التدخل الأجنبي في الساحل هدفه عزل الجزائر حذر خبراء وباحثون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب من أن الهدف الأساس للتدخل الأجنبي في منطقة الساحل بدعوى مكافحة الإرهاب هو عزل الجزائر وتسهيل بعد ذلك إعادة احتلال المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية. شرح الباحث والسوسيولوجي إلياس بوكراع الذي يشغل أيضا منصب نائب مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب الكائن مقره بالجزائر خلال استضافته أمس في مركز جريدة الشعب للدراسات الإستراتيجية التهديد الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء واستراتيجيه مكافحته ورهاناته الحقيقية. وقال بوكراع في هذا الشأن أن الهدف الأساس من تدخل القوى الغربية في المنطقة هو في الحقيقة عزل الجزائر والاستفراد بعد ذلك بباقي المنطقة حيث يسهل إعادة استعمارها من جديد خاصة في ظل الصراع الدولي الحالي على مصادر الطاقة والموارد الطبيعية الأخرى، وأضاف المحاضر أن ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ماهي في الحقيقة سوى طعم تستعمله القوى الكبرى فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة للتغطية على الأهداف الرئيسية لها في الساحل وهي الاستحواذ على ثروات بلدان المنطقة.وأشار إلياس بوكراع إلى أن محاولة فرنسا التشويش على خطط الجزائر الخاصة بالتنسيق لمكافحة الإرهاب هناك - خاصة رد فعلها بعد الاجتماع العسكري عالي المستوى الذي عقد مؤخرا بتمنراست- إلى كون شريحة واسعة من الطبقة السياسية الفرنسية خاصة في اليمين لم تهضم بعد استقلال الجزائر، وهي تحاول جاهدة التشويش ومعاكسة كل الجهود التي تقوم به الجزائر في المنطقة من اجل استثبات الأمن.ويرى الباحث المحاضر أن التهديد الإرهابي في منطقة الساحل مبالغ فيه وان جهات عديدة تعمل على تضخيم هذا التهديد الإرهابي والدعاية له للأهداف المذكورة سلفا - أي لإيجاد مبرر للتدخل في المنطقة، وتحدث بهذا الخصوص عن ثلاثة محاور تعمل وفق هذا المنطق، هي محور المغتنين من التجارة غير الشرعية الذين تحالفوا مع شبكات الإجرام المنظم وبعض السلط القائمة في بلدان المنطقة، والمحور الثاني سياسي - طاقوي رهانه الأكبر إعادة استعمار إفريقيا، وأخيرا محور التدخل الأجنبي القائم على الصراع بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين على خيرات إفريقيا خاصة الطاقة. وعليه خلص نائب مدير المركز الأفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب إلى أن التدخل الأجنبي هو احد اكبر التهديدات التي تحوم حول منطقة الساحل والصحراء، وان التهديد الإرهابي عمل دائما لمصلحة الغرب على المستوى الاستراتيجي.وعن الإستراتيجية الخاصة بصد التهديد الإرهابي في المنطقة يقترح بوكراع الاعتماد بصورة استعجالية على الحل العسكري أي تصفية القاعدة والعناصر الإرهابية النشطة بالمنطقة، وهو يرى بخصوص هذه النقطة أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يمكن هزمها عسكريا، وهو لا يؤمن بأنه من الصعب تحديد مواقع انتشار عناصرها بالنظر للإمكانيات التكنولوجية المستعملة من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا خاصة، والتزام كل دولة في هذا المجال.ورسم في الأخير أربعة سيناريوهات لمستقبل المنطقة تصب ثلاثة منها في ما لا تحمد عقباه، فالأول هو محاربة وهزم القاعدة عسكريا كما قلنا سلفا، والسيناريو الثاني تحول منطقة الساحل والصحراء إلى ما يشبه منطقة القبائل في باكستان، والسيناريو الثالث تفشي نشاط شبكات الجريمة المنظمة، والأخير التدخل الأجنبي والتهاب المنطقة.وقبل ذلك كان بوكراع قد عرف منطقة الساحل جغرافيا واثنيا ودينيا فهي تتميز بتنوع اثني وديني إذا استغل سياسيا سيكون عاملا خطيرا على المنطقة، فضلا عن رقعتها الواسعة، وهي من أفقر المناطق في العالم والدولة غائبة فيها تماما.