكنني ضد الإرتجال في القرارات". و أضاف بأنه يدعم التغيير "التدريجي المؤسس لكنه يجب أن يتم حسب الشروط و وفقا للمواصفات التي يقتضيها المنصب"، مؤكدا أن نتائج هذا التغيير ظهرت في هذا المؤتمر من خلال الكم الكبير من العنصر النسوي والشباب المشاركين. وشدد بن صالح في هذا السياق، على ضرورة التحضير للمرحلة القادمة بمضامين نصوص جديدة وجادة، ومنها مبدأ التناوب في المسؤولية، وعدم الإفراط في جمع المسؤوليات واللجوء إلى الانتخاب في إطار اختيار المسؤوليات. مع وضع المقاييس والشروط الواجب توفرها في من يتولى بعض المناصب. كما رد بن صالح على الأطراف التي تحدثت عقب الأزمة عن نهاية دور الحزب، في الساحة السياسية، وقال بان الأرندي لم يطلع من فراغ، ولم يكن وليدَ أمزجة، مؤكدا بان الحزب لن يحيد عن موقفه، ولا يتخّذ من المساومة أسلوبا لابتزاز شعبه أو دولته. وجدد بن صالح دعمه لرئيس الجمهورية، وقال بأن الجزائر الجديدة مدينة للرئيس بوتفليقة، مؤكدا بان الارندي سيكون وسيبقى إلى جانبه، وهو جاهزٌ كامل الجاهزيّة لإتمام المسيرة التي اختارها والتزم بها منذ سنة 1999 بوقوفه إلى جانبه، مضيفا بان حزبه سيكون في الموعد ولدى انطلاق عملية المرحلة القادمة. في إشارة إلى رئاسيات 2014. وشدد بن صالح على ضرورة استكمال مسار الإصلاحات التي باشرها الرئيس، ومواجهة الممارسات التي تقتضي التصدّي لها بقوّة القانون، وبوضع إجراءات صارمة للحدّ منها كالفساد الذي ينتج عن ذهنيات مريضة وأنانيّة، وقال بان المحافظة على المال العام ليست مهمّة العدالة وحدها، بل هي مسؤوليّة المجتمع في عدم السقوط في اللامبالاة والاستسلام للنزوات، إذ لا بدّ من إدانة كلّ من تمتدّ يَده لمقدّرات الشعب الجزائري.كما انتقد بن صالح الأطراف التي تعمل على نشر صورة سوداويّة للواقع الجزائري، بهدف افتعال الأزمات، وقال بان هذه الأطراف لا تقوى على العيش إلاّ في المياه العكرة. وقال بأن اليقين وحدهُ يكشفُ سرّ زيف أقوالهم وفشلهم في إقناع الشعب الجزائري الذي لم يقبل منطق المغامرين الذين يسعون لجره إلى المجهول بخطاب استثارة العواطف، واستغلال الظروف. ودعاهم إلى الابتعاد عن نهج خلط الأوراق وزعزعة الاستقرار في البلاد أو المساس بتماسك مؤسساتها، واعتبر بان استقرار البلاد وتماسك المؤسسات هي خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها. الرئاسيات ستكرس الشرعية والسجال السياسي لا يثير القلق كما تطرق بن صالح، إلى السجال السياسي الدائر حاليا، بشان بعض الملفات، وقال بان حزبه ينأى بنفسه عن الأحكام والمواقف التي يمكن تصنيفها ضمن "السياسة الاستعجاليّة"، ويدعو إلى التعاطي مع الواقع في حينه برَوِيّة وموضوعيّة، مراعيًا في ذلك المصلحة الوطنيّة العليا للبلاد و لاستقرارها. معرجا على رئاسيات 2014، التي اعتبرها بمثابة استحقاقٌ سياسيّ يكرس الشرعيّة في البلاد ويعزز الممارسة الديمقراطية فيها. وقال بهذا الخصوص، بان الارندي غير متخوف أو قلق مما يجري حتى الآن، من أجواء الانتخابات الرئاسية القادمة لأنه يعتبر أن الاحتكام إلى الشعب هو الوسيلة الأكثر ديمقراطيّة، وقال بأنه يؤمن أيضًا بأن الشرعية يجب أن تتحقّق من خلال الصّندوق والتنافس الشريف، والقبول بقرار الشعب السيّد. ودعا بن صالح كافة الفاعلين السياسيين والجهات المعنية بالإشراف على تنظيم هذا الموعد إلى ضرورة العمل على توفير الأجواء المواتية لتمكين أفراد الشعب من اختيار المتنافس والبرنامج الذي يناسبه، وعبر عن أمله في أن تشهد الساحة السياسية أثناء الحملة الانتخابية، تنوّعًا في الأفكار والبرامج، ووضوحًا في الرؤى والتصور الخاص لمستقبل البلاد، والالتزام بما هو مكرس في القواعد القانونية ومرسخ في الأعراف المتبعة عبر كافة مراحل العملية الانتخابية. أنيس نواري في مؤتمر غلب عليه الانضباط وحضور كل القيادات السابقة بن صالح يخلف أويحيى على رأس الأرندي زكّى المشاركون في المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي المنعقد أمس بفندق الأوراسي بالعاصمة بالإجماع عبد القادر