أصبحت منطقة الساحل في إفريقيا مرتعا للجماعات الإرهابية بمختلف إيديولوجياتها وجنسياتها، ففقد أصبحت لا تقتصر فقط على الجنسيات المشكلة للمنطقة، وإنما حتى من الدول العربية والإسلامية الأخرى على غرار باكستان والعراق. هذا ما اتفق عليه أمس الخبراء الأفارقة على رأسهم وزير الدفاع المالي الأسبق إلى جانب خبراء جزائريين في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أكدوا أن المنطقة أصبحت فعلا ملاذا لمختلف الفصائل والجماعات الإرهابية في العالم، أين تتخذ من المكان فرصة لتجنيد الإسلاميين من مختلف دول العالم حيث أصبح ''الساحل'' قاعدة لوجيستية للتكوين وتجنيد الإرهابيين، خاصة مع قدوم مئات ''المجاهدين من أفغانستان والعراق'' أكد صومايلو مايقا وزير الدفاع المالي السابق في ندوة جريدة الشعب التي نظمت تحت شعار''الإشكالية الأمنية في الساحل الإفريقي'' أن غياب سياسية واضحة من قبل دول المنطقة لمكافحة الإرهاب أدى إلى تفاقم الوضعية في المنطقة، موضحا أن كل ما يحدث في الصومال، اليمن وأفغانستان ينعكس سلبا في المنطقة خاصة في ظل انتشار الأفكار الإيديولوجية الإسلامية المتطرفة على مختلف مشاربها تتغذى منها العناصر الإرهابية حتى أصبحت منطقة الساحل قاعدة خلفية للإرهاب في العالم. وأكد المتحدث على وجوب توفر إرادة سياسية بين البلدين الجزائر ومالي لوضع نواة صلبة لمكافحة الإرهاب على الحدود ، مشددا على ضرورة توسيع هذا التعاون بين دول المنطقة مستقبلا خاصة وأنه على أجندة دول المنطقة التعاون العسكري. وعن أهداف الجماعات الإرهابية في المنطقة نفى المتحدث نية حصولها على منصب السلطة في أي دولة من دول الساحل إنما من أجل خلق نزاعات في المنطقة وتكوين قوة للتأثير على الشعوب، خاصة في ظل الغياب التام لكل مظاهر الدولة في المنطقة. أما العامل الأساسي لمكافحة الظاهرة حسب نفس المتحدث فهو الحضور القوي للدولة في تلك المنطقة المعروفة بالفقر خاصة وأنه إذا غابت الدولة فالإرهاب يتفوق لا محالة، حسبه، خاصة وأن الإرهابيين يستعملون كل الوسائل من أجل استمالة المواطنين في المنطقة خاصة باستعمال الجانب المالي، بعد العلم أن الجماعات الإرهابية في المنطقة توزع أدوات مدرسية وما شابه على الشعب الفقير في ظل الغياب التام للدولة هناك، وشدد المتحدث على التأكيد على أنه''إذا لم نكسب الشعب لا نستطيع محاربة الإرهاب''. فحضور الدولة في المناطق الصحراوية أكثر من ضروري، وإلا كان المكان خصبا لتكاثر الأفكار والأعمال الإرهابية. أما عن أساليب مكافحة الإرهاب في المنطقة فقد أكد المتحدث على ضرورة خلق إرادة سياسية لدول الساحل إلى جانب شراكة إستراتيجية من أجل مكافحة الإرهاب فضلا عن قطع التمويل المالي. من جانبه اقترح الدكتور الياس بكرا دكتور في علم الاجتماع ومتخصص في ملف مكافحة الإرهاب أن ''خلق مدارس خاصة للتكوين ضد مكافحة الإرهاب في المنطقة بالتعاون مع الدول المشكلة لمنطقة الساحل، وهذا كله من أجل تجنب التدخل الأجنبي في المنطقة، وحذر المتحدث أنه إذا لم تسارع دول المنطقة في عقد اتفاقيات مشتركة لمحاربة الظاهرة سيكون هناك تدخل أجنبي محتمل في المنطقة مستقبلا: من جانبه أكد الخبير المتخصص في الإرهاب الدكتور أدامو من رباني أستاذ القانون الجنائي وباحث متخصص في الإرهاب من دولة النيجر أن هناك لجنة بين الجزائر والنيجر من أجل تعزيز التعاون في هذا المجال، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون القضائي بوضع مكنز مات مباشرة تفتقدها اليوم دول المنطقة ووضع قواعد ونصوص قضائية حتى تكون عملية في المستقبل تسمح بمكافحة الإرهاب .