عواصم مختلفة تخلصت من العلبة السوداء للإرهاب في الشرق الأوسط أكد الجيش اللبناني ومصدر أمني أمس وفاة السعودي ماجد الماجد، أمير كتائب عبد الله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تبنت عدة هجمات في لبنان. وتوفي الماجد وهو رهن الاعتقال بسبب تفاقم مرضه. وأفاد المصدر الأمني بأن الماجد توفي إثر نقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة اللبنانية، حيث كان يخضع لغسيل الكلى تحت حراسة مخابرات الجيش. لكن عددا من المتابعين و المراقبين يرون أن الماجد تعرض للتصفية المبرمجة منذ توقيفه حيث كان في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، الذي طلب من الصليب الأحمر الدولي التكفل بنقله للعلاج في مكان آخر و هو ما نفذه الصليب الأحمر باعتبار الماجد كان مطلوبا من لبنان، و من عدة دول أخرى، لكن جهات استخباراتية تلقت مكالمة مستشفى المقاصد للصليب و علمت بمكان سير سيارة الإسعاف فأخطرت مخابرات الجيش اللبناني التي ترصدت لسيارة الإسعاف و أخذت الماجد و هو على سرير المرض إلى المستشفى العسكري في بيروت. وأضاف المصدر اللبناني أمس أن الماجد توفي بسبب توقف عدد من وظائف جسمه الرئيسة، بينما قالت مصادر أمنية لبنانية إنه دخل الجمعة في غيبوبة. و أوضحت مصادر أن زعيم كتائب عبد الله عزام المطلوب للجهات الأمنية في لبنان والسعودية اعتقل في 26 من الشهر الماضي بينما كان يتلقى العلاج في مستشفى بلبنان. و كان لبنان قد استجاب لطلب ايراني ايضا باستجواب الماجد المتهم المفترض بتفجيرات السفارة الإيرانية في بيروت و مقتل قيادي من حزب الله الشيعي في بيروت لدعمه قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وتبنت كتائب عبد الله عزام هجمات تفجير السفارة الإيرانية، والتي أوقعت 25 قتيلا. وبرر التنظيم وقتها التفجير بأنه رد على تدخل حزب الله اللبناني في سوريا، حيث يقاتل إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهدد بهجمات أخرى ما لم يوقف الحزب تدخله هناك. و كان من شأن التحقيق الايراني مع الماجد أن يكشف عمن يدير خيوط لعبة التنظيمات المسلحة المسمات جهادية في منطقة الشرق الاوسط بكاملها من مصر و لبنان و داخل سوريا، لكن الذين يزعجهم امتلاك ايران لدليل على تورطهم المباشر في عمليات التقتيل الجارية في عدد من دول المنطقة، وجدوا أن التخلص من الماجد بهذه الطريقة أفضل غطاء لمواصلة تنفيذ مخططاتهم. وخلال هذا الأسبوع، قال وزير لبناني إن مخابرات الجيش هي من أوقف الماجد الذي حكم عليه عام 2009 بالسجن مدى الحياة بسبب انتمائه إلى تنظيم ‘فتح الإسلام' الذي خاض معركة دامية مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمال لبنان قبل ذلك بعامين. ويجري الآن التذكير بأن الماجد كان على رأس المطلوبين للسلطات السعودية التي رحبت باعتقاله، وكانت تسعى إلى تسلمه لمحاكمته بتهمة "الإرهاب".