أسماء غريبة في قوائم الانتظار بسجلات الحالة المدنية تبقى الكثير من الأسماء التي توصف عموما بالغريبة أو الدخيلة على المجتمع الجزائري بقوائم الانتظار بمصالح الحماية المدنية إلى غاية تثبيتها أو تغييرها، مما يثير استياء و قلق بعض الأولياء الذين يعتبرون ذلك تعديا على حرياتهم و حقوقهم، في الوقت الذي يؤكد مسؤولون بالحالة المدنية رفضهم لبعض الأسماء و اضطرارهم لاختيار أسماء أخرى للمواليد الجدد أو الإلحاح على التقيّد بالأسماء الجزائرية العربية و الأمازيغية بدافع الحفاظ على الهوية الوطنية في غياب معجم الأسماء الرسمية التي تعكف لجنة وطنية خاصة منذ مدة على ضبطه بالتنسيق مع لجان ولائية. حوالي 50 إسما ظل مكتوبا بقلم الرصاص في قائمة الانتظار بمصلحة تسجيل المواليد الجدد بالحالة المدنية بقطاع سيدي راشد بقسنطينة عام 2013 بعد تحفظ أعوان القسم المعني بتقييد الأسماء على بعضها لخروجها عن قائمة الأسماء المألوفة و جهلهم لأصلها و معناها، مما يدفعهم إلى محاولة إقناع الوالدين بتغيير الاسم و استبداله بآخر ، غير أنهم يصطدمون برفض بعض الأولياء و تمسكهم بأسماء قد يصفها البعض بالأجنبية الدخيلة أو الغريبة عن المجتمع العربي الإسلامي و حتى الأمازيغي. مدير الحالة المدنية بقطاع سيدي راشد بقسنطينة فتحي بوصبع أكد تراجع الظاهرة مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت اجتياح موجة المسلسلات التركية، أين سجلت مصالحهم في السنة الواحدة حوالي 300 إسم غريب، فاضطر الأعوان في حالات كثيرة إلى اختيار أسماء لمواليد جدد نظرا لعدم تقدّم أوليائهم للمصالح المعنية لحل المشكلة إما بإحضار وثائق مقنعة عن أصل التسمية و جذورها العربية أو الأمازيغية أو الاكتفاء بانتقاء اسم آخر مألوف، مشيرا إلى التأثير الكبير للمسلسلات الأجنبية و بشكل خاص التركية و حتى الهندية و الإيرانية التي انضمت هي الأخرى إلى قائمة مصادر الأسماء العصرية التي يلجأ إليها الآباء و بشكل خاص الأمهات الباحثات عن الأسماء الأكثر تميّزا في نظرهن. من الأسماء التي واجهت الرفض و لم يتم تقييدها بسجلات الحالة المدنية بقسنطينة قبل إخضاعها للتغيير برضا الأولياء أو دون رضاهم نذكر على سبيل المثال "كارينا"، "ريلام"، "روسلين"،"روزالين"، "سيلينا"، "خاتون"، "مانيسا"، "ميرال"، "كريمان"، "شاناز"، "جولان"، "داليندا"... و غيرها من الأسماء التي قال عنها العون المكّلف بتقييد أسماء المواليد الجدد بأنه لم يسبق له أن سمعها و عند قيامه بأبحاث حول أصولها وجدها غير عربية و لا علاقة لها بالمجتمع الجزائري لا من بعيد و لا من قريب، مضيفا بأنها غير مستوحاة من أسماء شخصيات تاريخية جزائرية أو مواقع أو عبارات ذات دلالة. و أرجع سبب انتشار الأسماء الغريبة إلى هوس الأولياء بأبطال الأعمال السينمائية و التلفزيونية و بشكل خاص التركية و الإيرانية التي غزت الفضائيات العربية و توّقف محدثنا عند اسم "خاتون"الذي قال أنه لم يعرف كيف يصنّفه، رغم أنه لم يستبعد سماعه في إحدى المسلسلات الدينية الإيرانية التي تم عرضها في شهر رمضان. وكشف من جهته مدير قطاع سيدي راشد بأن الأسماء المستوحاة من المسلسلات الأجنبية كانت أوفر حظا من الأسماء الأمازيغية التي عرفت تراجعا في السنة الماضية مقارنة بالسنوات الخمس الأخيرة التي شهدت عودة قوية للأسماء ذات الأصول الأمازيغية. و استرسل موضحا بأنه أمام غياب معجم الأسماء الرسمي الذي تعكف لجنة وطنية خاصة منذ مدة على ضبطه بالتنسيق مع لجان ولائية، فإن صلاحية مراقبة ، قبول و رفض الأسماء تبقى من صلاحية العون المكلّف بتقييد أسماء المواليد الجدد الذي يتقيّد بالمادة 2 من الفقرة 64 من قانون الحالة المدنية 70-20 و التي تنص على وجوب أن تكون أسماء المواليد الجدد جزائرية محضة، مضيفا بأنه في حال عدم اقتناع الولي برأي ضابط الحالة المدنية فإن هذا الأخير يمنح لنفسه حق اختيار الاسم للمولود الجديد بعد منح الولي مدة محددّة لإقناع العون بالاسم الذي اختاره أو تغييره.