المالوف قلّ جمهوره في الآونة الأخيرة إلا أنه لم يمت قال الفنان حمدي بناني صاحب روائع المالوف بأنّه بصدد التحضير ل 16 ألبوما يتضمن أغانيه القديمة التي حقّق بها نجاحا كبيرا في الساحة الفنية الجزائرية لاسيما في السبعينيات، كما أنه سيزين هذه الألبومات بباقة من الأغنيات الجديدة،مشيرا إلى أنه سيدخل الأستوديو قريبا ليسجل المشروع "القديم الجديد" على حد تعبيره ليكون هدية العام الجاري لجمهوره الذي لا يزال وفيّا له.صاحب الكمنجة البيضاء كشف للنصر من جهة أخرى في هذا الحوار بأنه يستعد لإحياء حفل فني يوم 15 مارس المقبل في العاصمة الفرنسيّة باريس. النّصر:قمت مؤخرا بإحياء حفل فني بقاعة ابن زيدون، حدثنا عن مدى تجاوب الجمهور مع الأغاني التي قدمتها حمدي بناني :الحفل كان بدعوة من الديوان الوطني للثقافة و الإعلام ، أطربت الجمهور العاصمي لمدّة ساعتين من الزّمن وكأنّها لحظات عابرة ، كان برفقتي ابني كمال الذي يسير على خطاي و جوقي الفنّي الذي حضر معي من عنابة وكانت قاعة ابن زيدون مكتظة بالجمهور الذي صفّق لنا كثيرا وكان معجبا جدا بالأغاني التي أّديتها والتي مزجت من خلالها بين المالوف ،الحوزي ، الأندلسي، الزجل، المحجوز. الحفل كان متنوعا جدّا حيث أديت مختلف الأغاني التي تميّزت بها طيلة مشواري الفني وعرفني بها الجمهور على غرار "دمعي جرى"،"يا باهي الجمال" "عاشق ممحون" و "جاني ما جاني" وغيرها وكانت العائلات العاصميّة الحاضرة في الحفل تسافر معي في رحلات موسيقية و أغنيات طربية أديتها تلبية لرغباتها. وماذا عن قدومك إلى تيزي وزو؟ . تلقيت دعوة من مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو واستضافني المنشط والشاعر سليمان بلحارث في برنامجه الشهري "لقاء مع فنان" بدار الثقافة مولود معمري، وقد اكتشفت من خلال هذا اللقاء أنّ عاصمة القبائل الكبرى لها جمهور ذوّاق، وكم كانت دهشتي كبيرة حينما كان هذا الأخير يطالبني بأداء أغان لم أكن أتوقع بأنه حفظها وأحبها.لم تكن الفرصة سانحة لإحياء حفل هناك، إلاّ أنني كنت بين الفينة والأخرى أطرب الحضور بمقاطع موسيقية صغيرة بواسطة الكمنجة التي ترافقني دوما في جولاتي الفنيّة ، وقد وعدتهم بأنني سأطلّ عليهم في رمضان المقبل في الحفلات الساهرة . زرت الأربعاء ناث ايراثن بالمناسبة و وجدت فيها حفاوة استقبال و ضيافة من طرف السّلطات المحلية ومن سكان توريرت مقران حيث مسقط رأس جدي رحمة الله عليه وقبره الذي دفن فيه . إنها المرة الأولى في حياتي التي زرت فيها جرجرة و ألوم نفسي لأنني زرت كافة بلدان العالم ولم أزر تيزي وزو، رغم الحب الكبير الذي يكنه لي سكان المنطقة وإعجابهم بفني. إنّهم حقّا رائعون لم أكن أتوقع حضورهم إلى القاعة الكبرى لدار الثقافة من أجلي في يوم عطلة خاصة و أن استضافتي في البرنامج تزامنت مع لقاء في كرة القدم بملعب أوّل نوفمبر. ماهو جديدك الفني؟. أستعد لدخول أستوديو إبني كمال المجهّز بأحدث التقنيات والآلات الموسيقيّة العصريّة في عنابة ، لأقوم بتسجيل 16 ألبوما يضم الأغاني القديمة التي أدّيتها خلال سنوات السبعينات