تزايد الطلب على المحاليل المضادة للقمل بصيدليات قسنطينة دخلت عائلات كثيرة في حالة طوارئ هذه الأيام بسبب تداول خبر انتشار القمل في أوساط المؤسسات التربوية و دور الحضانة و رياض الأطفال، بمختلف أحياء وسط المدينة بما فيها الراقية، أين تم تسجيل تهافت عديد المواطنين على الصيدليات طلبا لمحاليل مكافحة القمل و الصئبان و هو ما لم ينفه عدد من الصيادلة الذين قادتنا جولتنا إليهم، حيث أكدوا تزايد الطلب على مختلف أنواع المحاليل و الغسول المضاد للقمل، فيما كشفت مصادر طبية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقطاع سيدي راشد عن تسجيل العدوى بعدد من المؤسسات التربوية منها مدرسة خاصة بحي بوالصوف. و ذكرت بائعة بصيدلية بحي عبان رمضان بأن عد المقبلين على شراء الغسول لمضاد للقمل قد تضاعف في المدة الأخيرة. فيما قال صيدلي آخر أن مخزونه من المحلول المضاد للقمل قد نفد الأسبوع الماضي لأول مرة منذ فتح محله قبل عشر سنوات، إشارة إلى انتشار العدوى بالأحياء المجاورة. و ربط أحد الصيادلة انتشار العدوى بالمهاجرين، قائلا بأن الظاهرة سجلت أكثر في الصيف أي تزامنا مع موسم عودة المهاجرين إلى أرض الوطن. كما لجأ بعض الأولياء إلى محلات بيع الأعشاب و الأدوية البديلة بحثا عن مستحضرات ناجعة للقضاء على الحشرة المتطفلة، حيث أسرت إحدى الأمهات بأنها لاحظت بأن ابنتها البالغة من العمر 3سنوات و التي التحقت هذا العام برياض الأطفال تهرش باستمرار رأسها مما جعلها تفحص شعر صغيرتها لتتفاجأ بغزو الصئبان لرأسها، مما أدخلها في حالة ذعر و هوس حملها لتنظيف شعرها عدة مرات في اليوم الواحدة باستعمال كل الوصفات و المحاليل التي نصحتها بها جاراتها اللائي عانين نفس المشكل مع أبنائهن، كالخل و البترول و غيرها. و قد حذر الأطباء من تفشي الظاهرة بالمدارس بكل الأطوار و أرجعوا السبب إلى غياب النظافة و الاكتظاظ الذي تشهده الأقسام، مما يسهل انتشار العدوى بين التلاميذ و بالتالي انتقالها إلى أهالي المتمدرسين. و قالت الدكتورة بخوش بالمركز الصحي بسيدي راشد بأن العدوى مسجلة على مدار السنة، موضحة بأن العدوى لم تعد تقتصر على الأحياء الشعبية أو الفقيرة بل حتى الراقية، كاشفة عن تسجيل حالات بمدرسة خاصة بحي بوالصوف إلى جانب حالات متفرقة أخرى بعدد من المؤسسات التربوية التابعة لقطاعهم. و أكدت محدثتنا بأن عدد الإصابات بعدوى القمل وصلت إلى 43 حالة في الثلاثي الأول من السنة الدراسية الجارية، مضيفة بأن الأرقام المستقاة من مراكز الصحة المدرسية خلال الثلاثي الأول، لا تبعث على القلق إذا ما قورنت بالسنوات الماضية أين تم تسجيل على سبيل المثال 109حالات في الثلاثي الأخير للسنة الدراسية 2012-2013 و 111حالة بين 2011-2012. و ألحت الدكتورة بخوش على ضرورة عودة المراقبة الوقائية مع بداية كل أسبوع بعد تخلى المعلمين عنها في كل المؤسسات تقريبا رغم أهميتها في الحد من انتشار الأوبئة و الأمراض المعدية بما فيها القمل.