حمس تقاطع الانتخابات الرئاسية قررت أمس حركة مجتمع السلم مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد اتخذ هذا القرار مجلس الشورى الوطني في ختام أشغال دورته الثانية التي جرت بالمقر الوطني للحركة بالعاصمة. وقرأ الموقف النهائي لمجلس الشورى من ملف الانتخابات الرئاسية للسابع عشر أفريل المقبل رئيس الحركة عبد الرزاق مقري شخصيا، هذا الأخير الذي وصف القرار بالكبير وطلب لذلك من جميع الأعضاء الوقوف قبل تلاوته. وقد برر مجلس الشورى الوطني قرار المقاطعة حسب البيان الذي قرأه بعدم وجود فرصة حقيقية للإصلاح السياسي من خلال الانتخابات الرئاسية 2014، واستفراد السلطة القائمة بالانتخابات الرئاسية وتجاهل مطالب الطبقة السياسية الداعية إلى إرساء شروط النزاهة والشفافية وفق المعايير المتعارف عليها دوليا. وكذا التجاوز المتعمد لإرادة الشعب في الاختيار الحر لمن يمثله ويحكمه، ودعا بيان مجلس الشورى بعد الفصل نهائيا في ملف الرئاسيات كل المناضلين والشعب الجزائري إلى تثمين قرار الحركة والالتفاف حول ما يصلح البلد ويحقق الانسجام المجتمعي. وأضاف عبد الرزاق مقري يقول في هذا الصدد أن قرار المقاطعة جاء بعد مسار التشاور الواسع داخل أطر الحركة وضمن فعاليات الطبقة السياسية ، واعتبر ما قامت به حمس بالحدث التاريخي للجزائر وللديمقراطية وللطبقة السياسية، وبلبنة جديدة تضعها حمس في لبنة الأحزاب السياسية في الجزائر. و تحدث البيان الختامي لمجلس الشورى الوطني من جهته عما اسماه استمرار السلطة في تكريس منطق التسيير الإداري للانتخابات، وقالت مصادر من داخل مجلس الشورى الوطني أن أغلبية المداخلات على مدى يومين دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، ولم تجد الأصوات الأخرى الداعية للتحالف أو للترشح باسم الحركة مكانا لها داخل مؤسسة المجلس، وان قرار المقاطعة اتخذ بالأغلبية. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تقاطع فيها حركة مجتمع السلم حدثا سياسيا مهما بحجم الانتخابات الرئاسية، فقد ترشحت باسمها في انتخابات 16 نوفمبر سنة 1995، و كان فارسها الشيخ محفوظ نحناح رئيسها في ذلك الوقت، وفي انتخابات 1999و 2004 ثم 2009 دعمت الحركة المرشح عبد العزيز بوتفليقة، واليوم تقرر للمرة الأولى في تاريخها مقاطعة هذا الاستحقاق الهام.