ومن بين هذه الأغاني "ليالي شرور"، "يا عاشقين نار المحبة"، "دمعي جرى"، "سيدي الطالب " وغيرها من الأغاني التي عشقها الجمهور خلال جولاتي الفنية و سأقوم بإعادتها بآلات موسيقيّة عصرية. حقيبتي الغنائية هذه ستضم أيضا أغنيات جديدة مثل "داري داري"، "واش ادّاني نعشق الزّين"، "مكتوب " " حبي حبي" وهي من تأليفي وتلحيني. ماذا لو سألناك عن أول خطوة في طريقك إلى الأضواء و الشهرة و النجاح الفني؟. بدايتي مع الفن كانت منذ الصغر وحبّي للمالوف يعود إلى سنوات طويلة. تجاوز عمري الفني الآن 54 عاما. الخطوة الأولى كانت عندما بلغت 15 عاما أتذكر أنني شاركت في مسابقة للغناء بحصّة إذاعيّة كان يشرف عليها فرنسيون.كان ذلك في سنة 1959 أثناء الثورة التحريرية المظفّرة، كنت الجزائري الوحيد الذي شارك في هذه المسابقة ضمن أصوات أخرى كلّها فرنسيّة. فزت خلالها باللقب الأوّل بأدائي لأغنية باللغة الفرنسيّة بعنوان " أنا عاطفي" لقد نالت إعجاب الفرنسيين و أوصلتني إلى قمة الفرح و النجاح. فكانت الانطلاقة الحقيقية في عالم الفن وزادت ثقتي بنفسي أكثر وأصدرت عدة ألبومات تضمّ قصائد مدّتها تتراوح بين 35 و 40 دقيقة، وقمت بجولات فنيّة عبر العديد من دول العالم وانبهر الجمهور الذوّاق بالمالوف الذي ارتبطت به و أبدعت في أدائه. ما هو تقييمك للأغنية الجزائرية عامة والمالوف خاصّة في الوقت الراهن، هل هناك إنتعاش أم العكس؟. الأغنية الجزائرية لا تزال بخير إنها في تطوّر مستمر ،لاسيما وأنّها أخذت شهرة عالمية، حتّى المؤلّفين تطوّروا. صحيح أنّ السّاحة الفنيّة الجزائرية خلال فترة معيّنة طغى عليها الطابع الشرقي والعديد من الفنانين الجزائريين استهواهم هذا النوع من الموسيقى وأصبحوا يميلون كثيرا إلى الشرقي المعاصر، إلاّ أنّ العودة الى الأصل فضيلة. بمرور الوقت عاد كل واحد إلى الطبوع الجزائرية المحضة خاصّة وأنّ الفن الجزائري متنوع وغني جدا ، وهنا أقول بأننا جزائريون يجب أن نغني ما هو جزائري.أمّا عن أغنية المالوف فهي أيضا لا تزال بخير رغم أنّ هذا الطابع بدأ يقل في الآونة الأخيرة إلاّ أنّه لم يمت. ما هو السرّ في صوتك الذي لم يطرأ عليه أي تغيير رغم أنّ مشوارك الفني طويل جدا؟. لست من المدمنين على التدخين ولم أتناول المشروبات الكحولية طوال حياتي. هذا هو السرّ في المحافظة على الصّوت الجيّد. من جهة أخرى أداوم على رياضة المشي التي تساعدني كثيرا في المحافظة على صحّة بدني،حيث أقطع كل صباح مسافة تتراوح بين ثلاثة كيلومترات أو أربعة مشيا على قدمي .كما أنني أهوى ممارسة رياضة التنس. ما رأيك في المرسوم الخاص بالفنان الذي اقرّته وزارة الثقافة مؤخّرا؟. ما قامت به الوزارة يعتبر شيئا رائعا رغم أنّه تأخر كثيرا ، لا بأس مادام الفنان سيحظى بوضعية اجتماعية أحسن بعد الإعلان عن جملة من الحقوق سيستفيد منها الفنانون والمؤلفون خاصة ما يتعلق منها بتغطية الضمان الاجتماعي. كلمة ختامية؟. أتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوري ويعجبه العمل الجديد الذي أحضر له كما أتمنى لكم التوفيق و لجريدة النصر الرقي .