قناة"فرانس 24" تتحدث بالعربية ولا تفكر بالعربية في خضم الجولات الترويجية التي باشرتها هذا الأسبوع قناة "فرانس 24" للإعلان عن تمديد بثها باللغة العربية على مدار الساعة ، مست أهم العواصم العربية وعلى رأسها الجزائر التي تراهن عليها كثيرا في رفع نسبة مشاهدتها ، قال الرئيس المدير العام ألان دوبوزياك من دبي عشية دخول هذا القرار حيز التطبيق ، بأن محطتهم التلفزيونية التي تريد أن تخاطب المشاهد العربي بلسانه لا تريد أن تفكر بالعربية. ------------------------------------------------------------------------ وحتى لاتفسر خطوة قناة "فرانس 24" الجديدة الممولة من طرف الحكومة الفرنسية تفسيرات خاطئة ، بعد أن فاجأت الوطن العربي بقرار تمديد ساعات بثها الى 24 ساعة كما يدل عليه إسمها ، في وقت كان فيه النقاش داخل قصر الاليزي يدور حول ضرورة غلقها ، لفشلها في تحقيق الانتشار المطلوب منها في المنطقة ،خاصة والرئيس نيكولا ساركوزي ناصبها العداء منذ بدء بثها بلغة الضاد ، ودعوته إلى تغيير اسمها إلى "فرنسا العالم" ناطقة بلغة فولتير وحدها ، و امتناع حكومته عن تمويلها ، حيث ظلت طيلة ثلاث سنوات تكابد للبقاء ، بميزانية ضعيفة لم تساعدها في فرض اسمها ومنافسة فضائيات إخبارية عربية كقناة الجزيرة ، التي راهنت على سحب البساط من تحت قدميها ، سارعت عبر مسؤوليها الذين تكفلوا بإعلان تمديد ساعات بثها إلى العالم العربي بأنفسهم ، منهم المديرة العامة المنتدبة كريستين اوكرانت زوجة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير التي نزلت إلى الجزائر هذا الأسبوع ، إلى التوضيح بان القناة ستبقى وفية لمهمتها الأساسية ، وملتزمة بالأهداف التي وضعتها منذ اختراقها السماء العربية ، من خلال تقديم رؤية فرنسية للأحداث العالمية باللغة العربية إلى أكثر من 200 مليون شخص في العالم يتحدثون بلغة المتنبي . وتصريح الرئيس المدير العام من دبي هو لرفع أي لبس مرتبط بهذه الخطوة الجديدة ، والتأكيد على أن تمديد ساعات مخاطبة العرب بلسانهم عبر قناة "فرانس 24" لايعني ذلك أنها ستكون صديقتهم ، أو ناطقة بإسمهم ، أو مدافعة عن حقوقهم ، حتى وهي تتغزل ب"القرب التاريخي " للمطالبة بحقها في دخول البيوت العربية دون استئذان . ومنافسة" فرانس 24" القنوات الإخبارية حسب برنامجها الجديد الذي كشفت عن بعض تفاصيله سيركز على برامج مثيرة تفتح فيها المجال لقول "الآراء غير المقبولة سياسيا في المنطقة العربية" ، وإعطاء الكلمة للمدونين والشباب الراغب في الإفلات من رقابة بلدانهم، في دعوة صريحة لفتح الباب أمام المعارضة ،واستغلال كل مايجعلها تكسب ورقة ضغط لكسب المزيد من الامتيازات في المنطقة .وعكس كل التقارير الفرنسية السابقة التي أشارت إلى أن القناة لاتحظى بأي متابعة من طرف المشاهد العربي نقلا عن سفاراتها في الوطن العربي ، بسبب ضعف مستواها وسطحية مواضيعها وأخطائها اللغوية ، قال مسؤولو القناة في حملتهم الترويجية ، بأن محطتهم هي الأكثر مشاهدة في دول المغرب العربي ، دون تحديد المعايير التي اعتمدتها من اجل التأكيد على هذه النتائج التي تبقى مجرد دعاية للفت الانتباه إلى قناة تسعى كغيرها من القنوات الجديدة التي أطلقت في السنوات الأخيرة من أجل مخاطبة المشاهد العربي بلسانه ، بعد أن تحول التوجه إلى العرب تلفزيونيا منذ أحداث 11 سبتمبر وقبلها حرب الخليج ضرورة ملحة للقضاء على مشاعر العداء المتنامية ضد الغرب ونشر ديمقراطية عرجاء في حرب مشبوهة تتعامل بمكيالين ضد الإرهاب في العالم .