ضاعفت شركة المياه و التطهير قسنطينة "سياكو" رقم أعمالها في السنة الخامسة من عمر الشراكة مع الجزائرية للمياه، التي توشك على نهايتها مطلع أفريل القادم، بينما تتطلع مؤسسة مياه مرسيليا الفرنسية إلى تجديد العقد و تقول أنها متمسكة بعملها في قسنطينة. المدير العام لشركة "سياكو" ميشال فالان عرض أمس الأول حصيلة نشاط الشركة على مدار السنوات الخمس المنصرمة، و قال أن لقاءات بخصوص تجديد عقد الشراكة جرت مع المسؤولين المركزيين، لكن دون تقديم تفاصيل عن اتجاه تلك الاتصالات. "سياكو" التي توظف ألفي عامل من بينهم عدد قليل من الفرنسيين في مواقع التسيير ترى أن مهمتها في قسنطينة و أنها تخطط لمواصلة التوسع في الشبكة و عصرنة عملية تسيير توزيع المياه، و كذا معالجة مياه الصرف، و قد ارتفع عدد زبائنها من 130 ألف في بداية عملها سنة 2008 إلى 180 ألف زبون حاليا، كما ارتفع حجم مياه الشرب التي توزعها من 23 مليون متر مكعب إلى 41 مليونا. المدير فالان في لقائه بالصحافة بفندق حسين في علي منجلي قال أن الشركة قامت احتياطيا بتنظيف 475 كيلومتر من الأودية و مجاري المياه من مجموع ألف كيلومتر بقسنطينة في إطار سياسة العناية بمياه الصرف و ذكر أن شبكة توزيع مياه الشرب التي يبلغ طولها حاليا 1500 كلم تتوسع باستمرار و معها شبكة التطهير، و أشار إلى قيام "سياكو" بالإعداد لدراسات حول حاجيات منطقة قسنطينة من المياه في أفق 2040 و هي الدراسة التي ستبنى عليها مخططات التنمية في البلديات المختلفة من الولاية، مضيفا أن الاستغلال الحالي لمصادر المياه الجوفية و السطحية معقول و قد صارت نسبة كبيرة من المساكن في ولاية قسنطينة تتوفر على مياه الشرب 24 ساعة على 24 أي دون انقطاع. و هو ما يتطلب مواصلة مجهود التسيير العصري المدروس و العملي للموارد المائية، و الشبكات المختلفة، و قد بلغ حجم استثمارات "سياكو" على مدى السنوات الخمس الماضية 19 مليار دينار و هو ما يمثل 60 بالمئة من التوقعات التي سطرتها الشركة عند بداية عملية الشراكة مع مؤسسة مياه مرسيليا و التي هي مؤسسة فرنسية خاصة. لها خبرة في تسيير قطاع المياه بمدينة مرسيليا جنوبفرنسا. و تضع "سياكو" في مخططاتها القيام بإنجاز عدد من المنشآت مثل مخبر للمياه في علي منجلي، و توسيع شبكة وكالاتها التجارية و كذا تحسين عملية توزيع المياه في مختلف بلديات ولاية قسنطينة بالقضاء على التسربات، ووضع شبكات توزيع جديدة بدلا للشبكات القديمة التي تحدث بها تسربات و قال المدير فالان أن "سياكو" أنتجت 115 مليون متر مكعب من المياه العام الماضي و أن نسبة منه لم توزع في الشبكة بفعل التسربات و أيضا بسبب الربط العشوائي، دون أن يقدم تقديرا عن حجم المياه المستغلة بصورة غير قانونية، قائلا أن دراسة لشركة "سيال" بالجزائر العاصمة كشفت أن 20 بالمئة من المياه التي توزعها تستغل بطرق غير قانونية و لا تتم فوترتها، و لكن "سياكو" تريد تقليص حجم المياه المسروقة من خلال شبكة أعوانها و كشف عن تعاون مع مؤسسة توزيع الكهرباء بالشرق للقيام بتبادل لبيانات الزبائن بين الشركتين و هو التعاون الذي يمكن أن يساعد أيضا في تحديد اللصوص المحتملين للمياه.