بن صالح أمينا عاما للحزب في اليوم الأول و عند بداية الأشغال، ليصبح بذلك وبصفة رسمية خليفة لأحمد أويحيى الذي استقال في جانفي الماضي. بدون أي مفاجأة وكما كان منتظرا خلف عبد القادر بن صالح أحمد أويحيى على رأس التجمع الوطني الديمقراطي أمس في اليوم الأول من أشغال المؤتمر الرابع للحزب المنعقد بفندق الأوراسي بالعاصمة بحضور 1419 مندوبا. فمباشرة بعد بروتوكولات الافتتاح وقراءة بن صالح -بصفته أمينا عاما بالنيابة- خطابا مطولا من 58 صفحة طلب احد المؤتمرين من الجميع تزكية هذا الأخير أمينا عاما للحزب وهو ما تجاوبت معه القاعة عن بكرة أبيها تحت حرارة التصفيقات، وبررت نوارة جعفر الناطق للمؤتمر في ندوة صحفية بعد ذلك طريقة اختيار الأمين العام الجديد بالقول أن المؤتمر سيد، وان النظام الداخلي للمؤتمر يقول أن الأمين العام ينتخب بالصيغة التي يصادق عليها المؤتمر، وفي القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب هناك إمكانية لانتخاب هيئات الحزب بما فيها الأمين العام تكون إما بالاقتراع السري، أو بالمصادقة على الصيغة التي تعرض على الهيئة الناخبة والمؤتمر سيد في هذا المجال،، فضلا عن أن المؤتمرات الولائية والجهوية كانت قد زكت بن صالح لهذا المنصب، مؤكدة أن لا احد من كوادر الأرندي ترشح ضد بن صالح، فقد كان المرشح الوحيد والأوحد لهذا المنصب. وشهد المؤتمر الرابع للحزب حضور العديد من الوجوه السابقة والتي كان مغضوبا عليها مثل قاسم كبير الذي فصل في عهد أويحيى، وعمار زقرار وغيرهم، كما شهد أيضا حضور محمد بتشين الذي يعتبر الأب الروحي والمؤسس الحقيقي للأرندي الذي نال اهتمام الصحفيين لكنه رفض الإدلاء بأي تصريح، إلى جانب قيادات سابقة غابت لسنوات عن الحزب، وبدا المؤتمر الرابع وكأنه مؤتمر للمصالحة الداخلية بين أبنائه وهو ما أشار إليه بن صالح في كلمته الافتتاحية. وبخصوص عدم ذكر كلمة العهدة الرابعة في خطاب بن صالح عند حديثه عن مساندة الأرندي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة فسرت الناطق الرسمي للمؤتمر نوارة جعفر في ندوة صحفية ذلك بقولها أنه لا توجد في القانون عهدة أولى وثانية وثالثة، بل عهدة جديدة، والأرندي قالها علنية نحن مع الرئيس بوتفليقة وجاهزون للحملة الانتخابية والبيانات الصادر عن المؤتمرات الولائية والجهوية عبرت عن ذلك صراحة، أما إذا لم يترشح سيكون للأرندي عندئد كلام آخر- تضيف نوارة. وعن غياب الأمين العام السابق أحمد أويحيى عن المؤتمر أوضحت أن هذا الأخير كما يعلم الجميع موجود في مهمة في موريتانيا وهو مسجل في مكتب الجزائر العاصمة وقد وكل من ينوب عنه وقد صوت لصالح عبد القادر بن صالح هو أيضا على حد ذكرها، لكن القاعة هتفت باسم أويحيى لما حياه بن صالح في كلمته. المؤتمر الرابع للأرندي الذي شهد مشاركة 1419 مندوبا من كل الفئات سجل أيضا حضورا مكثفا وكبيرا لقيادات الطبقة السياسية من مختلف مشاربها خلال الافتتاح مثل الأمين العام للآفلان عمار سعداني، لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال، العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني، عمار غول رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمارة بن يونس الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، محمد ذويبي الأمين العام الجديد لحركة النهضة، بينما سجّل غياب عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، كما حضر الافتتاح كذلك عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية، والعديد من أرباب العمل على غرار يسعد ربراب الرئيس المدير العام لمجمع "سيفيتال"، محمد خليفاتي الرئيس المدير العام "لأليانس للتأمينات"، ورئيس مجمع "سيم" وغيرهم. وسيختم المؤتمر الرابع أشغاله اليوم بعد انتخاب أعضاء المجلس الوطني الجديد ليلة أمس، وقد سار المؤتمر بطريقة محكمة من الناحية التنظيمية، وغلب عليه طابع الانضباط و التحفظ، حتى أن مادة من مواد النظام الداخلي للمؤتمر منعت أي مشارك من التصريح للصحافة عدا الناطق الرسمي للمؤتمر.